(21) حبّوا بعضن.. تركوا بعضن

1.4K 125 108
                                    

البارت دا حزن السنين فحضروا مناديل كتير اوي اوي اوي 💔💔💔💔

العياط في حوالي تلت مشاهد مختلفة💔

قبل ما نبدأ صلوا على الحبيب، وادعوا لاخواتنا في غزة والسودان ..

_______________________

العشرات من أعقاب السجائر في أكثر من منفضة ممتلئة عن آخرها موزعين في الشقة، الجو ضبابي ملبد بالأبخرة الحبيسة الناتجة عن التدخين الغاشم الذي لا يتوقف، لعدم فتح النوافذ منذ يومين، الفوضى تعم المكان الذي ظل طوال الوقت أيقونة النظافة والترتيب، بعض العلب الخاصة بالوجبات السريعة، ملابس ملقاه باهمال هنا وهناك، الكثير من الأوراق المتناثرة التي يستكمل بها أحداث الرواية الجديدة المتوقفة حتى الآن..

كان وحيدًا يتربع على عرش كل هذا الخراب المتغلغل من حوله، البيت كئيب جعل الكثير من ذكرياته الحزينة الغاشمة تثور بداخله، الوحدة القاتلة التي لم يكره في حياته مثلما كرهها، الوحدة التي جعلته في لحظات يتندم على تمسكه بالطلاق منها وطردها من البيت، تسائل بحماقة لماذا طلقها ولماذا طردها، كانت تملأ حياته حتى ولو كانت تملؤها بالمشاحنات والتوتر، لكنها على الأقل أفضل من خوائها الآن..

خطر على عقله هاجس أحمق جعله يفكر في أن يعيدها مرة أخرى، فهو لن يتحمل هذا الوضع لحين تحقيق أحلامه المستحيلة مع فتاة لا تحبه ولا تشعر به ولا ترى سوى شخص آخر، إذا فهو يحارب من أجل من ومن أجل ماذا!!! كانت حورية وحشًا لكنه أقل قسوة بكثير من وحش الوحدة..
قام رغمًا عنه وهو يحاول ترتيب البيت كي يشعر بأنها ما زالت موجودة، فعلى كل حال هو كان يتمتع بأثرها في المنزل فقط وليس بصحبتها، فهو في أغلب الوقت منعزل عنها في غرفة المكتب لكن يبقى فقط أثرها..

ودون إدراك لحجم الكارثة التي تمر بها نفسه قرر أن يبقى أول آثارها التي سيستعيدها هي أكثر شىء كرهه في حياته، امتدت يده إلى المذياع العتيق الخاص بها الذي لم يكره في حياته أكثر من صوته والنغمات التي تنبعث منه بصوت فيروز..
وبنفس التيه قام بتشغيله ليخرج منه صوت فيروز بإحدى الأغنيات الحزينة البائسة كبؤسه، لكنه لأول مرة لم ينزعج، بل شعر بالألفة شيء ما، وشعر بوجودها معه فاطمئن قليلًا، ثم أخذ بعدها يعيد ترتيب الفوضى حتى يعزز شعور وجودها أكثر وأكثر، فلم يكن الوسخ عميقًا أو متراكمًا، فقط فُتات الطعام الناتجة عن الوجبات السريعة وأوراق ممزقة وبعض الشراشف موضوعة بعبث فوق طاولاتها..
وحين انتهى ألقى نظرة خاطفة على صنعه لكنه لم يرتح أبدًا، كانت تنظم بشكل أفضل بكثير وترتب كل شيء ترتيب دقيق كان كثيرًا ما يختنق به، لكنه الآن منزعج أكثر من ضياعه..
وبدون وعي قام ببعثرة كل شيء بمنتهى العنف والغضب حتى أصبح الوضع أبشع من سابقه، ظل صدره يعلو ويهبط في انفعال وهو يطالع المنزل ويفكر بجدية أن يتركه ويذهب ليقيم في أحد الفنادق.. نعم هذا هو أفضل الحلول الآن..

شلّة آداب «سفير القتل» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن