شفي الإمبراطور خلال يومين من الراحة فحسب وعاد لأعماله وحضور المحكمة الإمبراطورية ، كان أمرا مستحيلا بالنسبة للشخص العادي ...
كان هذا هو الوقت الجميل الذي تتفتح فيه زهور بركة اللوتس و يتحول الهواء ، بعد أن أصبح دافئًا فجأة ، عاد إلى البرودة مجددا .
تحرك النسيم اللطيف برفق وتحركت بتلات الزهور بدورها ، امتلأ الهواء برائحة زهور الكمثرى الخفيفة .
يخطو بثيابه غير الرسمية السوداء نحو الفناء الخلفي لقصره أين تقع بركة اللوتس ، كان رجلا طويلا وكانت عيناه عميقة وباردة تجعل هالته ضاغطة ومخيفة بطريقة مهيبة ، وكأنها من الداخل ظلام و طغيان لا نهاية له .
لا يبدو الإمبراطور بمزاج جيد في الفترة الأخيرة وهذا جعل رئيس الخصي وبكونه الخادم الأقرب والذي لا يغادر جانب مينقيو أبدا يغوص في أفكاره بينما يواكب خطواته .
" الإمبراطور لم يكن شخصا مترددا أبدا ، جلالته كان دائما باردا ، قاسيا وحاسما بدم بارد حتى في الأمور المهمة ."
نظر لوجه مينقيو فهو بوضوح يريد إراحة عقله بنفس الطريقة التي اتبعتها والدته دائما .
" الإمبراطور من النوع الذي لا يتأثر حتى لو سقط أمامه جبل ، فما الذي جعله يصبح على هذا النحو ؟"
بمجرد وصولهم إلى بركة اللوتس لوحظ وجود امرأة تقابلهم بظهرها ولم يكن من الصعب التعرف عليها .
" صحيح إنها الإمبراطورة ... هي الوحيدة التي تجعله يفقد رباطة جأشه ."
انحنى وانسحب مع حاشية الإمبراطور بعد أن رفع هذا الأخير يده آمرا إياهم بالرحيل .
التفتت ييجي بعد سماعها لخطوات ثقيلة تقترب منها ، كانت تبدو جميلة للغاية حتى أن معالم وجهها تحسنت كثيرا فقد توقفت عن تجرع السم منذ آخر مرة فقدت بها وعيها .
رفع شعرها الطويل وربط بشريط وردي ، ثوبها كان وردي اللون أيضا مما يظهر هالتها الهادئة بشكل استثنائي ، على ما يبدو أن آثار الندبات قد اختفت فثوبها هذا لا يغطي كامل يدها بل يصل إلى أسفل كتفيها بقليل هي بوضوح لا تأبه لبرودة الجو ، بشرتها ناصعة البياض كالثلج تماما ظاهرة أكثر من المعتاد ، كان من الصعب النظر بعيدا فجمالها الحاد آسر .
أنزل الإمبراطور أعينه إلى معصمها الذي كان يزينه سوار يشم أبيض لافت للنظر ، ذلك اليشم كان هدية من مستشاره العام الماضي في يوم ميلادها ، هي لم تنزع سوار العنقاء من قبل فهي تعتز به تماما كما تعتز بمكانتها كإمبراطورة لكنها الآن تفضل ارتداء يشم آخر و هو هدية من رجل أيضا .
ييجي التي كانت أعينها مثبتة على وجهه وجدت من السهولة ملاحظة ملامحه تزداد برودا قبل أن يقترب ليواجهها .
أنت تقرأ
Trick / خدعة
Ficção Históricaفي عصر تعتبر فيه ولادة توأم لعنة ونبؤة شر على الإمبراطورية ، تنجب زوجة رئيس الوزراء توأم ولعدم رغبة رئيس الوزراء في إعدام كل عشيرته لإعتبارهم نذير شؤم قرر تربية إحداهن والأخرى يتم إخفاؤها بعيدا في بيت جبلي لعدم قدرته على قتلها أيضا ، ليمر الوقت ويتو...