الفصل الثالت والثلاثين 🖤

341 17 8
                                    

شفي الإمبراطور خلال يومين من الراحة فحسب وعاد لأعماله وحضور المحكمة الإمبراطورية ، كان أمرا مستحيلا بالنسبة للشخص العادي ...

كان هذا هو الوقت الجميل الذي تتفتح فيه زهور بركة اللوتس و يتحول الهواء ، بعد أن أصبح دافئًا فجأة ، عاد إلى البرودة مجددا .

 تحرك النسيم اللطيف برفق وتحركت بتلات الزهور بدورها ، امتلأ الهواء برائحة زهور الكمثرى الخفيفة .

يخطو بثيابه غير الرسمية السوداء نحو الفناء الخلفي لقصره أين تقع بركة اللوتس ، كان رجلا طويلا وكانت عيناه عميقة وباردة تجعل هالته ضاغطة ومخيفة بطريقة مهيبة ، وكأنها من الداخل ظلام و طغيان لا نهاية له .

لا يبدو الإمبراطور بمزاج جيد في الفترة الأخيرة وهذا جعل رئيس الخصي وبكونه الخادم الأقرب والذي لا يغادر جانب مينقيو أبدا يغوص في أفكاره بينما يواكب خطواته .

" الإمبراطور لم يكن شخصا مترددا أبدا ، جلالته كان دائما باردا ، قاسيا وحاسما بدم بارد حتى في الأمور المهمة ."

نظر لوجه مينقيو فهو بوضوح يريد إراحة عقله بنفس الطريقة التي اتبعتها والدته دائما .

" الإمبراطور من النوع الذي لا يتأثر حتى لو سقط أمامه جبل ، فما الذي جعله يصبح على هذا النحو ؟"

بمجرد وصولهم إلى بركة اللوتس لوحظ وجود امرأة تقابلهم بظهرها ولم يكن من الصعب التعرف عليها .

" صحيح إنها الإمبراطورة ... هي الوحيدة التي تجعله يفقد رباطة جأشه ."

انحنى وانسحب مع حاشية الإمبراطور بعد أن رفع هذا الأخير يده آمرا إياهم بالرحيل .

التفتت ييجي بعد سماعها لخطوات ثقيلة تقترب منها ، كانت تبدو جميلة للغاية حتى أن معالم وجهها تحسنت كثيرا فقد توقفت عن تجرع السم منذ آخر مرة فقدت بها وعيها .

رفع شعرها الطويل وربط بشريط وردي ، ثوبها كان وردي اللون أيضا مما يظهر هالتها الهادئة بشكل استثنائي ، على ما يبدو أن آثار الندبات قد اختفت فثوبها هذا لا يغطي كامل يدها بل يصل إلى أسفل كتفيها بقليل هي بوضوح لا تأبه لبرودة الجو ، بشرتها ناصعة البياض كالثلج تماما ظاهرة أكثر من المعتاد ، كان من الصعب النظر بعيدا فجمالها الحاد آسر .

أنزل الإمبراطور أعينه إلى معصمها الذي كان يزينه سوار يشم أبيض لافت للنظر ، ذلك اليشم كان هدية من مستشاره العام الماضي في يوم ميلادها ، هي لم تنزع سوار العنقاء من قبل فهي تعتز به تماما كما تعتز بمكانتها كإمبراطورة لكنها الآن تفضل ارتداء يشم آخر و هو هدية من رجل أيضا .

ييجي التي كانت أعينها مثبتة على وجهه وجدت من السهولة ملاحظة ملامحه تزداد برودا قبل أن يقترب ليواجهها .

Trick / خدعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن