Trick / خدعة

الفصل الرابع والثلاثين 🖤

يقف المستشار أمام سرير الإمبراطورة و معالم الإضطراب على وجهه لا يمكن اخفاءها ، فهو بوضوح قلق للغاية .

رغم أنه شارك بعدة حروب إلى جانب الإمبراطور إلا أنه لم يرى أحد يبزق ذلك الكم الهائل من الدماء المسودة .

سقطت الإمبراطورة سابقا بين يداه وقد غطت دماءها كل ثيابه على حين غرة بينما كانت تحادثه سابقا .

اسكوبس : لست قادرا على تشخيص مرضها أيضا ؟

وضع جونكوك ابره الصينية التي يستعملها لوقف إستثارة السم جانبا ووقف مقتربا من المستشار كان هو الآخر لا يشعر بالإطمئان أبدا حول التطور السريع لحالتها .

جونكوك : لا يمكن اعتباره مرضا حقا ... كما أنه لا يوجد ضمان لمدى سرعة تطور الأمر لذا قد تنتكس مرة أخرى قريبا ، الأمر فحسب أنها ترفض تلقي العلاج ولا يمكنني إجبارها ففي النهاية قد تثار سمومها إن غضبت .

نظر المستشار نحو الإمبراطورة التي تبدو هادئة للغاية وكأنها بعالم آخر ، هو لم يستطع فهم ما خططت له في السنوات الماضية ولم يستطع إيقافها أيضا ... لو علم أن كل هذه الأمور ترهقها لكان عمل على إخراجها من القصر الإمبراطوري وألا يجعلها تستمر بخدعة أبيها .

جونكوك : هذا لأنها تجمع كل الألم في قلبها فيعود بالأذى على جسدها ، لكنها عنيدة و ما تزال تقبل على تجرع سموم خطيرة ... جسدها يضعف أكثر فأكثر .

أومئ اسكوبس بهدوء ظاهري فهو يشعر بالضغط في داخله وخاصة قلبه .

تقدم جونكوك نحوه بنظرات مريبة ، الأمير الثاني يعرف الكثير عن كل من المستشار و الإمبراطورة ، عاد مستعدا بالعديد من المعلومات التي ستطيح بسهولة بهما لو تفوه بحرف واحد .

جونكوك : علي أن أغادر مؤقتا ، سأعود يوم مأدبة مهرجان الخريف ... حتى حلول ذلك الوقت عليك أن تبقى ساكنا لا تتصرف بتهور !

أومئ اسكوبس بعد فهمه قصد الأمير قبل أن يراه يغادر ، اقترب من ييجي و جلس بجانب السرير .

المستشار يعلم هوية هوانغ ييجي الحقيقية منذ زمن طويل ، لكنه قرر الإحتفاظ بالسر لنفسه .

بمجرد أن رآها لأول مرة أحس بمشاعر مختلفة ، هي لا تتذكره لكنه يتذكرها بوضوح .

تلك الفتاة البسيطة التي تعيش بمنزل جبلي بالحدود الشمالية ، كان يراها تجلس لساعات بالقرب من أشجار الكمثرى .

كان الأمر قبل عدة سنوات حيث كانت تبلغ من العمر ستة عشر عاما وهو الآخر كان في مهمة سرية لإسقاط إمبراطورية وي ، كان أمر ايجاده لذلك البيت الجبلي مجرد صدفة بينما كان يزور مناطق مختلفة بالقرب من العاصمة .

ففي كامل تلك المنطقة الخالية والتي تسودها طرق وعرة لا وجود إلا لبيت واحد ، بدى الأمر وكأنه مخفي عن قصد .