الفصل السادس والثلاثون
من وجبيرت القلوب
بقلم :مروة حمدى (ميرو أم سراج) ومنى عبد العزيز
الخاطرة من المتألقة ملاك نورى
عَتبتُ عَليكَ فاستَمعِ العتابا
وأسْئِلةً أُريدُ لها جَـوابافأشْباحُ ابتعادكَ طُولَ ليلي
تُروّعُني وَتسْقيني العَذابا..ألمْ تَلْمَحْ لَهيبَ الرُوحِ منّي
فإنَّ دُخانَها بلغَ السَحابا......تَسيرُ بيَ العَواصِفُ من غَرامي
بليلٍ قد غَدوتُ بهِ تُرابا.........خَلَعتَ الصَبْرَ من رُوحيْ وَقلبي
وألْبَستَ الحنينَ لَهُمْ ثيابا...فَلو ألقيتُ بعْضاً من حَنيني
بطولِ البُعدِ فوقَ الصَخْرِ ذابا..وَمَهْما غبتَ ياقمَري بَعيداً
وَربّي لنْ تُعَوِّدَني الغِيابا......كأنَّ عَروسَ أشْعاري بليلي
رَماها النَجْمُ من قَلقي شِهابا...فأحْرَقَها وهيّجَ نارَ وَجْدي
لأحْيا الوقْتَ هَمّاً واكْتئابا....فلاغَزَلٌ يَسيلُ على شَفاهي
ومَمْلَكَةُ الحُروفِ غَدتْ خَرابا..أما تدري نجومُ الليلِ تشقى
إذا عنها ضياءُ البدرِ غابا؟؟..أما تدري بأنكَ روحُ روحي
وكلُ الكونِ في عينيْ سرابا؟؟...أحِبّكَ والظُنونُ تُخيفُ قَلبي
وأنْسَتْني طَعاميَ والشَرابا....مَتى يصْفو لنا كَدَرُ الليالي
لنقْضي العُمْرَ وَصْلاً واقترابا؟؟وآهٍ من عُيونكَ لو رَمَتْني
ستُنسيني بروعَتها العِتابا...
___________________________
بعد صعودها من أسفل وقفت أمام المرآة تتفحص ذلك الفستان الذى ترتديه آلاف المقارنات دارت بين هذا وذاك فهذا أيضا تصميمه حديث بل أكثر من رائع، لم يعلق أحدا قبلا على طريقه ارتداءها لملابسها يدار بعقلها حديث خالد وحديث مروة تلك اللحظه التى لامست فى كلماتها الحده على غير عادتها معها دمعه وحيده خرجت من عينيها وهى تتجه ناحيه الخزانه كى تبدل ملابسها ازاحتها سريعا وهى تستمع لصوت فتح الباب
خالد : ملاك ملاك انتى فين
ملاك تخرج له : نعم ياابيه
خالدوهو يقترب منها يرفع عينيها التى غرغرت بها الدموع : مالك فى حاجه !
ملاك : لا ابدا بس افتكرت تعب صالح.
خالد : وهو يبتعد عنها بضيق ، يادى النيله عليا مااطمئنا عليه وكان زى عفريت العلبه فى ايه تانى .
يتجه إلى الخزانه يخرج ملابسه بسرعه
خالد : ملاك انا هخرج على العشاء بره مع حنان
ملاك : حنان !
يعود لها خالد مرة أخرى يقف قابلتها : حنان محتجانى جنبها الفترة دى محتاجه تحس بأهميتها فى حياة ال حواليها وانا مش هينفع تسببها تستلم للعزلة ال بدأت تدخل نفسها فيها
ملاك : بتفهم اكيد يااابيه ، انا بجد لحد دلوقتى مش مصدقه ال حصلها بس اكيد ربنا شيلها الاحسن
يبتسم خالد عليها وهو يربط على وجنتيها ويتركها ويرحل
تجلس على الفراش تنظر فى أثره كم حنون على إخوته تبتسم وهى تنظر إلى ملابسها رغم اعتراضها على ملاحظاته لها إلا أنها كانت سعيده للغايه أخذت تعد كم المرات التى وصفها بأنها زوجته ياء الملكيه التى اضافها لحديثه عنها ، هزت قلبها من الداخل يعاد إليها اخر كلماتها مع مروة بالاسفل ومقارنته لها لاخواته فى السيارة ليدق القلق باوصالها مرة أخرى ، ذلك القلق الذى اعتراها وهى تجده يهبط الدرج برفقه أخته وبعدها جلس يتوسط إخوته فى جلسه تمنت كثيرا أن تكون جزء منها ولم يمد أحدهم يده إليها يضمها إليهم لم يتذكرها وقتها أحد من الأساس فى رساله توصل لها عقلها بأن لا مكان لها هنا بينهم وأنها مجرد ضيفه عابره سبيل وقد أكدت مروة هذا لها الان لتستلقى على الفراش وهى تضم وسادتها غافية بقلب حزين .
مر الوقت سريعا لم تشعر بشئ سوا بأحد يسحب وسادتها من بين ايديها لتعبث بوجهها وهى نائمه تحرك يدها حتى اصطدمت بشئ مستلقى جوارها لتقترب وهى تحتضنه تضع رأسها براحه وتنام وهو إلى جوارها يبتسم عليها وعلى طريقه نومها الطفوليه ينظر إلى الطريقة التى كبلته بها كأنه دميه ينظر إلى رأسها على موضع قلبه يبعد شعرها عن وجهها يتأملها دون شعور منه يقبل رأسها لينظر إلى سقف الغرفة شاردا فى حال أخته هناك أمر ما تخفيه عنه بالتأكيد هذا الأمر بعيد عن أمير كل البعد وسيسعى جاهدا لمعرفته لن يتركها تواجه اى شئ بمفردها مرة أخرى يكفيها ماعانته حتى الآن يغمض عينيه دون شعور منه ذاهبا فى ثبات عميق
_____________________________💞
حنان بعد قدومها تجلس على الفراش تشعر بالراحه فلقد اشتاقت كثيرا لمثل تلك الأوقات التى كانت تقضيها فى السابق مع اخاها ، أنعش روحها نظرهم للمياه السوداء أمامهم وكلا منهم يتحدث عما بداخله دون أى ترتيب لحديثه والآخر يستمع بإهتمام كيف اجلسها على تلك المقاعد التى تواجه النيل والمكان مزدحم جانبهم من الفتيات والفتيه ، تتذكر مرة فى صباها عندما اتت معه والمكان مزدحم هكذا لتتذمر وهى ترى كل فتى يحادث فتاه وهو يقدم لها عهود حبه ،لتجذبه من ملابسه
حنان :ها ااا ماليش دعوة ، البنات دول بيغظونى ياخله، اتصرف .
خالد : بيغظوكى ليه ، هو حد جه جنبك؟!
حنان : انا عايزه زي كده ، ماليش دعوة
ينظر حوله حتى يفهم مايحدث يجد الفتيان والفتيات فى عالم آخر ، يضحك على أخته بصمت فهى فى الاول والاخير فتاة
خالد: استنى لحظه هنا ,يغيب لبرهه ، ياتى لينحنى فى حركه دراميه بجزعه العلوى وهو يقول : اميرتى يقدم لها باقه من الفل وزهرة من اللون الاحمر المفضل لها ، تضع يدها على وجنتيها هى الأخرى بحركه دراميه تبتسم وهى تحرك رموش عينيها تأخذ منه الباقه بخجل ، والجميع ينظر لهما منهم الهائم ومنهم من يتمنى أن يدوم حبهما ومنهم كالعاده الحاقد عليهما ،يعتدل فى وقفته يمد لها يده
حنان : دلوقتى هنعمل ايه
خالد :؟هنروشهم مش هنخلى ولد يعرف يقول كلمه لبنت فيهم
حنان : يالا بينا يمسكا من يديها متشابكى الاصابعى يسير بها على ممشى الكورنيش ذهابا وإيابا وهما يتحدثان ويطلقان الدعابات وتعليقاتهم المرحه تنطلق ضحاتهم خارجه بصدق من قلوبهم لفتت انتباه الموجودين لهم بالفعل وقد اقتنع كل الموجودين بأنهم عاشقين حد النخاع لبعضهم البعض تعود من تلك الذكرى على انحناء خالد أمامها وهو يقول : مولاتى يمد لها يده
حنان تمدها له يدها هى الأخرى بابتسامه : وبعدين
خالد: هنروشهم لتضحك من قلبها عليه ،لسه فاكر؟؛
يبتسم وهو يخرج يده من خلف ظهره بها الفل والزهرة الحمراء ،يضع الزهرة خلف أذنها ويربط باقه الفل على يدها تلقى بنفسها داخل أحضانه تحاول الا تطلق بدموعها العنان فتنزع سعاده يومها هذا بدموعها
خالد : حنان ابوس ايدك كده هتاخد فعل فاضح على الطريق العام
تخرج من حضنه بضحكه ،ياتى صوت أحد المعلقين : الله يسهله ياعم ،
اخر:ارزقنا يارب
اخر: مساعده فى المصلحه !
خالد وهو ينظر للمتحدث نظرة تحزيريه وصوت عالى : ال عنده كلمه يلمها ولا ايه ؟
يتطلع كل شخص بعيد عنهم وقد وصلت الرسالة لهم واضحا
حنان بقلق : طب نمشى ؟
خالد وهو يجلسها مرة أخرى : نمشى ايه والحلبسه ال جاية دى اقعدى اقعدى ، أخوكى المرعب
تبتسم وهى تضع تلك الزهره وباقه الفل بجانب باقه الازهار التى استلمتهاقبل ساعات، تتطلع إلى باقه الزهور بشرود
يأتيها اتصال على هاتفها من رقم مجهول ترفع حاجبها بضيق
حنان: ده انت مصمم بقا؟
تجيب على المكالمه بغضب واضح دون إعطاء الآخر فرصه للرد : الووو وبعدين بقا , ده انت مصمم تتهزق
الطرف الآخر: هههههههههههه معقول اول مكالمه بينا داخله فيا شمال، بصراحه انا حطيت سيناريوهات كتير بس ده مكنش فى بالى
حنان وهى تحاول تكذيب أذنيها ولكن كيف يمكن لها تكذيب قلبها :مين معايا ؟
الطرف الآخر: مجنون حنان
حنان وهى تحاول أن تتماسك ليخرج صوتها مهتز: مش هتقول انت مين ؟
الطرف الآخر: صفا التوليب وجاذبيه الجورى يعنى باختصار الحنان
حنان وقد زادت ضربات قلبها تنظر إلى الباقه أمامها بابتسامه صغيره
الطرف الآخربنبره صادقه ناعمه :حنان ، ماتضعيفش لاى حد انت قويه اقوى بكتير من اى ظرف ، حاجه تانى ماتقلقيش من اى حاجه انا موجود وهمنع اى قلق من أنه يوصلك ، تصبحى على جنه
يغلق الهاتف تاركا إياها متخبطه فى مشاعرها باقه الزهور التى تفضلها ذلك الخط لتلك الكلمات التى اثرتها ،ذلك الصوت كلها تقودها إلى شخصا واحد وبالتأكيد هو ليس ذلك الشخص الذى يهاتفها منذ أمس ،يعود لها نفس السؤال مرة أخرى ،ايعقل؟ ولما الان ياترى ،لما يافؤاد لما؟! وماذا كان يقصد بالقلق الذى سيمنع وصوله لها؟
تخرج من شرودها على صوت هاتفها مرة أخرى برقم مجهول لتفتح مسرعه بلهفه ظهرت جليا على صوتها استشفها الآخر بسهولة على الجهه الاخرى ليميل على من بجواره مش بقولك ده كان انسب وقت والورد جامد برضه على الستات ليضحك الاخر وهو يصفق بيده بدون صوت : استاذ ورئيس قسم.
وليد وهو يبعد الهاتف :هشششش
ليمسك به مرة أخرى تعرفى أن دى احلى الو سمعتها ودانى، صوتك وحشنى اوى اوى الكم ساعه دول !
حنان وهى تنظر للهاتف بنفور يبدو أنه نفس الشخص صباحا
الطرف الآخر بعد أن طال صمتها : عجبك الورد؟مع انى عارف ان مافيش ورد فى الدنيا يقدر يقف قدام جمالك وحلاوتك .
حنان وهى ترفع الهاتف من على اذنها باشمئزاز عن اى شئ يتحدث هذا الاحمق ، ورد ووصف جمال تنظر الى تلك الباقه من الزهور أمامها هى واثقه ممن بعثها وتعلم محتوى رسالتها إذن عما يتحدث فيتردد فى أذنها
صوت واحد "همنع اى قلق من أنه يوصلك " لترفع نظرها بابتسامه ملئت وجهها هى الان تعرف ماذا كان يقصد وقتها، ولكن لا هى لن تعتمد على أحد فى حل مشاكلها بعد اليوم ،ان الاوان لتتعلم من اخطاءها السابقه ، ترفع الهاتف على اذنها مرة أخرى وقد تحولت ابتسامتها لأخرى ماكرة
الطرف الآخر : الو الو انتى لسه معايا؟
حنان : معاك بس بفكر .
الطرف الآخر وهو يغمز صديقه: فى ايه ؟
حنان : بكلامك لتتابع بمغزى, واضح انك تعرفنى كويس قوى .
الطرف الآخر : وهل يخفى القمر ؟
حنان : بس انا معرفكش وبصراحه مش هقدر اصدق حد لا شوفته ولا أعرفه
الطرف الآخر : بس انتى شوفتينى وعارفانى كويس اوى .
حنان : مين؟!
الطرف الآخر: ال شيلت الغمامه من على عنيكى ، انا ال صعب عليا الجمال ده كله يكون فى ايد حد مايستهلهوش ، الجمال ده محتاج يتحط تاج فوق الرأس رجليه ماتمشيش على الأرض ال وهى مفروشة ورد
حنان وهى تبصق على الهاتف بعد أن تأكدت من هويته: يا خسارة ،مافيش حد بالمواصفات دى دلوقتى ؟
الطرف الآخر بفرحه فلقد ظن أنه وصل لمبتغاه : وانا روحت فين ؟ انا مستعد افرش رموشى على شان بس تمشى عليهم .
حنان : للدرجه دى ؟
الطرف الآخر : واكتر ، ادينى فرصه اسمعينى وبعدها قررى إذا كان للدرجه دى ولا اكتر
حنان: اكتر كمان .
الطرف الآخر بصدق : انتى جوهرة وانا بعرف اقدر الجمال كويس .
حنان: اوك وانا موافقة اقابلك ، لتتابع وهى تلعب باظافر يديها بس على شرط ؟
الطرف الآخر: اؤمرى ، كل ال هتطلبيه حاضر
حنان : انا ال هختار المكان
الطرف الآخر : ياسلام ده لوقولتيلى على النار مش هتتردد
حنان : ماتستعجلش بكره الصبح فى --------الساعه عشره ، عشره ودقيقه مكنتش هناك همشى .
الطرف الآخر: انا هناك من دلوقتى .
تغلق المكالمه ليلتفت هو إلى صديقه المتابع : ايه رايك ؟
صديقه : لا برافو
الطرف الآخر وهو يحك ذقنه عايزك تروحلها البيت تبدأ تراقب من دلوقتى .
صديقه : وتراقب ليه ؟ ماهى خلاص سلمت وهتقابلك ؟
الطرف الآخر: الأهم من الشغل ظبط الشغل ، مش عايز غلطه واخده وبعدين الموضوع ماخدش اكتر من بوكيه ورد واحد وكم مكالمه عايزك تروح وتراقبها لحد ما نشوف المقابله دى هتخلص على ايه ؟
صديقه وهو يهم بالرحيل : اعتبره حصل .
وعلى الجهه الاخرى : تذهب حنان مسرعه إلى غرفه عمتها تخبرها بماحدث .
___________________________
جالسه على مكتبها تقرا فى أحد الكتب ليمر طيفه على خاطرها تبتسم وهى تتذكر تلك المراوغه الشيقه التى عاشتها اليوم ، طريقته وهو يقف قبالتها يرتدى نظارته هو الآخر كيف صفق لها بتلك الابتسامه التى أهداها إياه ورحل ، تضحك من قلبها وهى تتذكر اول لقاءها به وكيف وصفها بالسيده عادل الخديوى ،تبتسم على حالها وهى تضع القلم بفمها على هيئتها المصدومه وقتها ، تقف من جلستها تتجه إلى الفراش وهى تضم دميتها المفضله إلى أحضانها تغمض عينيها وابتسامتها لا تفارقها وهى تسترجع تلك الأحداث مرة تلو الأخرى بعقلها .
وهناك بغرفته حاله لايختلف كثيرا عنها يتقلب على فراشه وقد جاف النوم عيناه ، كلما اغمض ظهرت صورتها أمامه وهى تضحك وعندما يفتح عينيه لا تفارقه يمر أمامه احداث اليوم كأنه مشهد يعاد مرة تلو الأخرى ، يسند رأسه على الفراش يتنهد بعمق يعاد بذاكرته لقاءه بها وهى تمشى جوار والدها طريقه تدللها المحببه، يغمض عينيه وهو يتخيلها تمشى جواره تمسك بذراعه بتلك الملكيه التى أمسكت بها زراع والدها ، تخصه بتلك النظرات الفخوره ، تهدئه تلك الابتسامات التى أطاحت بعقله ،تلك الضحكه التى رفرف لها قلبه يعود من احلام يقظته وقد تذكر أمرا ،يتناول هاتفه من جانبه يبحث بين الصور فلقد استطاع التقاط صورة لها دون أن تشعر وهى تجلس جوار صديقتها ، يفتح الصورة ليتافف بضيق
سمير : صاحبتها دى واخده الصورة كلها
يقم بقص جزء صديقتها من الصورة لتكبيرها واضافت بعض المؤثرات عليها حتى وضحت الصورة وأصبحت انقى ، أخذ يمرر أنامله على ملامح وجهها بشغف ،عيناه تلمع ببريق خاص
يهمس لنفسه بصوت حالم : معقول يااسماء ، فى حد يخطف حد كده من اول مرة ،خطفتينى بابتسامتك علقتينى بضحكتك انجذبت لجمالك دق قلبى بأخلاقك وشخصيتك والاكيد انك ملكتينى ببراءتك وعفويتك ، ياترى الطريق ليكى هيكون ازاى والاكيد بعلاقتك القوية بابوكى عمره ما هيوافق عليا ولا على غيرى بسهوله ، غيرى؟! يعتدل فى جلسته وهو يضم حاجبيه، غيرى ده ايه ؟انتى ليا وبس حتى لو هقف فى وش عادل الخديوى ، لا ده لو هقف فى وش الخديوى الكبير نفسه .
ليمسك بصورتها مرة أخرى يتطلع لها بصمت يحفر ملامحها داخله ،يغفى فى مكانه وهو يضم هاتفه إلى صدره ذاهبا فى ثبات عميق وقد زينت تلك الأسماء أحلامه ،كأنما أقسمت الاتتركه فى صحوه أو فى منامه.
وفى نفس الطابق على اخر الرواق والدته ناهد نائمه بعمق هى الأخرى ذاهبه فى ثبات عميق تبتسم أثناء نومها تحرك يدها فى الهواء بحركات عشوائيه
والده سمير بنومها: ولد عيب عصايه تيته ، كده ياحبيبى زعلانه منك ، بنت اقعدى هادئه والا مش هتاخدى الشيكولاته بتاعتك
أحد الاحفاد : نيته مش هتقولنا الحدوته ، تبتسم وهى ترى نفسها جالسه بالفراش واحفادها يحيطون بها من كل اتجاه تروى لهم القصه حتى غفا أحدهم على كتفها والآخر على قدمها والآخرة جوارها وهى تنظر لهم بمحبه تدعى الله أن يصلح من شأنهم وأن يكونوا خير عزوة وذخر لابيهم .
تتقلب على الفراش على الجهه الاخرى وهى لاتزال تحلم باحفادها ومشاكستهم لها .
______________________
جالسه على سجاده الصلاة تقرأها وردها اليومى تؤمم بعد انتهاءه وتحمده الله على نعمه التى لا تعد ولا تحصى تخص أباها واخاها بالدعاء تبتسم وهى تدعى لمن ملك قلبها منذ نعومه أظافرها بالهداية ترجو الله أن يجعل لها فيه الخير والصالح كما ذكرت صالح بدعاءها بأن يتم شفاءه على خير لتتذكر تلك الملاك تلك الفتاه التى لم تدرك كم هى على طبيعتها وعفويتها سوى بعد أن حدثتها وتجاذبت معاها أطراف الحديث ،تدعو لها بصدق أن تهتدى ويصلح لها الحال وشملت كافه مرضى المسلمين بدعاءها بالشفاء ، قامت بطوى السجاده ونزعت عنها زيها للصلاة واتجهت إلى النوم ، تأتيها رساله على الهاتف من رقم غير مسجل محتواها "ها يابت ،موافقة نتجوز"
لتبعث بالرد وهى سعيده "بت لما تبتك ، لا "
لم تمر ثانيه حتى اتاها الرد "طب غورى ،تصبحى على وانت من اهلى"
تغلق هاتفها دون رد ولكن خانها لسانها وهو يتمم وراءه
جنه : يارب
على الجهه الاخرى ،صالح وسامر فى الغرفه بعد رحيل كارم وعلياء إلى الغرفه المجاورة
صالح : ها ردت عليك
سامر : ردت ياابو العريف ،ردت .
صالح: وقالت ايه ؟!
سامر وهو يبتسم بغيظ : قالت لا بنت الحج عبدالله
صالح : قولتلها يابت !
سامروهو ينفض جاكت بدلته بضيق : قولت قولت.
صالح باستغراب : وبرضه قالت لا .
ليجلس سامر على الكرسى دون حديث ناظرا له بغيظ
صالح وهويضم شفتيه : كده يا معلم مافيش غير حل واحد ، علشان تخليها ترفع الرايه البيضاء
سامر وهو يقترب منه : ايه هو ؟
صالح : من الواضح أن الكريستال
سامر : صااااالح
صالح :احم من الواضح أن مرآت اخويا المستقبليه التركى والهندى اكل عقلها زى بنات كتير. حضرتك لازملك دخله زى دخله ارناف وكوشى ،طريقه مصالحه عمر لديما
سامر بغباء: دول جماعه انت تعرفهم ؟!
صالح بنفاذ صبر : يابنى دول مسلسلات من النظرة التانيه وحب للايجار
سامر وهو ينظر له باستهزاء: كملى ياخالتى وانتى بقا يابيضه بتسمعى الحاجات دى ؟
صالح : اومال كنت بقلب عيشى مع البنات دى ازاى ، ده انت لو عايز تقتل قتيل من غير دليل اتفرج على التركى فمابالك بأساليب التثبيت والتعليق والواحد لازم يطور من نفسه علشان يواكب العصر ، اومال ده احنا بتتعب اوى يا خال .
سامر : والمطلوب منى ايه ؟
صالح وهو ينظر لها بعيون تشبه عيون القطط ناظرا له ببراءه لا تتناسب معه اطلاقا وابتسامه عريضه. على وجهه.
سامر بتوجيه: ولاا بلاش البصه ال تخض دى ، انا هارشك كويس عايز ايه ؟
صالح : عايز اول مااخرج منها انزل الشغل معاك
سامر : مافيش مشكله تقدر تنزل المصنع مع بابا.
صالح وهو يشير إليه بإصبعه : لا معاك انت .
سامر وهو يعقد حاجبيه: هحاول اشوف مكان فى الشق التجارى ال عندى
صالح وهو ينظر له بتلك النظره الوديعه : لا فى الشق الهندسى
سامر : هتعمل ايه هناك، وانت تجارة ؟!
صالح : همسكلهم الحسابات .
سامر وهو يضيق عينيه : اشمعنا ؟!
صالح ينظر له بوداعه: علشان بحبك ومش قادر على بعدك
سامر : والله ؟!
صالح : خلاص براحتك شوف هتقنع الكريستال ازاى !
سامر وهو يجلس على الكرسى : قول ولو جاب نتيجه هاخدك تشلهم.
صالح : حبيبى ، اسمع بقا ،يملى عليه بالترتيب ماذا عليه أن يفعل من الصباح الباكر حتى يغير رأيها وفى نفس الوقت تزداد تعلقا به وحبا
سامر باندهاش : ايه الدماغ دى ، ده كله من ال قولت عليهم مش عارف اسمهم ايه من شويه
صالح بتلقائية : لا ده من طائر اليمامه حالته كانت مقاربه لحضرتك
سامر وهو يبتسم عليه بقله حيله ليتحدث بعدها بجديه: صالح انت عايز تيجى عندى الشركه ليه
صالح يتهرب بادعاء النوم يتثاءب : النور معلش ليهبط برأسه مغلقا عينيه وسامر متابعا له يتحدث بصوت وصل إلى مسامعه: بكره هعرف السبب اكيد .
وصالح مغمض العينين لا يعرف هو نفسه لما يريد ذلك فإن أراد العمل فمصنع والده هو الأنسب لمجاله ، هو فقط يريد أن يستمع إلى تلك القصائد من الشتائم والنعت باسوا الأوصاف مرة اخرى وهذا ما يعرفه فى الوقت الحالى
_________________________
تجلس على الارجوحه تنظر إلى أعلى تتساءل داخلها لما ارتجف قلبها خوفا عليه عندما قرأت ذلك الخبر فى الصحيفة لما، لما كانت ترغب بشده فى رؤيته والاطمئنان عليه ولما أظهرت ذلك البرود واللامبالاة عند رؤيته ، ذلك الصالح الذى لطالما قصت عليها رفيقتها نوادره معاها وتصرفاته التى تدفع الجميع إلى الجنون ومزحاته السخيفه وتلك الأفعال التى أوشكت أن تودى بحياتهم كلا على حدا وكيف كانت تضحك من قلبها على حديثها عنه وكيف كانت تؤكد لها أنه على الرغم من كل تلك الأفعال الشيطانيه إلا أنه يمتلك قلبا طيبا حنونا ، تبتسم على حالها وهى تتذكر تلك الفعله السخيفة التى قامت بها عليه ذلك اليوم وهى تجلس مع ملاك بسرقة غرفتها
ليلى : الواد ده لازمله وقفه
ملاك : ماهو جبلى اسكتش جديد مكان ال قطعه ، خلاص بقا ياليلى
ليلى بحده:ياسلام يضرب ويقول معلش لا لازم حد يوقفه عند حده ، هو فين دلوقتى؟
خرج هذا السؤال من قلبها الذى رغب بشده فى التعرف على من شغل تفكيره
ملاك وهى تشير على أحدهم يدلف من باب الفيلا هو ده ياليلى
ليلى : تمام همشى انا دلوقتى وهاجيلك بعدين ، تجمع متعلقاتها وتخرج مسرعه تحت اندهاش ملاك منها .تقف على باب الفيلا وهى تراه يقف يتحدث إلى الهاتف غير منتبه إلى شئ أخر ، تاملت ملامحه وهى تقارنها بتلك الصورة التى رسمتها له فى مخيلتها ، تمشى فى اتجاهه كالمغيبه ومع كل خطوه تخطوها يوضح لها حديثه وقد وصل إلى مسامعها بضع كلمات منه ،فهمت على الفور أنه يحادث احداهن لا تعلم ماسبب هذا الغضب الذى اجتاحها لتسير بإتجاهه تتعمد أن تصطدم به وهو غير واع ، يرفع صالح تلك النظارة ينظر لها بابتسامه يهم بالاعتذار لتحاول هى اخفاء تأثرها بتلك العينين التى جذبتها على الفور بسيل من التعنيف الحاد كلما هم بالحديث أعطته من الأوصاف ماذكر ولم يذكر فى كتاب يوقفها عن المتابعه ضحكاته العاليه وهو ينظر لها بتأمل ولم ينطق سوى بكلمه واحده وهو يقترب منها يغمز لها بإحدى عينيه
صالح : عسل
لتنظر له لأعلى وأسفل تاركه إياه ينظر خلفها بابتسامه ظهرت على وجهها هى الأخرى وهى توليه ظهرها .فاقت من شرودها على جلوس شخصا ما بجانبها ،تضع رأسها على كتفه بعد أن عرفت هويته
ليلى : بابى ، انت لسه صاحى لحد دلوقتى ؟
والدها : السؤال ده المفروض انا ال اساله ،ياترى بنوتى الحلوة ايه ال مصحيها وخاطف. النوم من عنيها .
ليلى : مش عارفه، تفتكر ملاك سامحتنى بجد؟ ولو افتكرت هترجع تسامحنى تانى ؟
والدها : من علاقتك بيها ، ايه رايك ملاك من النوع ال بيسامح بسهوله ولا صعب فى أنه يرضى ؟
ليلى : بالعكس ملاك اطيب قلب فى الدنيا ،وبتسامح على طول بدليل صالح .
والدها ، صالح ! مش ده ال زرناه انهارده
ليلى وهى ترفع راسها بتهرب تنظر بعيدا عنه : اقصد انها كانت بتحكيلى عن مقالبه وأنها بمجرد مايصالحها تسامحه على طول .
والدها يبقى خلاص مهمتك بقا انك تفتحى معاها صفحه جديده تبداى من اول وجديد ، يابنتى اى ذكرى حلوة جديده بتمسح قصادها ذكرى قديمه اليمه .
ليلى بابتسامه : طنط علياء ، قالتلى كده برضه
والدها : انا عمرى ماهعرف ارد جميلها
ليلى وهى تضع رأسها على كتفه مرة أخرى : ولا انا يابابى.
_______________________
ينام فى فراشه بعمق بفعل تلك الادويه التى يأخذها وقد استقرت حالته إلى حدا ما ، وهى تجلس على الكرسى جواره تضم قدمها تسند رأسها عليها قد جفت عيناها من الدموع ، حزينه على ما آل إليه حالها وحاله ، كيف كان يرجوها الاتتركه كلما همت بالخروج من الغرفه ذلك الذل والكسره بصوته هى فى صراع بين عقلها وقلبها لتمسك بالبطاقة التى اخذتها من الطبيب ،تطلب الرقم وتنتظر الاجابه بفارغ الصبر
فؤاد : الو
سلوى : دكتور فؤاد معايا
فؤاد : ايوه ، مين حضرتك
سلوى : انا سلوى .
فؤاد وقد تعرف عليها ليتابع بمكر طبيب : سلوى مين حضرتك ؟
سلوى : انا سلوى ال كنت عندها انهارده.
فؤاد: اسف مش واخد بالى
سلوى وهى مغمضه العينين:انا مرات امير
يبتسم فؤاد بانتصار فهو أراد تعزيز ثقتها بنفسها ورفع من روحها المعنوية، فملاحظته لطريقه حديثها وهى تجلس معهم تحاول جمع ملابسها على جسدها أنها تشعر بالدنياويه وأنها فتاه رخيصه فأراد كثر هذا الشعور هى زوجته شرعا وقانونا زوجته حتى لو كانت الطريقه خاطئه
فؤاد : اهلا بيكى يامدام سلوى
سلوى : انا اسفه لو بتكلم فى وقت زى ده بس انا محتاجه اتكلم ممكن اجئ لحضرتك؟
فؤاد : بحيرة ماذا عليه أن يفعل ،فى الوقت الحالى هو لا يستطيع ترك مكانه ومايفعله الان ، وفى نفس الوقت هناك من يحتاج إلى مساعدته وهو يعلم أن تلك السلوى بحاجه الى مساعده .يتذكر أن الغد الجمعه إذن لن يبرح أحدهم المنزل فهو يعلم عادتهم جيدا
فؤاد وهو يتنهد :تلاته العصر بكره مناسب لحضرتك؟
سلوى : مناسب فى دواء بياخده الوقت ده وبيخليه ينام هقدر اجر وارجع بسهوله
فؤاد : فى مشكله فى خروجك ؟ حابسك؟
سلوى بنفى سريع : لا وهو ده ال محتاجه اتكلم مع حضرتك فيه
فؤاد : بانتظارك
سلوى : شكرا لحضرتك ،تغلق الهاتف تعود بالنظر لذلك النائم حتى غفت فى مكانها من شده الحزن والارهاق
___________________________
يغلق المكالمه وهوجالس فى سيارته وقد أغلق نوافذها السوداء واطفاء إضاءة المصابيح يقف على بعد تحت تلك الشجره من ينظر الى تلك السيارة لايعتقد أن بداخلها أحد ، وهو بداخلها عيناه كالصقر على منزل ال الخديوى ،يسترجع حديث ذلك البائع بأن كل ما يعرفه عن هذا الشخص سوى أن اسمه وليد، كان معه فى نفس الجامعه ولكن بفرقه أخرى معروف عنه علاقاته العديدة بالفتيات والفتيه ذو الصيت والمال ، وأنه زبون دائم ياتى لهم بنفسه يوصى بطلبه بإرسال الازهار بشكل يومى تاركا له ورقه يخطو عليه بالكلمات التى يريد إرسالها ويظل الوضع هكذا حتى ياتى مرة أخرى أما لالغاء الطلب او تحويله إلى عنوان اخر أو ارسال باقه إلى عنوان اخر مع الاستمرار فى ارسال طلبه الاول، لايعرفون له رقم هاتف أو عنوان هو فقط ياتى بنفسه ويرحل ويحاسب عن طريق الكارت عند مجيئه.
فؤاد : اكيد ابن ال*** زيه زى اى تعلب هيحوم حوالين فريسته الاول وانا قاعدله ، وهى دى الطريقه ال هقدر أوصله بيها بسهوله ، يرفع رأسه بانتباه وهو يشاهد قدوم سيارة اطفاءت مصابيحها عند قربها من بيت الخديوى ووقفت على بعد من الجهه الاخرى ولم يهبط منها أحد .
فؤاد : وقعت فى ايدى يابن **** ، يهم بفتح الباب ليعقد حاجبيه وهو يترك المقبض مرة أخرى
فؤاد لنفسه : ال زى وليد ده واضح انه عايش على قفا الستات وان دى شغلته فأكيد هو مش بالغباء ده علشان يجى بنفسه ليجلس على كرسيه مرة أخرى يراقب تلك السيارة التى تراقب منزل الخديوى ليتابع : وده ال هيوصلنى بيه.
_________________________💞
فى صباح اليوم التالى وهو يوم الجمعه يوم الاجازه من العمل يقضى فيه افراد الاسره اغلب الوقت سويا
يستيقظ خالد من نومه يفتح عينيه برويه يحاول الاعتدال حتى ينهض ، يبتسم وهو ينظر لتلك التى تكبله بيديها وقدمها يتأملها بشغف وهى تفتح فمها قليلا أثناء نومها شعرها المشعت حولها بفوضويه أثرته يمد يده يغلق لها فمها برجفه أصابت قلبه عندما لمست أصابعه شفاها ، لايعلم كم من الوقت مر عليه وهو على هذا الحال ،يشعر بها تستيقظ من نومها وقد حركت رأسها بعيد إلى الجهه إلى الآخرى ، يغمض عينيه بسرعه شاعرا بالفراغ الذى خلفه تركها لموضع قلبه يحاول كتم ضحكاته وهو يستمع لتثاؤبها الطفولى تحرك يدها فى الهواء بعشوائية حتى استيقظت تحرك عينيها فى كل اتجاه كمن يحاول أن يتذكر اين هو؟ لتشهق فجاءه وهى تضع يدها على فمها تحاول الاعتدال برويه وهى ترى قدميها يحتجزان قدميه بينهما لتبعد القدم العلويه وهى تكاد تبكى ثم بعدها حاولت سحب القدم التى أسفل قدمه بخفه حتى لايشعر بها ويستيقظ وهى على هذه الحالة ، وقتها ستقتل نفسها من الاحراج والخجل ، تسحب بخفه حتى كادت أن تخرجها نهائيا ليحاول خالد أن يلعب بأعصابهاقليلا ليفتح عينيه فجاءه
خالد :صباح الخير
تنظر له برعب تحاول اخراج الباقى من قدمها بحده وسرعه ،خالد يرفع قدمه عن قدمها حتى يسهل مهمتها ، لتسقط ملاك إلى الخلف من على الفراش اثر سحبها العنيف ، خالد يكتم ضحكاته عليها بصعوبه يميل على جهتها من الفراش رجوعه العلوى وهو ينظر لها وهى ملقاه على الأرض
خالد : بغض النظر انك ماردتيش عليا ، انتى كنت بتعملى ايه خلاكى وقعتى زرع بصل كدا ؟
ملاك وهى تغلق إحدى عينيها وتفتح الأخرى تنظر له وهى تجيبه : يوجا ياابيه
يحاول كتم تلك الضحكه التى كادت أن تفلت منه
خالد : على السرير ابقى جربى الأرض أمن برضه
ليعتدل فى مكانه يقف وهويمد يده يساعدها على النهوض وهى تمسك بيده برجفه يسحبها لأعلى برويه حتى اعتدلت فى وقفتها أمامه تنظر إلى الأرض بخجل وهى تضع قدم فوق الأخرى تفرك باصابعها تخفى خلفه توترها ليرفع ذقنها بانامله ناظرا له وهو يقترب برأسه منها خرج صوته دافئا بنبره حانيه مازادتها الا ارتباكا
خالد: صباح الخير
ملاك وهى تحاول اخراج كلماتها بصورة صحيحه : صباح النور
تهرب بنظرها بعيدا عنه وقد توردت وجنتيها يفوق خالد على حاله يبتعد عنها وهو يتحدث: يالا جهزى نفسك علشان نفطر مع الجماعه تحت ، انهارده يوم الجمعه يعنى جمعه العيلة على رأى جدى ،يالا بسرعه قالها وهو يرحل مسرعا عنها وعن تلك المشاعر المسيطرة عليه ،يعقد حاجبيه لعدم تلاقيه اى اجابه منها ليعاود النظر لها مرة أخرى وهى لاتزال فى مكانها شارده ، بينما هى فعلا شارده فى حديث مروة لها بأن من فى المنزل غريب عنها لايصح أن تخرج عليهم بملابسها التى اعتادت عليها حتى لو أرتدت الملابس التى احضرها لها اخاها فلقد لمست رغبه مروة فى عدم تواجدها معهم فى ظل وجود رجال المنزل وهى لاتريد اى نوع من المشاحنات أو أن تفرض نفسها على أحد هى تعلم أنها ضيفه لذا يجب أن تكون ضيفه خفيفة الظل ،حتى لا تخسر أصدقائها فبالامس حدثتها مروة ومن يعلم ربما بالغد تحدثها رحاب ، تتنهد بحزن،كيف ستخبره بقرارها فى عدم النزول وبما أن اليوم هو يوم للتجمع إذا الجميع حاضر ،لايجب أن تخرج من غرفتها حتى لو هى أرادت ذلك ، تخرج من حديثها لنفسها على فرقعه اصابع خالد بوجهها ظنا منه انها لا تزال تشعر بالاحراج منه .
خالد : وصلتى لحد فين ؟ ليتابع يالا علشان تجهزى يوليها ظهره يسير خطوه والأخرى توقفه بعدها وهى تتحدث
ملاك بحزن ظهر واضحا بنبره صوتها: ابيه انا مش نازلة
خالد يلتفت لها عاقدا حاجبيه :ليه ؟!
ملاك وهى تتنهد : الفترة ال فاتت كانت ضغط ومحتاجه استريح اكبر وقت ممكن محتاجه اكون لوحدى
خالد وهو يقترب منها يمسكها من كتفها يبتسم لها : الراحه بتيجى وسط حبايبنا ولا نسيتى كلامك.
ملاك وهى تغمض عينيها بالم : حضرتك قولت أن ده يوم للتجمع يوم العيلة يوم الاجازة،مش حابه حد يضايق من وجودى أنه مش قادر ياخد راحته فى بيته أو انى اقيد حركه حد
خالد : ملاك انتى مراااتى قالها وهو يشدد على كل حرف تفتح هى على اثرها عينيها وقد عاد قلبها ينبض بقوه داخلها وهو يتابع حديثه
خالد : انتى عارفه يعنى ايه مراتى ؟
تهز رأسها بخفه نافيه يضع هو يده على وجنتها يعنى انتى مرآة ابن العيلة دى يعنى انتى دلوقتى بنتهم يعنى مكانى مكانك والعكس يعنى ده بيتك وانتى فرد فيه ليكى فيه زى اى فرد هنا، انتى لا هتضايقى حد ولا هتفرضى وجودك على حد فيهم ، فهمتى ؟ يالا علشان انا وانتى هننزل سوا مع بعض.
حسنا كيف يمكنها أن تخذله بعد حديثه هذا ، كيف تقول له لا ، لم تدرى بنفسها وهى تحرك راسها تجيبه ولسانها ينطق بما اعتاد عليه منذ الصغر أمامه : حاضر باابيه
ليبتسم وهو يربط على وجنتها ، يبلع ريقه بصعوبه من أثر تلك المشاعر التى عصفت به مرة أخرى ليوليها ظهره هاربا من اثرها عليه وتوقفه هى مرة أخرى بحديثها.
ملاك : ابيه ممكن طلب ؟
خالد وهو يلتفت لها :اكيد،اتفضلى ؟
ملاك : ممكن حضرتك تقولى رايك فى لبسى بعد مااجهز ، إذا كان هيناسب نزولى قدام العيلة ولا لا ؟
خالد بابتسامه وهو يشير على الخزانه : انتى ناسيه انى انا ال اخترت الهدوم الجديده ، يعنى راي فيها معروف ولا ايه
ملاك : من فضلك ياابيه كده هكون مرتاحه اكتر.
خالد : ودى حاجه تسعدنى ياملاك
تهبط بنظرها ارضاا تاركه إياه وهى تخطوالى الحمام يوقفها صوت خالد هذه المرة
خالد : ملاك
تلتفت له : نعم ياابيه؟
خالد : مش هتسالى عملت ايه انا وحنان بالليل ، روحنا فين اتكلمنا فى ايه ؟ اتاخرنا لحد أمته ؟
ملاك بصدق : أبيه ماينفعش اسال سؤال زى ده .
خالد : ليه ؟!
ملاك : علشان دى خصوصيه بين اخ واخته ماينفعش اى حد يدخل فيها حتى لو كان الحد ده اخت أو أخ تانى ليهم ، ال حضرتك هتقوله هسمعه ولو حبيت تسمع رأى هقوله ، لكن إجبار أو إلح على حضرتك فى السؤال ده على رأى انطى علياء تبدأ بالعد على اصابعها : قلة ذوق وقلة تربية وعدم احترام لخصوصيه الآخرين. عن اذنك
توليه ظهرها وترحل وهو يبتسم عليها أعجبه هذا الجانب منها كثيرا لينطق دون وعى : لا عرفتى تربى ياعلياء
____________________💞
بالاسفل الجميع يلتف حول المائده مروة وزوجها يوسف وزوجته الجد هاشم وزوجته عامر ومريم بوجهها المشرق السعيد تخرج عليهم ايه وهى تحمل حفيدها وخلفها حنان وهى تمسك بابنتها تجلسها على الطاوله حتى يتناولوا طعام الإفطار
الجد هاشم وهو ينظر إلى ملابسهم : انتوا خارجين ولا ايه ؟
تنظر كلا من حنان وايه لبعضهما لتتحدث حنان
بعد اذن حضرتك ياجدى وبعد اذن حضرتك ياوالدى فى صديقه كلمتنى بالليل واتفقت نتقابل انهارده ،فحبيت اخرج انا وعمتى
عامر : مافيش مشكله لو جدك وافق
ينظر كلا من عامر وماجده له يحثانه على الموافقة ،يعلمون اهميه هذا اليوم له وطقوسه المفضله لديه ولكن ايه وحنان يحتاجان للترويح عن أنفسهم بعد كل ماحدث
هاشم: ماتتاخروش ، مش هتغدى من غيركم .
تبتسم كلا منهما له بمحبه
ياسين يميل على مروة يابنتى مالك من امبارح وانتى قافشة كده فى ايه
مروة : تنظر له بحيرة ، ماذا تخبره ، فإن عرف ما ذا نطق به لسانها لن يسامحها هو الآخر بسهولة ،سيظن انها فعلت ذلك من غيرتها عليه سيتهمها بعدم الثقه به وبحبه لها ، تجيبه وهى تبلع ريقها بصعوبه : لا مافيش
تعاود النظر إلى طبقها وهى تعبث بمكوناته بقلب خائف تدور به آلاف الأسئلة ، ترى هل اشتكت عليها ملاك لأخيها ، ام هل ستشتكى عليها هنا أمام الجميع ، أخاها كيف سيتصرف معها ، هل سيأخذ جانبا بعيدا عنها من جديد ، هل سيعاتبها امام زوجته يرد لها جرحها لها ؟هل ستعانى ماعانته مع حنين مرة أخرى ؟ يخرجها من اسئلتها هبوط ملاك برفقه خالد وهى ترتدى فستان ابيض بخطوط سوداء يتسع من الخصر يصل إلى كاحلها بأكمام طويله وقد رفعت جمعت شعرها بكعكه كانت هادئه راقيه وجميلة
تميل رحاب على مروة : البنت عملت ال قولتى عليه ، اظن ان من حقها تعتزريلها ولا ايه ؟!
________________
استغفروا لعلها ساعه استجابه
