الفصل الثانى من "فرحة القلوب"
(خالد وملاكه وفؤاد)
بقلم مروة حمدي و منى عبد العزيز
الخاطرة من الجميلة ملاك نورى
"وكيف أُخبرك بأنك الشي الوحيد
الذي أحملة بداخلي ولا أريِدُ أن ينتهي ."
وعندما سألوني في أيّ ديار هو،،
وضعت يدي على قلبي وأجبتهم،،
هنا....موطنه..❤
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$
وقف أمام الباب يغمض عينيه براحه استقرت داخله بعد عناء وبحث طويل ، بشكل تلقائي رفع زراعيه ليمدهما على الأخير وهو يستنشق هواء الحرية كعصفور يحتضن السماء بجناحيه بعد سجن مرير بقفص ذهبى مبهج للعين قابض للروح.
يقف خلفه على مسافه وهو لايزال بالداخل، سعيد جدا بالدمار الذى ألحقه صديقه بالمكان، تخرج ضحكات صغيرة منه وهو يرى التكسير قد لحق كل شئ، يهمس بخفوت.
فؤاد: الحمدلله، علميا أنا أتاخرت عليه فى الدخول علشان يخرج طاقته فى المكان وينفس على ال جواه ويرتاح ،عمليا لو كنت منعته ودخلت من البدايه، كان ده كله أطربق على دماغى أنا، يالا ال يجئ فى الريش بقشيش، حتى ذوقهم كان وحش أوى هما وصحبتهم.
رفع نظره لذلك الواقف وهو يراه على هيئته تلك ليرفع أحد حاجبيه وهو يفكر بجديه لم ينتبه لكون صوته كان عاليًا.
"طب ايه يا خلود أنتى هتقلد مراتك وتدخلى فى حالة جديدة ولا ااايه، مش ناقصة تقمص تيتانك هى يا عم الديكابريو، مش فاضلكم أنا ، ما بتدفعوش تمن الكشف وعيادتى هتتقفل من تحت رأسكم."
قبض على عينيه المغمضة بضيق وهو يضم شفتيه بغضب، كم يتمنى أن يقت*لع رأسه فى كثيرا من المرات وهذه إحداها، أخرجه من لحظه سكون لروحه تمناها كثيرا بتعليقاته السخيفة، لا يعرف كيف يكون شخصا مثله طبيب نفسى وليس بممثل أو مهرج بسيرك! فعلى الرغم من جدارته التى يشهد له بها الجميع بعمله حتى هو، إلا أنه واثق كل الثقة أنه سيحقق نجاحا باهرًا بهم، يهز رأسه بيأس وهو يتمتم.
"الله يعينك يا حنان على البلوى اللى هتتبلى بيها"
_أحلى بلوة صدقنى.
نظر لذلك الواقف جواره ببسمه تملئ وجهه وخالد يبادله ببسمه حانقة يرفع بها إحدى شفتيه بغيظ، يتركه ويذهب من أمامه بدون أن يرد عليه.
فؤاد : ولااا يا خالد، أنت رايح على فين، أستنى .
رحل بسيارته مبتعدا من أمامه.
فؤاد ناظرًا فى أثره: طول عمرك واطئ بتاع مصلحتك، اخدت غرضك منى و خلعت، بس على مين وراك وراك، لازقلك يا أبو نسب.
صعد سيارته هو الأخر و ذهب خلفه .
إبتسامة خرجت من قلبه، ذلك النابض بحبً قد ترعرت فروعه وتلونت أزهاره من جديد.
ينقر على المقود بأصابعه وهو يدندن بسعادة مع تلك الأغنية التى تصدح من المذياع، وصورتها لا تفارقه، يمر أمامه شريط ذكرياتهم سويًا، حمله لها ، مناغشتها، تهدأتها عندما تغضب بطفوليه محببه إلى قلبه، سعيه لمراضاتها ، هددتها كطفلة صغيرة فى بعض الأحيان، كيف كانت تحتمى به عند الخوف، كيف كانت تركض له عندما تشتكى له من أحدهم.
تعالت أصوات ضحكاته وهو يتذكر ذلك اليوم التى أتت إليه بوجنتين تشتعل من الغضب تنظر له شرزا وهو لا يفهم.
تقف أمامه تعقد ذراعيها بغضب تحدثه وهى لا تنظر له، ملاك بحده : أبيه خالد.
خالد وهو يحاول كتم ضحكاته على هيئتها تلك: كم كان يتمنى قرض وجنتيها بيده وقتها.
خالد: نعم يا ملاكى.
ملاك: أنا جايه اشتكى لحضرتك.
خالد بلؤم وهو يعلم من تقصد: من مين؟
ملاك: حضرتك.
خالد بدهشة مصطنعة: معقولة، منى أنا!
تهز رأسها بتأييد وهى لا تزال تنظر إلى الجهة الأخرى.
خالد: ويا ترى بقى عملت ايه، علشان ملاكى الجميل يزعل منى.
ملاك وقد تراخت ذراعيها ليستقرا بجانبها، وقد نكست رأسها لأسفل وهى تشعر بالحزن : علشان حضرتك نسيت إنهاردة ايه؟
أخذ نفسا عميقا يهدئ به ضربات قلبه العالية وهو يرفع ذقنها بيده حتى رفعت رأسها لأعلى حتى أصبحت عيناها مقابلته لعيناه بعدما هبط بمستواه لها، ناظرا له بأعين قد فاض بها العشق يحدثها بصوت تختبئ وراء كل حرف كلمة واحدة فقط" بحبك"