٤٤

538 32 1
                                    

الفصل السادس

فرحة القلوب

منى عبدالعزيز ومروة حمدي

الخاطرة من الفراشة ملاك نورى

حبيبــــــــــــــــتـــــــــي

ﻋﺸﻘﻲ ﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮﺩ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻛﺘﺒﻬﺎ

ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮﺩ ﺣﻠﻢ ﺍﺣﻠﻢ ﺑﻪ

ﻋﺸﻘﻲ ﻟﻚ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ﻫﻮﻧﻔﺲ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻧﻔﺎﺳﻲ

ﻭﺭﻭﺡ ﺗﺴﺘﻮﻃﻦ ﺍﺭﻛﺎﻧﻲ ﻭشوق ﻭﺣﻨﻴﻦ ﻟﻚ

عشقتك فصرت بداخلي أنتي الحب

أنتي الروح

أنتي الغرام

أنتي العشق

وأصبحت انا مجنون عشقك

احببتك حب يختلف عن كل العاشقين

فنسجت من حبي قصيدة رائعة يتغنى بها القلب

حبيبــــــــــــــــتـــــــــي



يجلس على أعصابه ينظر لها ينتظر قرارها، يهب واقفا مع سماع صوتها لتشير له بالجلوس مرة أخرى.

اسماء بصوت هادئ رقيق: انا عارفة دلوقتى انك مستني منى قرار، لكن اى قرار هقولة هيبقى متسرع من غير دراسة وانا متعودتش قراراتي اخدها من غير دراسة.

بس ال اقدر اقولهولك انى هحكيلك حكاية مش بعيدة عن حكايتك كتير.

لتبدا بقص حكايتها مع صالح وكيف تعلقت به وكيف تخطت تلك المرحلة وخرجت منها محافظة على هويتها. أخذت نفس عميق تتابع بلا توقف لم تلحظ عروقه وجهه النافرة بغضب لمعرفته بأن احدا اخر سبقه إلى قلبها حتى ولو كانت مجرد إعجاب بمرحلة معينه ولكن الأمر نغز قلبه وبشده، اخذ يهدئ حاله وهو يطلق زفيره يرغب بسماع كل ما لديها ومعرفة كيف هى تلك الاميرة من الداخل.

انتبهت كل حواسه لها  عندما تابعت قائلة.

اسماء: الغلطة الوحيدة ال عملتها، انى دويت جرح بغلطه، كنت خارجة من صدمة بجرح، حاولت اداوى نفسى بنفسي  والحمدلله بابا قدر يخرجني من متاهة كنت قربت اتسحب جواها وال اكتشفته للأسف انى مخرجتش منها بالعكس ده انا دخلت فيها وبرغبتي لما لقيتك جاي ومصمم بقوة انك ترتبط بيا، فرحت زى اى بنت لما تحس ان حد عوزها لنفسها مش عيلتها وهى دى غلطتي ..

رفعت انظارها له تؤكد حديثها التالي: انى ما اعطيتش لنفسي فرصة افكر أو بمعنى أصح فترة خطوبه ندرس فيها بعض احنا الإتنين بس ملحوقه والغلطة دى انا هعرف اصلحها إزاى.

يقف مصعوقا من مغزى كلامها، يبلع ريقه بصعوبة متسائلا: يعنى ايه؟ قصدك ايه؟

قالها بصوت مهزوز.

اسماء ببسمه صغيرة مستفزة: يعنى هيكون فى فترة خطوبة ندرس فيها بعض.

قامت من مجلسها تتخطاها، لاقف بعد خطوة منه تتابع دون أن تلتف له: اعمل حسابك هنتقابل كل يوم بعد الجامعة الا إذا كان فى حاجه تمنع ده وجدول محاضراتي هيوصلك واتس.

تركته وخرجت وهو لا يزال واقفا مكانه ينظر فى أثرها بذهول.
خرجت بابتسامة على وجهها اخدتها لأبيها حتى يطمئن ليتمتم عادل داخله بغيظ: نخت بسرعه بت عادل.

خرجت ضحكة شامته من آمال ليلتف لها عادل زاجرا: آمال أقصري الشر.

ناهد : ما تفهمونى يا اخوانا فى ايه؟

اقتربت منها اسماء تربط على يدها : كل خير يا ماما.

"هى قالت يا ماما ولا بيتيهألى"

قالها سمير ببلاهه.

عادل وهو ينظر لسمير الواقف كالمعتوه: انتى عملتي فى ايه؟

آمال وهى تربط على كتفه: بت ابوها.

ناهد بفرحه: ماما، يا حبيبتي يا بنتي يعنى كده اتصالحتوا.

اسماء بمغزى وهى تنظر إلى والدها: احنا متخانق ناش علشان نتصالح

    ******

يترجل من سيارته تكاد قدماه لا تلامس الأرض، ابتسامة على وجهه، يفتح باب المنزل يخطو الى الداخل وهو يتنهد بفرحه، يقف أمام صورتها المعلقة على الحائط، يتلمس اطارها، بشوق كأنه يراها لأول مرة منذ سنوات.

لأول مرة هتطلع من جوه قلبي من غير خوف" نونا حبيبتي، حياتي ال راحت وال جايه، تعرفي ان ال شفته النهاردة فى عنيكي أكدلى ان سنين التعب والشقا فى بعدى عنك مش انا لوحدي ال عشتهم، نفس النظرة ال حيرتني زمان بس  اللهفة ال شفتها فيها قالت كل حاجه، أوعدك واوعد نفسى نعوض بعض عن كل السنين دى هعد الثواني قبل الدقائق والساعات لحد اليوم ال يجمعنا سوأ.

اخرج هاتفه، يعبث به ينظر لها بغمزة من عينيه.

_ومن دلوقتى احنا فترة خطوبه.



عاد بالنظر إلى هاتفه يخطو كلماته نطق بها قلبه وخرجت على لسانه بعشق خالص لها ولها فقط.

" حب عمرى الكلام ال هقولهولك  ده ليه سبع سنين و تسع شهور و تلاته وعشرين يوم وتلاتا شر ساعة .

نظر إلى ساعته بتركيز ثم عاد يكتب من جديد.

"تلاتشر دقيقه وخمس ثواني، الفترة ال كنت فيها ميت حي ومرجعتش للحياة غير من نص ساعه بس، وانتى  معايا بين ايديا لا حلم ولا تهيوات أمنية ربنا استجابتها ليا، السعادة ال حسيت بيها وانتى قدامى عنيكي وهى بتبصلي ضحكتك ال صداها لسه بتردد لحد دلوقتى جوه قلبي، بحبك ومحبتش غيرك وقلبى بيدق بيكى وليكي"
مر الوقت ولم تجب رسالته ليضيق بين عينيه بشك.
"معقولة تكون نامت، لا انا قتيل الليلة دى تسبنى وتنام"
وضع الهاتف على اذنه ينتظر الإجابة من الطرف الآخر.
******

تجلس على الكرسي أمام المرأة  تمشط خصلات شعرها وهى شارده بعالم اخر، ابتسامة صافية زينت محياها بريق عاد يلمع بعينها من جديد ذكريات عادت من ايام مراهقتا تدغدغ جنبات قلبها، اخرجتها من تلك الحالة صوت رنات هاتفها وهى تصدح بالمكان بتلك النغمة التى خصته بها منذ أن راسلها اول مرة.

قامت منتفضة تبحث عن هاتفها، وجدته على الفراش، أمسكت به سريعا تفتحه بلهفة شديدة.

نطقت باسمه دون وعى وهى تلتقط أنفاسها المتلاحقة.

"فؤاد"

اين هو فؤاد منها الان، تسارعت دقات قلبه لسماعه لاسمه منها لأول مرة بتلك الطريقة بدون القاب او حواجز تمنعها عنه، حروفه التى خرجت من فمها اطربت اذناه، اغمض عينيه.

"قوليها تانى"

حنان وهى تجلس على الفراش.

_اقول ايه؟

_قوليها مرة ومرة كمان، خرجيها من بين شفايفك الف مرة، عمرى ما سمعت أسمى بالجمال ده قبل كده.

ضحكت برقه عليه.

_ حنان انا جيء حالا.

_جى فين يا مجنون.

_جى عندك، خمس دقايق والاقيكى تحت فى الجنينة.

حنان بمشاكسه: اممم خمسة كتير لا كتير اوى  بصراحه.



فؤاد بعدما صعد إلى سيارته سريعا وانطلق بها.

_خليهم دقيقتين بالضبط.

صدحت ضحكاتها.

" لا، ده انت اتجننت على الاخر، نام يا فؤاد هى المسافة من المعادي للتجمع هتاخده فى دقيقتين"



قابلها صمت ، حنان وهى تعقد حاجبيها" فؤاد انت لسه معايا"

صوت بوق سيارة أتى من الخارج وصوته عاد لها من جديد.

" هو ينفع فؤاد ميكونش غير مع حنان، يالا بقا انا واقف مستني"

_لا، مش مصدقه.

_اممم يعنى مصممة اصحى أبوكي واخوكى، تمام.

اخذ يطلق ابواق السيارة مرات متتالية.

حنان بشك: هو ده انت يا فؤاد؟

أتت اجابته من الخارج.

" حنان يا بنت عامر انا هو مستني، علشان تعرفي فؤاد قد كلامه"



خرجت للشرفة بصدمه لا تصدق بعد حجم جنونه الذى طالما بالغ اخاها فى وصفه، وضعت يدها على فاهها وهى تراه يجلس متربعا على مقدمه سيارته.

لتتقهقر إلى الخلف بضع خطوات تحاول كتم ضحكاتها على هيئته وعلى كلمات والدها وهو يحدثه.

"وعامر بقا هيعرفك هيعمل فيك ايه؟"

فؤاد: اسف يا عمى بنتك جننتني.



بينما العاشق الأخر صوت البوق ازعجه فى نومه، ليفتح عينيه على تلك الاصوات، وصل إلى مسمعه صوت فؤاد لينتفض من مكانه يجد من تطوقه من خصره

مع تعالى الأصوات استيقظت هى الأخرى فزعه على حركته.

ملاك برجفه: فى ايه؟

يضمها له يربط على ظهرها.

أهدى هطلع اشوف فى ايه بس اكيد مصيبه من مصايب فؤاد وده العادي  بتاعه وطالما اتبلت بيه حنان اتعودى عليه من هنا ورايح.

خرج إلى الشرفة، لحقت به، يلتفت لها قبل أن تخطو إلى الخارج.

خالد بحده خفيفة: خارجة البلكونة كده أزاي؟

ملاك: فى ايه ده احنا اخر دور.

خالد وهو يعيدها إلى الخلف، يلفها إلى الجهة الأخرى: ولو مفيش غيرنا خالص اوعى تطلعي بره باب أوضتك كده.

التقطت مئزرها سريعا لحقت به مهرولة لتصطدم بظهره.

يلتف لها سريعا ينظر لها : انتى لحقتى.

ملاك وهى تقف جواره تنظر بترقب وانبهار: عايزة اشوف فى ايه؟

جذبت جملة فؤاد الأخيرة انتباهه، ليلتف له معلقا بسخرية.

" لا يا حبيبي قديمك كله عندى ما اتجبهاش فى اختى انت من يوم يومك مجنون"

فؤاد: انا معترف اهو زى ما فى مجنون ليلى انا مجنون حنان.

خالد بغيره اخويه: اتلم يا فؤاد وروح ال من يوم ما خطبتهاواحنا ما شفنكش غير بالبيجاما.

فؤاد ينادى عاليا: يوسف يا يوسف شفلى حل بدل ما ماواقف تضحك عليا انت وياسين.

عيب عليك، نسيت زمان لما ساعدتك ايام خطوبتك ، هتشوفولى حل ولا ااقول.

عامر وهو يضع يده على  إطار الشرفة: قوول كل ال عندك يا فؤاد، خرج المستخبى انا سامع.
فؤاد بتاثر: بلاووووووى يا عمى يا طيب انت بلاوي.

ياسين وهو يرفع نظره لأعلى لشرفه اخاه: الحق فؤاد هيفضحنا.

يوسف وهو يخرج من الشرفة: ناااااازله.

خالد يهبط سريعا متوعدا له.

يخرج عادل مع سمير ووالدته فى نفس توقيت هبوط عامر مسرعا.

عادل فى ايه يا عامر نازل كده ليه؟ وايه الدوشة ال بره دى؟

عامر وهو يكمل هبوطه: على اساس مش مكفينى عيالك علشان يجينى مجنون تالت.

هاشم من الاسفل وهو يقف أمام الدرج: اربعه يا حبيبى انت مش واخد بالك من ال واقف مع اخوك ولا ايه؟

يهبط ياسين خلف يوسف خلف خالد سمير ينظر لهم بذهول ولوالدته،لا يفقه شئ.

هو فى ايه؟

هاشم: ما تستغربش يا حبيبى ال جابك جابهم.

عادل يكتم ضحكاته بصعوبة على صوت ياسين وهو يهبط خلف يوسف يقف أمام سمير باستغراب: سمير ، هو ايه ال جابك؟

عادل وهو يربط على كتف سمير: كان نفسى استر عليك بس تقول ايه المف*ض*وح  مفض*وح.

خالد وهو يهبط: ليه روقه يا ياسين خلينا دلوقتي مع ال لم علينا الكمبوند كله.

تحرك ياسين خلفه عقب سماعه لصوت فؤاد ينادى عليهم واحدا تلو الآخر بالاسم ، ليصدم سمير من سماعه اسمه وهو يتمتم.

"بس عارفين يا عيال سمير ده طلع استاذ يعنى تعارف فاتحه خطوبه كتب كتاب باقة واحدة عرض ابدا بقعده واختم بمأذون"

سمير وهو يهبط خلفهم: هو انا ناقص قر ما هى كانت هتبوظ من ام النق ده.

يفتح يديه على مصراعيهما تزامنا مع خروج الثلاث شباب نحوه "خالد، ياسين، يوسف"

حبايبى ال...

يقطع كلامه عند ابصاره لسمير يخرج خلفهم، يشير عليه بيده.

_انت طالع من جوه! لا ده انت عديت هو فيها خيار وفقوس ولا ايه  يا جد وهاشم ؟

يرفع عنيه لأعلى ينظر لحنان والفتيات تجمعن حولها: شفتي الظلم.

انطلقت ضحكات الفتيات عليه عقب رويتهم لركض الفتيان خلفه بما فيهم سمير صارخا : حد يفهمني المجنون ده مين؟

فؤاد يقف لثوانى يلتفت له: مجنون، طب ايه رايك بكرة تحتاج استشارة المجنون ده ومش هيعبرك ، حتى اسأل التلات التيران ال وراك دوول، مين المستشار الغرامى بتاعهم وال كان بيكتبلهم الجوابات الغرامية بتاعتهم حتى وانا مسافر اسأل يوسف مين ال كان لما يتزنق يساعده والبيه خالد ال شايط عليا نسى انى انا ال مجوزه من حب عمره،

يصرخ عاليا منادى: يا ملاك المجنون ده بيحبك من زمان من وانتى لسه عيلة صغيرة وانا اهو دكتورك بقولك انتى كمان واقعه لشوشتك فيه.

سيبوا مشاعركم وافرحوا وعيشوا واول مولود سموه على أسمى.

فؤاد متابعا بمغزى لتلك الواقفة تكاد تنصهر من الخجل يغمز لخالد بعينه وهو يتمتم له عقب اقترابه منه: اصبر ولم ايدك عنى بريستجى قدام خطبتي وعدايلى وهتدعيلى .

ثم اماء برأسه ناحيتها لينظر خالد لها بعشق صاف.

فؤاد لملاك : انتى يا بنتي عاوزة ايه اكتر من كده انتى مش شايفه الرجل عامل إزاى؟ خرجي نفسك من زنزانة عقلك وطلعي كل ال جواكى.

أمسكت حنان بيدها تدعمها تحرك اهدابها بتأييد ورجاء.

مروة: هتقدري يا موكا.

رحاب واسماء: يالا يا ملاك طلعي كل ال جواك.

نظرت له ولتلك النظرة بعينه، اختفى الجميع من حولها الا هو لا تستمع إلا لصوت ضربات قلبها العالية، انكسرت عينه بحزن عندما طال صمتها ارجف قلبها لينطق اللسان بمكنونها بلا شعور منها: أبيه خالد انا بحبك.

خالد بجنون فبعد كل هذا الانتظار واخيرا روت ارضه الظمأنه صدمته هى لتفقده اخر ذرات ثباته:بعد دده كله ااابيه، انا هوريكى من ال أبيه.
يهم بالركض يوقفه صوت فؤاد تحت ضحكات السعادة من الجميع على ما يحدث تحت خجل الفتيات.

_تعال يا حبيبى ارجع انت هتفضل أبيه كم يوم انت نسيت الكيس الاسود.

خالد وهو يقف على اول درجات المدخل للمنزل بصدمه: يخرب بيتك هتفضحنى.

ياسين بهمس ليوسف وصل لفؤاد: الحمدلله مجبش سيرتى.

فؤاد متابعا وهو يشير على ياسين:

واسأل ياسين مين ال كان بيخططله لما عمه يزرجن معاه فى خطوبته و مكنش يستفرد بمروة.

يكمل بحسرة وعويل: حتى اسأله خد إزاى اول بوو سه ال انا مش عارف اخدها.

ياسين صارخا: يخرب بيتك ابوها وجدى واقفين..

عامر بصراخ: انطق يا زفت يا ال اسمك فؤاد كانت امتى ؟ وانت يا سى ياسين بتستكردنى يا بن عادل اما وريتك؟

ياسين بسرعه: والله يا عمى كنا كاتبين الكتاب وفاضل كم يوم على الفرحة.

فؤاد بلا مبالاة : دى التانية يا ولاااا، هتستهبل انت نسيت اول مرة ال كانت قبل كتب الكتاب  هى مروة واقفت بكتب الكتاب الا بعدها.

مروة وهى تدور حول نفسها: فضحني فضحني، خبوني خبوني، عاجبك كده يا ست حنان المجنون بتاعك.

آمال من الاسفل تنظر لأعلى بضحك: لا ده فى وحده ثالثة انتى ناسيها يا فؤاد.

ياسين: مامااااا، انتى معايا ولا معاهم.

آمال: مراتك يا حبيبى محدش ليه أنه يتكلم.

عادل: كده يا آموله، انتى محكتيش على المرة دى.

آمال: لا يا حبيبى حكيتهالك، انت اى نسيت.

عادل: لا محصلش.

آمال وهى تقترب منه: حصل يا حبيبى حتى بإمارة يومها كان طقم المضيفة والطيار.

عادل بضحكه وغمزة: طب والله كويس بنت حلال فكرتينى لحسن الطقم ده واحشني  اوى.

خرجت منها ضحكه عالية بعفويه.

ياسين بصراخ: هو ده وقت مذاكرة، ركزوا مع عمى هيشلوحنى.

عامر بصراخ لعادل: انت كنت عارف يا عادل وبتدارى على أولادك.

عادل: ما خلاص محبيكها على ايه ما هم اتجوزا وقربوا يخلفوا.

عامر: شايف يا بابا عمايل ابنك وعياله، اقسملك يا ياسين مانا معديهالك.
فؤاد: مش بقولك بلاوي يا طيب.

ياسين لفؤاد: مالك يابني انت شارب ولا ايه.

فؤاد بحزن وصوت مهزوم متحشرج جعل الجميع يتعاطف معه.

فؤاد ايوه شارب شارب سنين عشقي لحنان وصابر الالم ومكنتش قادر اخرج آه وحده من النار اللى جوايا،  سنين وانا بحاول اعيش واشوف نفسي مقدرتش بالعكس  كل يوم يقوى حبها عن اليوم اللي قبله، عارفين  قد ايه كنت بتألم وبتقطع من جوايا  لما تتصل يا ياسين انت ويوسف وتطلبوا نصحتى،  ببق هجنن وأسالكم عليها وعلى خالد،  وقتها الموت كان أهون من الوجع اللى كان بيق لدرجه الجنون، اول مرة عنيا وقعت عليها محستش بنفسي كان فاضل خطوة واخدها فى حضنى،حاجه وحده ال وقفتني، أنها على اسم واحد تانى، الوحيد ال كرهته فى حياتي، بعدت لورا وعينه بتشبع منها،  ابتسامتها وهى بتحضن ابنها ال اتمنيته يكون ابنى، طبطبت على قلبي، اخدتها ذكرى سرقة لحظه من الزمن فضلت جواياوقدام عينى.

نظروا لبعدهم ثم له بدون  فهم بينما

حنان تنظر له بتأثر وقلب ينزف لأجله، اذا هى لم تكن تتخيل ما حدث ذلك اليوم.

عامر وهو ينظر لفؤاد بشفقة وهو فى نفس الوقت يود أن ينهى تلك المهزلة، وخاصة فى وجود أفراد امن البيت و دخولهم إلى الحديقة لأول مرة.
يوسف: علشان كده غيرت كل ايميلاتك وارقامك واختفيت!
فؤاد: كان لازم ابعد، محدش كان حاسس بالنار ال جوايا، انا اختفيت عن الكل حتى خالي ال سفرتله وعشت معاه سبته ومشيت فضل سنه مش عارف حاجة عنى.

انت متعرفش انا نزلت تانى ليه وعلشان ايه؟

يلتف  اليه الثلاث شباب( خالد،  يوسف، ياسين)

عامر ينظر له لا يرغب بجعله ينهار اكثر من هذا امامهم: فؤاد.

فؤاد بنبرة متحشرجة: نعم يا عمى.

عامر: اوعدك، اخر يوم فى عدتها تانى يوم هتكون مراتك، وهيكون فرح جماعى ليك انت وخالد وسمير.

اسماء مسرعة تقاطع عمها من الاعلى: لا يا عمى مش هينفع..

عامر مقاطعا وهو ينظر لعادل: يا حبيبة عمك انا برحم ابوكى من استشارات فؤاد.

عادل: قلبك ابيض يا اخويا، اما وريتك.

عامر: ابعد عنى يا اخويا انا لاطايقك ولا طايق عيالك.

سمير: فاضل كم يوم والعدة تخلص.

عادل بتشنج: ده فؤاد نفسه ماسالش.

عامر وهو يربط على كتفه: علشان تعرف انا رحمتك إزاى.

يوسف: اكيد فؤاد حاسبها.

التفوا برؤؤسهم إلى فؤاد وهو يربط على كتف خالد: معلش يا صحبى ، كلها تلات شهور وتنتهى العدة بسرعه.

هاشم وقد فهم على ابنه حتى هو لا يعجبه استمرار هذا، بعد  أن فاض به الكيل: اظن كفاية اوى كده، الوقت أتأخر، عايزين ننام.

والدة سمير بإحراج: يالا ياسمير يا بنى انا تعبانه وعايزة ارتاح والجماعة  كمان يرتاحوا يطرق سمير برأسه موافق ولا يزال  يتطلع عليها، لتسحبه والدته من ذراعه سحبا: يالا يابنى الناس شويه وهيطردونا.

لوح لها فى الهواء بيده.

ياسين : زق عجلك يا حبيبى زق.

نظر له سمير بغيظ ليرحل بعيدا مع والدته.

دخل الجميع إلى الداخل تاركين كلا من عامر ناظر إلى يوسف وياسين بتوعد واقف امام الباب يسد المدخل وكلت من ياسين ويوسف ينظران لبعضهما له بريبه ثم لبعضهما يبلع كلا منهما ريقه بصعوبة.

ليتحدث يوسف سريعا وهو يقف خلف خالد ومعه ياسين وفؤاد يتابع بتشفي مستلقى على سقف سيارته يربع يديه واضعا اياها أسفل راسه متمتا بابتسامه مرحه" برتاح قوى وانا عامل خير، بيغسلنى كده من جوايا"

خالد بتشنج: خير ايه، ده هيقتلهم.

ليركل بقدمه إلى الخلف اصابت بطن ياسين متوها، يتابع بتوعد مبطن: بس عنده حق، لينا قعده يا صحبى، تحكيلي كل حاجه، متفتكرش انى هعدى الموضوع ده بالساهل.

عامر لابنته: ادخلى بقا يا حنان خليه يمشى.

اطرقت برأسها خجلة لتدلف سريعا، ليتذمر فؤاد وهو يعتدل يضع يده على خده" ما قولتلهاش تصبحي على خير يا نور عينى"

عامر، خالد، يوسف، ياسين بحدده: فؤاااااااد.

الله انتوا اتحولتوا ولاايه.

قالها وهو يهبط سريعا ، صاعدا لسيارته مبتعدا عن براثين حنقهم منه.

يقترب خالد من أبيه هامسا: انا حاسس بيك يا بابا بس علشان خاطري عديها.

عامر وهو يرفع اصابعه امامه: اعدى أنهى وحده دول تلاته، تلاته وما خفى كان أعظم.
يوسف: والله يا عمى انا مظلوم، انا حتى بوسة كتب الكتاب ماخدتهاش، ياسين هو ال باس.

ياسين وهو يبصق على الارض: بعتنى يا واطى.

نظر لعمه: والله يا عمى هما تلاته بس.

خالد يتمالك أعصابه حتى لا ينقض على كليهما يمسك بابيه بيده يحدثه بترجي وهو يزيحه بخفه من امام الباب مشيرا بيده الأخرى من خلف ظهره لهما، ليتحركا سريعا للأعلى.

عامر: عاملين رباطيه عليا، هو ال بيجرى فى عروقك ده ايه، معندكش غيرة على اخواتك البنات؟

خالد بتبرير هو نفسه لا يعجبه ولكنه لا يرغب بتفاقم الامور: دوول اجوازهم يا بابا.

يقبل اعلى راسه: ربنا يباركلنا فيك يا حج.

يبتسم عامر على ابنه وقد امتص غضبا يأخذه لأحضانه، رابطا على ظهره .

يالا بينا الوقت أتأخر ولسه الصبح نشوف حكاية سى سمير ال كان بايت جوه ده.



يصعد الجميع إلى شققهم يتجه هاشم هو وزوجته إلى غرفهم.

ماجده: انا مستغرباك اوى يا ابو عامر

هاشم: ابو عامر بقالك سنين ما قولتليش الاسم ده.

_ما تلفش وتدور عليا وقولي ايه الحكاية بالضبط، انت من وقت دخول عادل وسمير والدته وانت  ما حاولتش تعرف فى ايه؟ حتى فؤاد وال عمله ما اتكلمتش فيه وقفت تتفرج من غير ولا كلمه وده لا من عادتك ولا طبعك.

يتنهد وهو يفرد جسده على الفراش.

_ انتى عارفه لو ال حصل ده حصل فى وقت تانى غير انهارده، انا مكنتش سكت، وكان هيبقى ليا كلام تانى.

انا سكت علشان خاطر حنان تفرح، انا انصدمت صدمه عمرى فى امير، عمرى ما تخيلت، ال حصل ده كله، حنان مجروحة بالقوى، اكيد لما يجى فؤاد الوقت ده وبحالته دى فأكيد لازم اسكت واتحمل نتيجة ال حصل، علشان أحفادي وأولادي يأخذوا بالهم فى ال انا غفلت عنه، دلوقتى هما عايشين مع بعض اخوات وعيال عم، بكره يخلفوا وكل واحد يبقى له عيله، يأخذوا بالهم من حاجات كتير فؤاد قالها بذكاء فى لحظة دفاع عن نفسه.

صدقينى كل واحد فيهم هيفضل فاكرها فى دماغه العمر كله وخصوصا خالد.

ماجده: ليه؟

_علشان الوحيد ال مراته غريبه عنهم، وأولاده أصغر حد فيهم، ممكن يفكروا يناسبوا بعض
وكمان ياسين ويوسف ممكن يتناسبوا وممكن أولادهم يحبوا بعض.
هاشم بضحكه وهو يرجع للخلف: اراهنك ان يوسف وياسين هيخلوا مروة ورحاب يرضعوا الاولاد على بعض علشان ما يتحطوش فى الموقف ده.

ماجده بضحكه وذهول: معقولة.

_ال عمله فؤاد فتح عيون الكل لحاجه بسيطة دلوقتى بس قدام جامده ، عامر عداها دلوقتى علشان خلاص الموضوع فلت من ايده لكن يوسف وياسين هيخلوا بالهم اوى بعد كده وخصوصا لو واحد خلف فيهم بنت والتاني ولد.

_ماجدة: لا مكبر الموضوع يا هاشم.

هاشم بضحكة: طب تراهنيني أن هما، هيخلوا الاولاد يرضعوا على بعض..

ماجده: لا ما توصلش لكده.

هاشم : ربنا يديكى طوله العمر وتقولي هاشم قال.

          *****

صعد خالد لشقته سريعا وابتسامة فرحة تزين وجه، صعد الدرج بقلب يرفرف كالطير ، فتح الباب وعيناه تبحث عنها كغريق، دلف إلى غرفة النوم مناديا عليها بعلو صوته بمرح: فينك يا هانم يا بتاعه أبيه، انا مش قولت الكلمة دى ما اسمعهاش تانى.

عقد حاجبيه وعيناه لا تبصرها برجاء الغرفة وحتى باب المرحاض مفتوح.

وضع يديه بخصره يقف بحيره: اللاه، هى راحت فين؟

يضرب على جبهته بيده: اخ، اكيد لسه عند حنان.

اسرع بالخروج والهبوط للأسفل متمتما بغيظ: شكل المجنونة اتحرجت تطلع، بس هى ايه ال كان نزلها من الاول، هنزل اجيبها.

اكمل بتلاعب لحاجبيه: وادبها بمعرفتي.

اخذ يطرق على الباب بنفاذ صبر ، بينما فى الداخل.

مريم مستلقيه على الفراش متدثره بالشرشف تخفى وجهها وجسدها يرتجف تحته من اثر ضحكاتها العالية التى تفشل فى كتم الكثير منها.

عامر وهو يجوب الغرفة ذهابا وايابا وصل له صوت ضحكتها، اسرع بنزع الشرشف عن وجهها متحدثا بغيظ وحنق: مريم.

مريم بوجه احمر وصوت ضاحك مكتوم: نعم.

عامر: انتى كنتي عارفة حاجه عن المهزلة ال كانت بتحصل دي ولا كنتي نايمه على ودانك.

مريم: طبعا يا حبيبى، انا بناتي متربين كويس اوى وما بيخبوش حاجى عنى.

عامر رافعا احد حاجبيه: لا والله.

مريم وهى تهز رأسها سريعا: اومال انا اقنعتك ليه تقدم معاد كتب الكتاب.

يمسك بوساده يقربها منها وهى تخفى وجهها سريعا خلف يدها، يوقفه صوت طرقات عالية على الباب، القى الوسادة متمتا: لن أنسى لك هذا الموقف يا مريم.

مريم بضحكة لم تستطع السيطرة عليها، شوف مين بس ال هيكسر الباب علينا.

عامر بملامح ماكرة: ولاد اخويا اه بجحين بس برضه مش هيقدروا يوروني وشهم بالسرعة دى ، ده المحروس ابنك مالقاش ملاك فوق فنزل يدور عليها هنا، بس وحياتك لا ربيه واربيهم كلهم.

مريم بتذمر طفولي: وذنبه ايه خالد،بس، احنا ما صدقنا.

عامر وهو خارج: ذنبه على جنبه.

مريم بصوت عالي: انت هتاخد العاطل  بالباطل.

التف لها بجزعه: مررريم.

انكمشت على نفسها فى الفراش وبتراجع: انت حر انت وابنك.

عامر وهو يغلق الباب عليها: شاطرة يا حبييتى.

عقد حاجبيه وهو يرى الفتيات يخرجن من غرفة حنان متجهين ناحية الباب يحدثهم بحده ووعيد: الهوانم رايحين فين؟

انكمشت مروة على نفسها واختبئت خلف ظهر حنان ورحاب ،تلكز ملاك بكتفها هامسه لها: منك لله يا ملاك انتى ال خلتينى انسى نفسى وارغى معاكي وملحقش اهرب.
حنان وهى تكتم ضحكتها: هتجيبى رغيك الكتير فى ملاك.
مروة: ما هو جبلي الكافية اهو.
رحاب وهى تحاول التملص منها، تنهرها مروة: يا بت اثبتى، هييلعنى.

رحاب بخوف: ده على اساس انه هيعديهالى، اصلك مش شايفة بصصلى إزاى.

ازدادت طرقات الباب لتشير حنان وهى تجلى صوتها من نظرات والدهم  لهم: هنفتح الباب يا بابا.

عامر: بنبرة لا تحمل النقاش: ادخلوا جوه وخدوا ملاك معاكم.

ملاك ببلاهه وقد صدح صوت خالد ينادى عليها بعدما فقد صبره ولم يفتح احد له بعد: وانا كمان ياعمو.

عامر: اولا بابا، ثانيا انتى بالذات مش هتخرجى منها.

قالها بصوت عال قاصدا وقد استمع له من يقف بالخارج ليصيب الشلل اطرافه متسمرا بمكانه يحاول أثناء ما وصل اليه من معنى، ينفض رأسه اكثر من مرة لينظر الى الباب ببلاهه واعين متسعه، يستمع إلى والده.

عامر: على جووووه.

رحاب بتهته: وانا يا ب.

لم تكمل وهو يقاطعها: كلكم وال عاملاني مش شايفها، يااالا.

اذعن له الفتيات ليدخلن سريعا إلى الغرفة يغلقن الباب ، ليتجه عامر إلى باب الشقة لتفتح الفتيات فتحه صغيرة بالباب ينظرن من خلالها وكذلك فعلت مريم.

عامر بهجوم: افندم، خير فى حد يخبط على الباب بالشكل ده؟

خالد باستنكار: بابا هو فى ايه؟ بس على العموم مش وقته.

تابع وعينه تجول خلف والده: فين ملاك؟

عامر وهو يمسك بوجهه يثبته عليه: ليه؟

خالد: مراتى.

عامر: لا، خطيبتك.

خالد: نعمم، هو ايه ال خطيبتي دى! ده انا كاتب عليها مرتين.

عامر وهو يزيحه: اطلع يا دكتور لشقتك ومن هنا لحد معاد الفرح، مقبلاتك تحت إشراف الست والدتك.

انتبه لحديثه ليتراجع بسرعه: لا، امك لا  ولا تحت إشراف اى ست من البيت يا حبيب الكل.

اكمل بوعيد: واوعى تفكر تلجأ لدكتور الغرام ولا عمك أس البلاوى.

خالد وهو يبلع ريقه: طب هقابلها تحت إشراف مين؟.

يكمل بأمل وفرحه بصوته: جدو.

عامر: لا يا حبيبى، تحت إشراف ابوها، انا.

خالد يحاول التحلي بالثبات والا يصرخ بهم جميعا وهو يستمع لصوت ضحكاتهم المكتومة وقد ميز نبرة صوتها من بينهم جيدا: واعتبر ده كلام نهائي ولا فى اختيارات.

عامر: خالد.

خالد: بابا حضرتك بتتكلم بجد.

عامر: طبعا بتكلم جد انت  فاكرني بهذر ولا ايه، يالا اتفضل عايزين ننام.

ازاحه بيده ليتثبت خالد بالأرض.

خالد: بابا من فضلك دقيقة وحده.

عامر: افندم، أنجز عاوزين ننام كفاية الفضيحة ال عملها صاحبك.

خالد وهو يكور يده بوعيد: يا مين يطولني زمارة رقبته.

يهم عامر بأغلاق الباب ، يضع خالد يده مانعا إياه.

خالد: ثواني بس ممكن طلب اخير.

عامر: ها قوول.

خالد وهو يعلى صوته يرتفع بقدميه قليلا عن الأرض يحاول النظر لها من خلف والده بصوت عالي حاد: ملاك، الكلام ده ليكي ، على الله علياء تعرف بالكلام ده.

هزت رأسها بسرعه بالإيجاب.

مروة بسخرية: كده سلمتي من قبل اول قلم حتى من غير ليه!

خالد مكملا بنفس النبرة: مروة ولا طنط آمال.

لتهز الاخرى رأسها سريعا عدة مرات متتاليه .

لتضرب حنان على كتفها وهى تضحك عليها ساخرة: شوف إزاى!

خالد؛ حنان ولا  الزفت فؤاد بالذات.

هزت الاخرى رأسها موافقة بسرعه.

رحاب وهى تكتم ضحكاتها على ثلاثتهم: الادب حلو برضه .

عامر: يالا بقا امشى.

يتنهد خالد وهو يرحل مبتعدا عن الباب مكرها ووالده يقف يسد عليه الطريق.

عامر مناديا: خالد.

خالد يعود ادراجه سريعا بفرحه: نعم يا بابا، انا عارف انى مش ههون عليك.

عامر باقتضاب: بلغ ولاد عمك مش عاوز المح طيفهم قريب من هنا لشهر قدام.

خرجت صوت شهقات كلا من رحاب ومروة عالية من خلف عامر، تزامنا مع صوت شهقات يوسف وياسين من خلف خالد عقب نزلهم الدرج وسماعهم لحديث عمهم.

عامر يغلق الباب بعنف وهو يرى اقتراب ياسين ويوسف منه باستعطاف: بلغ البغال دوول انى مش عايز اشوف وشهم.

يوسف من خلف الباب المغلق بنبرة متذمرة توشكك على البكاء: عمى انا ذنبي ايه؟

لم يتلقى رد، ليلتف بجزعه متحدثا: عاجبك عمايل ابوك يا خالد.

عامر من خلف الباب يحاول كتم ضحكاته: عمك يا حيوان.

بينما خالد يمسك بهاتفه يضغط عليه بعصبيه يتوجه للدرج: سيب خالد فى ال هو فيه.

ياسين بصوت عالي: بت يا مروة التليفون معاكي يا بت.

عامر من خلف الباب ينظر لمروة يشير لها: لترفع يدها ببكاء بأنه بالأعلى ثم ينظر لرحاب التى تشير له هى الأخرى، ليبتسم بشماته يعود بالنظر إلى الباب المغلق.

عامر: التليفونات كلها فوق يا بجح اشبع بيها يا خفيف.

ينظر كلا من ياسين ويوسف لبعض: هو احنا هنسيبه يعمل فينا كده.

يوسف: بسرعه على بابا.

ياسين بسخرية : تلاقى ابوك بيذاكر.

عامر بهمس لنفسه يكتم ضحكاته : احسن افلقوه، مش ناس تذاكر وناس تجمعهم حواليه حضانة.

يلتف إلى الفتيات ينظر لهم بحاحب مرفوع: انتوا واقفين كده ليه، خير وحده فيكم عندها اعتراض.

يهز الأربعة رأسهم بالنفي.

عامر : على اوضتكم يالا.

تحركت الفتيات بسرعة من أمامه.

يعدل من وضع كتفيه ويحرك رقبته المتشنجة بحركة كوميدية يغمز لمريم الواقفة منذ البداية هى الأخرى: هو احنا ما لناش نفس نذاكر كلمتين.

مريم وهى تسير بدلال متوجهه إلى الغرفة: مش انت ال فتحت الحضانه.

عامر خلفها يحيطها من خصرها يغلق    الباب بقدمه: وايه يعنى ماطول عمرنا فى الحضانه دى.

تضحك بصوت عالى عليه.

عامر : وعلى رأى ال قال ضحكت يعنى قلبها مال.

  ******

بينما بالأعلى

يغلق الباب بسرعه .

آمال باندهاش: انت سحبتنا لجوه بسرعه ليه كده كنت عايز اكمل فرجه  واه صحيح يا عادل  ايه ال كتبته على الورقة ده.

عادل : ولادك طالعين، هوووش.

ليضع أذنه على الباب يستمع، لتفعل آمال مثله.

بينما أمام الباب من الجهة الاخرى يقف كلا من ياسين ويوسف بصدمه يضيقان عينيها وهما يقران تلك الورقة المعلقة ليعلو صوت ياسين وهو يقرأها من جديد حتى يتأكد مما خطه والده.

"ممنوع الاقتراب او الازعاج احنا نايمين ان حاولت تخبط ستجد ما لا يسرك"

يوسف: ايه ده؟!

ياسين،: مش قولتلك بيذاكر أبوك بيذاكر.


عادل يتسحب بخفه يمسكها من يدها يسحبها معه برقه وهو يحاوطها: يرضيكي يقروا عليا ظلم، يالا يا اموله نلحق نراجع كلمتين قبل الصبح.

دفنت وجهها بصدره امامها: تكتم ضحكاتها على زوجها وأبناءها.

  ******

وصل كلا من سمير ووالدته إلى منزلهم بسيارة ال الخديوي وسائقها الخاص، تشكره ناهد وهى تترجل من السيارة تحاول التحكم فى ضحكاتها كلما تذكرت ما حدث اليوم.

والله الدكتور فؤاد ده عسل انا حبيته لله فى لله.

بينما سمير الشارد ينظر لهاتفه بلهفة.

ناهد: انت مش مركز معايا خالص.

سمير: بتقولى حاجه يا ماما.

ناهد بضحكه: والله يابنى شكلك هتحتاج الدكتور فؤاد انهاردة، كويس انه ادالك الكارت بتاعه واحنا خارجين.

سمير برفعه حاجب: بقا انا ابو سمره احتاج استشارة الدكتور المجنون ده.

ناهد بابتسامة: والله ده ال انا شيفاه يا بنى وعن اذنك عايزة ارتاح شويه، تصبح على خير يا حبيبى.

سمير يبادلها التحية تزامنا مع وصول رسالة إلى هاتفه.

فتحها على عجالة ليتمتم بغيظ وهو يقرأ محتواها

"ده جدول المحاضرات فياريت ترتب مواعيدك عليه"

_اعمل فيها أيه المجنونة دى ، هو فين راح منين، ارتب ايه على ايه وهنتقابل ازاى وفين؟

خبط بيده على راسه: ايه الذكاء ده اكيد عايزانى اتصل وارتب معاها، هو ده.

انطلق بسرعة إلى الداخل متوجها إلى غرفته، يهاتفها، مرت ثانية والأخرى ليلقى بهاتفه على الفراش غاضبا.

" ايه الجنان ده، هى لحقت تقفله"

القى بجسده على الفراش بقله حيلة ينظر إلى السقف شاردا فحديثها معه قبل وقت بمنزلهم.

اسماء وهى تقف بالقرب من الباب: احنا هنعيش زى اى اتنين مخطوبين، يدرسوا بعض ويتعرفوا على اخلاق بعض، لو قربنا من بعض وفهمنا بعض ومش شرط وقتها نكون حتى وصلنا لمرحلة الحب ، هنكمل ، ده محصلش يبقى كل واحد يكمل حياته بعيد عن التاني"

يعود من شروده، محدثا نفسه.

_يا ترى ال انا هعمله ده صح ولا غلط؟

_لا صح يا سمير سيب نفسك ومشاعرك للظروف، يمكن ربنا حب يعوضك عن السنين ال مرت دى كلها ويرجعك عن السكة الغلط ال كنت ماشي فيها، انت من امتى تعرف عادل الخديوي سنين تعرف العيلة دى وتعاملت معاهم وتقابلتم كتير فى اكتر من اجتماع او حفلة عمرك ما شفت وحده من ستاتهم، قدرا قابلت بنته وربنا خلاها من نصيبك وان تتجوزها بالطريقة دى وتبقى على اسمك بالسرعة دى فده فى حد ذاته إشارة ليك بالصلاح.

يقفز من على السرير صارخا" بس دى مجنونه، هتعامل معها إزاى، الكتالوج بتاعه ما مرش عليا بنت المجانين"

"مجانين"

ردد تلك الكلمة وقد لاحت على باله فكرة ليضع يده بخصره وهو يهز رأسه بقلة حيلة.

"عندك حق يا ام سمير، هلجأله هلجأله"

  ليلتقط هاتفه من على الفراش ويخرج الكارت من جيب بدلته، يقم بالاتصال .

لأول مرة من سبع سنين احس بالراحة والسعادة ال انا فيها دى ومن اكتر ما انا مبسوط حاسس انى جعان وعاوز أكل اى حاجه تقابلني.



خطى سريعا تجاه المطبخ، يقف امام الثلاجة يلتقط تفاحه يضعها بفمه ويده تلتقط الاطباق يسندها على ذراعه، يغلق الثلاجة بقدمه يستمع إلى صوت رنات هاتفه، يعقد حاجبيه متمتا بصوت مكتوم.

"مين ال حماته بتحبه بيوصل فى الوقت ده"

ينزل الطعام برؤية على المائدة متابعا بصوت عالي بعدما امسك التفاحة يقطمها بشراهة مع توالى الرنات .

"يا ترى مين فيهم"

يلتقط هاتفه.

"دى نمرة غريبة، اممم ده اكيد ابو سمره، لا الولد حالته طوارئ  فعلا ، نفتحه"

_اهلا ابو سمره.

_سمير من الجهة الاخرى: انت عرفت إزاى أنه انا.

_اااه، مش إحنا عدايل وبنحس ببعض، سيبك من كل ده قول ال عندك يا عديلي الغالي.

ليقص عليه سمير الأمر بصراحه هو ذاته متعجب من حاله.

فؤاد بعملية طبيب ذكى: بس يا سمير من غير اى مقدمات انت ما ينفعش معاك غير عم عادل، موضوعك معصلج وحله الوحيد فى ايد عم عادل.

سمير بذهول: عم عادل، انت مش مركز معايا ولا ايه انا حكيتلك كل حاجه.

ليتابع باستهزاء: يبقى إزاى عم عادل بعد ال حكيته.

فؤاد بثقه وهو يتناول التفاح: ماهو علشان كده بقولك حل مشكلتك انت بالذات فى ايده هو  عادل الخديوى هو ال اتقال فيه الصياعه ادب يا حبيبى فعلشان كده اسمعنى بقا وطرطق ودانك ونفذ كل كلمه هقولهولك.

اول حاجه تعملها اول ما تفتح عينك الصبح تروح على الشركة و.....

استمع له بانتباه وابتسامته تتسع مع كل كلمة ينطق بها هذا الفؤاد.

فؤاد وهو ينظر إلى شاشه هاتفه التى لا تتوقف  عن اصدار  رنات باتصال اخر منذ فترة: يالا بقا كده وقت خلص فى استشارة تانية غيرك مستنية وهتفرقع وعلى فكرة قبل ما تقفل اعمل حسابك الاستشارة الجاية فى العيادة وهتكون الفيزيتا مضاعفة.

أغلق معه وهو يجيب المكالمة الأخرى تاركا سمير ينظر للهاتف بصدمه: لا ده مجنون رسمي .

ليبتسم بعدها: بس طلع دكتور شاطر فعلا.

بينما فؤاد عقب فتح المكالمة ابعد الهاتف فورا عن أذنه وصوت الصرخات القادمة من الجهة الاخرى اصمته.

خالد بصراخ يهم بالحديث يوقفه فؤاد فورا.

_استووووب، اجل ده كله فى حد داخل معاك المكالمة.

خالد: ااايه؟

لم يعطه فرصة للشرح وهو يجيب على الاتصال الآخر يدمجه فى نفس المحادثة.

ياسين بصراخ: فؤاااااااد.

ابعد كلا من خالد وفؤاد الهاتف عن اذنيهم.

خالد : الصوت يا حي*وان.

فؤاد: ثواني حد جاي معاكم.

فتح الاتصال الاخر يدمجه فى نفس المحادثة.

يوسف بنبرة توشك على البكا: انا ذنبي ايه؟ تعمل فيا كده يا فؤاد!

يجلس فؤاد بانتشاء على الأريكة يمد قدميه واضعا ساق فوق الأخرى ، يد يسند عليها رأسه للخلف والاخرى ممسكة بالهاتف: من غير كلام كتير وزعيق وقلة قيمة: تنفذوا كل كلمة هقولها، وال أوله شرط آخره  خير ان شاء الله.

الثلاثة بصوت واحد: اااخلص يا فؤاد.

فؤاد: اول حاجه لما تكلموني توطوا صوتكم، ولما تنادوا عليا ما تقولوش غير يا دكتور فؤاد.

خالد: تخلص ولا هتلاقيني فوق دماغك.

ياسين: مش لوحدك يا خالد.

فؤاد وهو يعتدل بثقة: انا قولت ال عندى هيتنفذ ولا.

يوسف بحيادية: كمل يا فؤاد اقصد يا دكتور فؤاد.

فؤاد: انت الوحيد ال عاقل فيهم يا يوسف، علشان كده هساعدك قولي عمك عامر عمل فيكم ايه؟

قولولى حمايا العزيز عمل فيكم ايه ولا استنوا استنوا اقول انا.

_سحب بناته منكم بما فيهم ملاك.

خالد بشك: يبقى انت ال وراء الفكرة الهباب دى.

فؤاد: اقسملك ما انا بس انا عارف دماغ عمى عامر.

اسمعوا بقا ال هقوله ليكم انتوا الثلاثة بس خالد للأسف موقفه أضعف واحد فيكم وانا بأيد عم عامر فيه.

الثلاثة: نعمل ايه؟

فؤاد: عليكم وعلى جدو هاشم وتيته ماجده.

يغلق الثلاثة الهاتف بعد انتهاء جملته.

فؤاد ينظر إلى الهاتف: خونه خدوا غرضهم وخلعوا بس برضه احترموني.

نظر إلى الأطباق الفارغة بما فيها طبق الفاكهة: مش عارف ليه حاسس انى لسه جعان.

قالها ضاحكا متوجها للمطبخ مرة أخرى.

  ****

استغفروا

دقه قلب وثارت القلوب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن