الساعة ٦:٣٠ صباحاً
نهضت في اليوم التالي...
وعلى عكس مُعظمِ الكُرةَ الأرضية كُنتُ أعدّ كوبَ شايّْ بدلاً عنِ القهوةَ السوداء المُرَّة، بينما أتجرع القليلَ مِنها متسائلة كيف لهم أن يربطوها بمكانة ورقيّ الشخص...أصبحنا في فصل الخريفِ معلناً اقتراب فصلِ الشتاء فأصبحت ساعات النهار قصيرة لنَجِد أنفسنا في منتصف اسبوعٍ آخر بشكل سريع..
أرسل لي تُود رسالة كان مضمونها أنه يرغب بلقائي أثناء فترة الغداء، بعد ان التقينا وتناولنا الإفطار، كان قد احضر لي قهوتي المثلجة بالفعل فلا يهم في اي فصلٍ كُنا فأنا لا زلت سأشرب قهوتي المثلجة، تجاذبنا أطراف الحديث المعتادة ليتحدث تُود اخيراً عن رغبتهِ في دعوتي للخروجِ غداً مساءً لأحدِ المطاعمِ الفارهة...
لا أعلم أن كان يُحاول مواكبة ذوقيِ أم إثارة إعجابي لكنه ألحَّ على ذلك، أخبرته بأني سأرى بشأن ذلك وأعطيه رداً لاحقاً...
الخامسة مساءً
كانَ كُلاً من بِيا وميلين مجتمعتين في غرفة بِيا الكبيرة وهي تقصُ عليها ما أخبرها به تود، قائلة
"أنه غريب أعني أنه غريب دائمًا لكن هذه المرة كان مصرًا جدًا أخبرني أنه سينتظر طويلًا "
"نعم نعم لهذا يجب عليك الذهاب وعدم إفساد ما حضره لأجلك"أردفت ميلين بينما أخرجت ما بخزانة ملابسها من أزياء وفساتين أنيقة تقوم بقياسها عليها أثناء حديثها " ما حضره لأجلي؟ هل تعلمين شيئًا لا أعلمه عن الأمر؟"
قالت بِيا بينما تضيق بعينيها الصغيرتين بالفعل وترمقها، نظرت لها ميلين كخبيرة بهذه الأمور وأردفت "بربك لقد دعاكِ إلى مطعم مرموقٍ بشكلٍ صريح وأصرعلى ذلك لابد أن لديه مايقوله لك"
وقفت بِيا بجمود وتعابير فارغة كالعادة بلحظة إدراك
—ما الذي قد يخبرني به—
"لن أذهب واستمع لمزيد من هرائه مجددًا إنني أراه كل يوم بالفعل"امسكت ميلين بِيا من ذراعيها، تنظر إليها بشيء من الجدية تناديها بلقبها المميز منذُ ايام الجامعة
"بيي!! أتفهم ترددكِ وخوفكِ الشديد من الأذى من الخوض بالعلاقات لكن.. وصف مشاعر شخصٍ ما بالهراء لهوا أمرٌ قاسٍ"
أنت تقرأ
شُروخ البَشر
Romanceفي عالم بلا هَوية أو عنوان... تمكث به متناقضة معادية للرومانسية كَـ ورقةَ شجرِ خريفية في أحلامها الرمادية ، ذكية لامبالية ومتبلدة المشاعر تجاه كل شي تشعر كما لو انها فقط تعيش كـ غيمة مثقلة، لديها نظرة سوداوية للحياة ، بقدر ماترغب بالسعادة فهي تخشى ا...