أُلفةَ

333 3 24
                                    


| التَاسِعةَ والنِصفْ صَباحاً ...

إنها نِهايةُ شَهرِ اُكْتُوبَر، حَيث يبدأ الوقتْ بالتباطؤ، اِزدادَ الطَقسُ بُرودةّ، بَدأ الجَميع ُبارتداءِ الصوفِ والمَعاطِفِ الطَوِيلةَ.
وبالرُغمِ من ذلكْ لاَ تزال قُلوب أحدهم دافئةَ مُنذُ ذَلكَ الحين، فَقدْ غُلفت وغُمِزت بمشاعرِ حُبٍ منعشةَ سواءً كانتْ مَدفونةً أم مكشوفة...

وكَما يَذهبُ مُعظمِ من على هَذهِ الأرضِ في هذا الوقت لأداءِ واجبه ذَهبَ تُود للعملِ باكراً، بعدَ أنِ ابتاعَ كوبيّ قهوةٍ سوداءْ واحدةَ مِنها مُثلجةَ كَما تُحبّها رَئيسته؛ وأُخرى سَاخِنة لأجله،

لكِنَه لم يَجِدْها حوّله في الأَرٌجاء، نَظر إلى مَكتَبها الذي لاَ تَزال ستائِرُهْ مُغلفة، شَعرَ بالغَرابَة لتأَخُرِها عَنِ العملْ حتى هذا الوقت..

كَما أنَ هَاتِفها مُغلقْ ولا تجيب على رسائلها هذهِ المرة أيضاً
وعندما سألَ الآخرين، اكتشَفَ أنَها تَفعلُ هذا كُلِ سنة مُنذُ أن بدأتِ العمل هُنا، لكن حَتى الان لا يعلمونَ سببَ أخذها لإجازة.
 

في ظِلِ تِلكَ الساعاتْ اِستَوحَشَ أَحَدُهمْ غِيابَ الآخر، اِعْتَرىَ القلقُ دَواخِلهْ واعّتلتِ النَسمَاتِ البَاردة أطرافهِ

كانَ الوَقتُ يَمضي بِبطء في المَكتَب. كُلُ دَقِيقة قضّاها وكَأنها سَاعة.
تُود جَالسٌ على مَكتبه، يُحاولُ التَرّكِيزَ عَلى الَملفَاتِ المُكدسة أمَامهْ، لكِنه كانَ يُحدقُ بِها دُونَ وعي. أَفّكارُه لَم تَكنْ هنا...

كانتْ تَترددْ بينَ تسَاؤلاتٍ عَن مَكانِ بِيا عنْ ما تَفعلهُ بِيا ولماذا لم تُخبره بشيء عن غِيابها..

اِلتقطَ كُوبَ القهوةَ، ليرتَشِفَ مِنه رَشفة، لكِنه كانَ قدْ نَسيَ أنهُ فارِغ مُنذُ نِصفِ سَاعة. أدركَ ذلكَ فقطْ بَعدَ أنْ أفرغَ آخِرَ قَطْرةَ على مَكتَبِه دُونَ قَصد.

زَمجرَ بِهدُوء وَهُوَ يَمسَح الطَاولةَ بِعجلةَ، ثُم عادَ للتحْديقِ في الشَاشَة مَرة أُخرى. لَكنِه لم يُنجِز سِوى القَلِيلِ.
لم يَكُن يَشُعرُ بالراحة، وكُلما حَاولَ تَذكيرِ نَفسهْ بِأنها بِخير، زادَ شُعورهْ بالقلقْ...

— تِلكَ عادِتِها ولكنْ...ماذا لوّ حَدث َشَيء؟ ماذا لوّ عَلِقت معّ ذَلكَ الجارِ المُتسلط!؟ ولِما هاتِفُها مُغلق؟ لما أنا الوَحيدْ مَن لا يَعلم؟ —

كُلُ هَذهِ الأَسْئِلة جَعلتْ عَقلَه يَتَخبطْ..

"تُود!"
جَاءه صَوتُ إيثانْ من الخلفْ، لكِنه لم َيلتَقِطه فِي البِدايةَ، كَررَ الصَوت بِحدةَ، فأَدارَ رَأسَهُ فَجأةَ.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: a minute ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

شُروخ البَشرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن