مَخاوفَ مَرّئيَةَ

400 2 17
                                    


٢٥| سبتمبر| الساعة الحاديةَ عَشرَ صباحًا

شارَفتْ نِهايةُ العامِ بالفعل، حيثُ يتمتَع كارِهيّْ الشتاء بآخرِ ما تبقى منْ الدفءِ نِهايةِ كلِ عامَ، الجَميعْ مُنغَمِسٌ في عَملهْ بأَوجِ نَشاطهِ وسعادته، عادى شخصٍ ما، كانَ يتساءل تُود عنْ كونِ الجميعِ يَفُوقوهُ حماسةً، فقدِ اعتادَ أن يَكوُنَ الشخص المُفعمْ ويتبادُلْ البَقِيةَ الكَثيرَ منَ الاحاديثِ الجانبيّة رفقته...

" آنسة بِيا... ما معنى هذا؟ " قالَ ذلك بذهولِ بينما يوجّه شاشة الكمبيوتر لها
–لا عَجبَ أنْ يَكونَ لَديهِ ردُ الفعلِ هذا؛ فلاَ تَزالْ هَذهِ سنتهُ الأُولى بالعَملِ –
لتردف بِيا بدورها " ألمْ تَقرأ الوَصف؟ هذهِ الجائزة السنوية للقسم الذي حَافَظَ على اداءٍ مُثاليّْ حتى نِهايةِ العامْ، ستكُون بعدَ يومِ غَد "

تَحدثَ بذاتِ نبرةِ الذُهول " بَلى لَكِنْ سَمعتْ أنها لَيّْستْ المَرّْةَ الأُولى لِقِسمِنا " هَمهَمَتْ إجابةَ بينما تُكمل عملها
" هلْ هذا يُفسرُ تَرقِيتكْ السَريعةَ خِلالَ ثلَاثِ سَنواتٍ مِنْ عَمَلِكِ فقط؟ "

أجابته بكُلِ هدوءْ بينَما لاَتَزالْ انْظارُها مُعَلَقة على شَاشَةِ الكِمبيوترْ الخَاصةَ بِها " تَستطيع قَولَ ذَلكْ، لكن ما كان ليحدثّ هذا لولاَ تَعاونِ الجَميعِ معي "

" رَد مُتَواضِع جداً نسبةً لإنجَازٍ كَهذَا، لكني أرى أنَ لمهاراتكِ بالقيادةَ الجيدة دوراً أساسياً بالرُغمِ من عدم اختلاطك بالآخرين كثيراً " يتأمل لكمِ التركيزِ القوي الذي تَصُبه فيما تفعله دوماً

" مُتأكدُ أنه لم يَكنّ العَكس ؟ لنّ أكرهك لنَبسِكَ بالحقيقة، سأتمكن مِن استساغتها وتقبلها أكثر مِنَ المُجاملاتِ "
أعربت بعد أن بدأ يتبدد تركيزها حتى اغلقَ تَشغيلَ شاشةً الحاسوب ليستقطبَ كَامِلَ اهتِمامٍها، تحتَ نَظراتِ الصدمة بِجُرأته لفعلِ هذا ومُقاطعتها

شُروخ البَشرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن