صيّْف غَريب

211 6 0
                                    




أتى فصل الصيف الغريب بامطاره الغزيرة مُتناسياً كونه فصل الذوبان والجفاف..

تم تقليل ساعات عمل اليوم بالانصراف باكرًا لتوقع إشتداد الأمطار مساءً لذا كانت الأجواء متوترة قليلًا كان الجميع صامتًا لعدم تضيع الوقت و بذل جهد أكبر لإنهاء العمل .

وكما تجري عادة بيا حين تهطل الأمطار تخرج للجلوس والمشي تحتها على عكس الكثيرين حولها الذين يكرهون الأمطار بشدة لاسباب عدة
متجاهلة عواقب ذلك ولكن هل تهتم؟ خرجت تتمشى تارة وتصور المطر تارة برفقة كوب الشاي..



بعد آخر لقاء لم تصبح بِيا أكثر رسمية تجاهي فقط بل لم تعد تتواصل بصريًا كعادتها حتى أنها أصبحت ترسل لي المهام على البريد دون مناقشة تفاصيل أكثر؛ حسنًا هذا محبط لم يكن هذا ما أبتغيه؛ أن أكون في عداء مع أحدهم فلم يسبق أن فشلت بتكوين صداقة..

أنهيت مهامي سريعًا؛ كانت هذه أحد مميزاتي مرونتي بالعمل ؛ كنت ألقي نظرة على مكتبها، عندها أفزعني تحدث شخص ما من خلفي " لقد خرجت باكرًا "
لقد كان إيثان يحدق بنظرات غريبة وابتسامة أردفت
" هل فعلت؟! جيد"..

هممتُ لأخرج لقد كان محرجًا رويتي أختلس النظر هكذا، صعدت إلى عزيزتي 'بي ام دبليو'؛ تحركت بعد أن سخن محركها ، كان يفصلني عن منزلي شارعًا واحد فقط بعد حديقة الحي الكبيرة...

توقفت عندها بسبب إشارة المرور أشاهد الناس تجري هنا وهناك لترحل قبل إشتداد العاصفة بينما كانت هناك فتاة تمشي بينهم ببطء كما لو كانت تتجاهل مايحدث حولها يتدلى من يدها اليسرى معطف وحقيبة والأخرى مظلة

كنت أتساءل كـ لما لا تحتمي بها؟ هل هي حمقاء،
تعالت أصوت السيارت بعد أن أنارت الإشارة الخضراء لأتحرك، وصلت لمنزلي تبادلت أطراف الحديث قليلًا مع والداي ثم رميت جسدي على السرير لأنام فورًا دون تبديل ملابسي..

مرَّ يومانْ منذ حدوث العاصفة ولقد تبقى أقل من أسبوع

لإنتهاء مدة تدريبي لشهر لكن بِيا لم تحظر اليوم، ولا زال عليَّ تسليم ما أنجزته خلال الثلاث الأيام الماضية..

" ألم تأتي الآنسة بِيا للعمل اليوم أيضًا!؟"
سألت زملائي بالقسم بشكل عام
" لا وذلك غريب حقًا "
أجابتني كيم لأردف
" ولماذا؟! ألم يحدث هذا من قبل؟!"
" لا، نعتقد أنه طرأ أمرًا ما فا بالعادة كانت لتعلمنا إن كانت ستتأخر لدقيقة؛ لكنها حتى لم ترسل رسالة تفيد بظرفها أو تغيبها لذا.."

شُروخ البَشرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن