نَسيمُ الخَريفْ

376 6 20
                                    

أنها السابعة والنصف صباحاً، بالكادِ تمكنت بِيا من العودة لمنزلها لتبديلِ ملابسِ الأمسِ والذهابِ للعملِ خلالَ ساعةَ...

و مُنذُ البارِحةَ كانَ هاتفتها يهتزّ كثيراً مُعلناً كمْ الرسائلِ والاتصالاتِ الواردةَ مُقاطعاً حِبالَ أفكارهم، لاحظََ تُود كَتمها وتَجاهُلِها المُستمرِ لذلكَ المُلحِّ في الوصولِ لها حتى أوقفت تشغيله...
" ألنّْ تُجيبي عليه !؟ "

" اِتِصالاتٌ مَجّهولة " أردفت فوراً بينما لا تزالْ تقلّب وتبحثّ بالمستنداتِ دونَ طرفة عينً
" أشكُ في أن تكونَ كذلك، بينما كانَ يهتزُ اليومَ بِطوله "
تجاهلت حديثه ، تُركزْ ناظريها على شاشةِ الكمبيوتر تُزاولُ عملهمْ ، ليكمل

" أشعُرُ بالأسىَ على منّ يرغبُ وِصاَلك "
أضاف بينما يُلاحظ تَشتُتِها بهزِ قدمها تحتَ المَكتب
هَلّاَ تركنا الأحاديث الجانبيةَ لاحقاً؟ " أجابته بنبرةٍ جدية بينما تنقرُ آخرَ زرٍ بقوةٍ تَنِم عنْ عدمِ رغبَتِها في الاستمرارِ بالحديثِ بذاتِ الشأن، صمتَ باستسلامٍ فآخر شيءٍ يرغبُ بهِ هوَ إغضابها.

— هلّْ يرغَبُ مني وِصالَ مَنِ استمرَّ بكتمِ وطمسِ اشارتِ الاستنجاد ! هه~ فقط لأنَ كُلَ شيءٍ قديم!؟ ،ذلكَ الماضي الدفينْ، أتذكرهُ كما لو حدثَ بالأمسْ..—

أصبحتِ الساعةَ الثالثة مساءً بالفعلِ عندما انهوّا عَملهمْ على الوقتْ وفي حينِ أنهم كانوا يعملون معاً منذُ ساعةٍ مضت، ذهبوا لمواقفِ السيارات معاً
" بُورِكَتْ جُهُودكْ " قالت بِيا اطراءً لهُ فاجتهادهُ كان واضحاً ليردفَ لها "ولكِ ايضاً، كانَ لِتَنظِيمكِ سَبباً بذلك "

ليذهبَ كلٌ مِنهم في طَريقه، حركَ تُود مُحركَ سيارته استعدادًا للذهاب، وفي اثناءِ خروجهِ لاحظَ بِيا تعودْ ادراجها للمصعد، توقفَ جانبها يُنزلْ نافذَةَ سيارته، يتكئْ بِذراعهِ عليها متسائلا
" ما الخطب؟ هل هُنالكَ ما لم نُنجِزه بعد!؟ "

لتجيبه " نسيتُ مفتاحََ سيارتي بالمكتب وسأعود لإحضارهْ "
" مَنازِلُنا بذاتِ الاتجاه، يُمكنني إيصالك بطريقي "
أردفَ بنبرتهِ اللطيفةَ التي يُحادِثها بها دوماً، لترد له بينما تَضع خُصلاتِ من شَعرِها خلفَ اذُنِها تدنوا قليلاً لترى وجهه جيداً
" في الحقيقة نسيت حقيبتي ذاتِها وهاتفي، لا عليك، لتذهب "

شُروخ البَشرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن