DAMIEN MORONI:ميلانو، إيطاليا
الساعة: 08:45بشعره الأسود ذو الخصلات الفاتحة، وعينيه البنيتين المحاطتين برموش سوداء كثيفة، وعضلاته المفتولة التي تنبئ عن قوته، وطوله الذي يوحي بمظهره الوسيم والجذاب من بعيد، كان داميان ينزل بخطواته المتتابعة. كان يلف سلسلة حديدية حول يده الموشومة، ليضعها لاحقاً في جيبه بعد أن نزل آخر عتبة. تقدم بخطوتين لاستقبال تلك السيدة التي تبدو في أواخر الأربعينات :
"صباح النور... من الواضح أنك لم تنم كالمعتاد. هل كنت خارج القصر طوال الليل؟"
"أجل، كنت كذلك. كان لدي بعض الأعمال المهمة ولم أستطع تأجيلها. سأعوض النوم لاحقاً."
"هذا ما تقوله دوماً، لكنني لا أرى أي تعويض. حسناً، دعني أرى نوع العمل."
كان يحادثها وهو يضع كلتا يديه خلف رأسها. أبعدتهما في تلك الأثناء وأمسكتهما، تنظر ليده اليمنى التي كانت عليها علامات الضرب من جروح ودم.
"هل هذا مجرد ضرب أم حدث قتل أيضاً؟"
"حسناً سيدة ماري، الاثنين. ما الذي تتوقعينه من عملي غير ذلك؟"
ابتعدت عنه خطوات للخلف، تضع كلتا يديها على خصرها قائلة:
"جرب ولو لمرة لفظ كلمة 'أمي' بدلاً من 'سيدة'. من يسمع ذلك ويرى تصرفاتك لا يظنني أماً لك. توقف عن هذا البرود رجاءً."
التفتت معبرة عن انزعاجها بابتسامة منه، وتوجهت نحو طاولة كبيرة مقابلة لحائط زجاجي عريض يطل على منظر الحديقة الخضراء المحيطة بالقصر. جلست على الكرسي، وتقدمت منها عاملة وسكبت لها القهوة في فنجان صغير، لتمسكه هي الأخرى وتحتسي منه رشفة. رفعت عينيها لترى ابنها يتقدم نحو الباب وهو ينظر إلى هاتفه، ومن الواضح أنه ينوي الخروج، فهتفت له بسرعة وهي تضع الفنجان:
"داميان... توقف."
التفت لها وهو يرفع حاجبه دون أن يجيبها، واستمر في النظر وكأنه ينتظر منها تفسيراً على ندائها. تابعت قائلة:
"أقصد تعال واجلس، أود التحدث إليك ومناقشة بعض المواضيع."
استمر واقفاً دون حراك كأنه ينتظر توضيحاً آخر. تابعت:
"لن أتحدث أو أتدخل في عملك، فقط أريد التحدث كأم وابنها."
تقدم إليها دون جواب وهو يدخل يديه في جيوبه، اقترب من الطاولة بخطوات ليقف قرب أقرب كرسي لها عن يمينها، ويبعده عن الطاولة ويجلس عليه وهو لا يزال يضع يديه في جيوبه وينظر لها بلا مبالاة. رأت العاملة تقترب من جهة ابنها بغية أن تسكب له من القهوة، فأشارت لها من خلال ملامح وجهها بأن تغادر وتترك ذلك لها. التفتت العاملة وخرجت من القاعة، فقامت ماري بسحب إبريق القهوة وسكبت لابنها ومررت الفنجان له، لينظر هو الآخر للفنجان بلا مبالاة:
أنت تقرأ
𝑳𝒐𝒗𝒆 𝒃𝒆𝒂𝒄𝒉 { Romantic+Gangsters}
Romanceتقتاده قدامه ذات صباح إلى ذلك الجزء الشاطئي من الجزيرة، لتلتحق عيناه بجسدها المسترخي على الميناء والغافل عن خطواته الهادئة نحوها ، أمسك بيدها حين ذعرت وتفاجئت أنه نفس الرجل الذي إلتقطت له صورة مساء أمس وقت الغروب حين لفتها منظهره الفريد ، أما هو فقد...