"II" chapter 3: القطة الليلية

1K 33 11
                                    

الظلام الدامس حالة تشبه حال أحدهم لآن..

أنزل يده البارزة العروق ،القاسية القبضة ، والموشومةً برسمات تعكس ظلام أفعاله ، منزلا شاشة الحاسوب الذي تحت يده، وذلك بعد قطعه إتصاله بزوجته البعيدة للغاية .

كان في الأرجنتين الآن أما الأخرى ففي موطنهما الإيطالي.

رفع عسليتاه القاتلةَ ذات العمق الحاد للحد الذي يُغرفك ، ليجول بناظريه في الأرجاء حوله ، وليقعَ بصره في لآخير على ذلك الجسد الأنثوي الشديد الجاذبية والمفاتن ، ولم يكن من حادث نفسه بذلك الوصف ولا عيونه قالت مايشابهه ، لا بل وعلى العكس لم تحمل نظرته لذاك الجسد البارز المنحنيات سوى البرود التام والآقيمة كأنه ينظر للجدار مثلا !! ، عيونه التي كانت كفيلة بإخبارك من أول نظرة منه أنه رجل محجوز الجوارح بشكلِ تام ، وكأن عيونه قد فقدت الإنبهار في كل ماسوى إمرأة واحدة كانت ولاتزال أول وآخر من إلتفت إليه ، إمرأة قد دُفنت قبل سنين طويلة بين أضلعه الميتة حاليا في غيابها ، لتعيش بداخله إلى مالانهاية، وستبقى، طالما أن تلك النقطة الصغيرة في صدره تضخ الدماء لجسده ورئتاه تخزن أنفاسه اللاهثة أمام عيونها .
وقد كان يتأكد من هوسه بها في كل مرةِ...
تذكرها كثيرا وإبتسم ، في مواقف إغراء لاتعد ولاتحصى، مواقف حاولت فيها غيرها التقرب منه وكسبه وبالأخص في ساعات حانكة عليه، مثل البعد والإنغماس في الظلام كالآن ، وفي كل مرة مشابهة يجد خيال عيونها الخضراء مرتسما في عيونه ،ثم يبتسم برضى عن إحتلالها الكلي له ، وكان يتيقن من تعمقها الشديد داخله بالضبط في البعده عنها والذي بات منهكا للغاية،لا بل وشديد الإنهاكِ وهو رجل قليل الصبر، قليل للغاية !!.

كل مواقفه في الحياة كانت تصرخ وفاقاً على جملة واحدة ؛ أنتَ غارق بإمرأة إنفرادية ، غرقاً لانجاةَ منه.

أشاح داميان عيونه ببرود عن الواقفة عند باب غرفة المكتب ،ثم أنزل عيونه نحو طاولة مكتبه وأخمد سيجارته على صوتِ خطواتِ كعبها.
رفع عيونه يراقب كيف تقترب منه بخطواتِ متناسقطةِ للغاية وواثقة ، تتمايل بشكل ملفت للعيون ، رمقها من قدميها للأعلى حيث أخفت وجهها بقناع اسود ، مظهر مثير للغاية وملفت بقدر غرابته، ملابس سوداء بملمس الجلد الناعم ، وضيقة جداً بحيث تعكس منحنيات جسمها المنحوت بدقه ، قناع بنفس اللون على شكل وجه قطة ،يخفي كامل وجهها عدى غيونها وفكها وشفتيها الوردية !!.
قناع غطى كامل شعرها الملفوف تحته ،عيون ظاهرة و شديدة الجاذبية لامعة كعيون القطط ، وأخيرا إبتسامة مستمتعة رُسمت بورديتيها الممتلئة .
وقفت على بعد خطواتِ من داميان تاركة بينها وبينه مساحة، رغم كونها عزمت على الإقتراب أكثر ولكن الآخر منحها نظرة غير مسرة جعلتها تلزم حدودها فهي لاتود أن تطرد مع أول فرصة عمل معه !.

𝑳𝒐𝒗𝒆 𝒃𝒆𝒂𝒄𝒉 { Romantic+Gangsters}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن