chapter 28 : جريمة غيرة

1.5K 60 30
                                    

"لقد تأخرا"

قالتها تانيا فجأة قاصدةً بذلك داميان وساندرا اللذانِ غاباَ منذ مايقارب ربع ساعةٍ ويبدوا من ملامحها أن الأجواء هنا لاتعجبها كثيرا ، وتفضلُ الخروجَ بأي حيلةٍ خصوصاً بعد الحديث الطويل الذي جمع بين والد إبنتها ومربيتها السيدة آريسا ، وكانتْ الوحيدة التي لاحظت إنزعاج تانيا من ذلك الموقفِ هي مريام أما آنا فقد كانت في وضعية غريبةٍ تضع أغافرها بين شفتيها كما لو أنها ستأكلهم وملامحها تبدوا شاردةً بتفكير عميقِ وترفع عيونها لأمها كما لو أنها تود قول شيء ثم تتراجع وتعود لعض أظافرها من جديد بعد أن تنظر بشكلِ بدى تافهاً بين الجالسين ، وقد وقفتْ تانيا من مكانها بعد لحظاتِ من آخر جملة لها والتي لم يعلق احد عليها ثم نظرت بين أدريان آريسا بعدم إعجابٍ و حولت عيونها إلى مريام قائلتاً :

"عن أذنكم "

"أكل شيء بخير؟"

صدح صوتُ مريام موجهتاً كلماتها لتانيا التي كانت قد إلتفتت قيلاً ثم أعادت وجهها نحو مريام وإبتسمت بشكلِ مزيفٍ قائلتاً :

"أجل بخير فقط أحتاج بعض الهواء "

"لكن الجو بارد بالفعلِ"

وكانت تلكَ لأخيرة مقاطعةُ فجائية من آريسا لينتبه أدريان لذلك ثم يشاهد بصمتٍ، ولكن دون أن يفوتْ النظرةَ التي وجهتها له تانيا والتي أعادت إنتباهها لآريسا قائلتاً ببتسامة لئيمة:

"أعلم"

وإلتفتت عنهما ثم تقدمت خارجَ الغرفةِ ليتبادلوا جميعاً نظراتِ الإستغرابِ منها ومن تصرفها عدى أدريان الذي بدى شاردا بعض الشيء ، أما مريام فقد نظرتْ نحو أدريان بعد ثوانٍ كما لو أنها تتوقع ردة فعلِ منه ثم ماهي إلا دقائقُ حتى إستأذن هو الآخر ووقفَ من مكانه ثم خرج وماإن فعل حتى إبتسمت آنا بحماسٍ ووقفت من مكانها لتجلسَ بالمكان الذي وقفَ منه أدريان تواً بالضبط المقعد المجاور لأمها التي نظرت لها مستغربتاً من أطوارها التي بدت غريبة و قائلتاً:

"مابكِ أنتِ الأخرى ؟"

رمشت آنا قليلاً ونظرت لأمها ثم تنحنحتْ وطرقت أصابعها مصدرةً أصواتاً من خلالهم كما لو أنها تود قول شيء وفي نفس الحين تبدوا متراجعةً وتحتاج لمزيد من التفكير ،لترفع آريسا حواجبها بتسائل وترقبٍ وفضول أكبر وقد إنتبهتْ مريام لذلك لتبتسم بخفةِ لأنها بالفعلِ توقنُ السبب فهي أول من تفطنتْ للأمرِ منذ بدايته وهنالك وفي تلك اللحظة بالضبطِ خربتْ متعةَ آنا وكل أفكارها قائلتاً :

"يبدوا أنها سعيدة لحملِ أختها الصغيرة "

ثبتت آريسا عيونها على ملامح إبنتها الجالسةِ بجانبها ثم نظرت إلى مريام الجالسة مقابلَ وجهها على بعد مسافةِ منها ،وقدْ إستقبلتها مريام ببتسامة وإيماءٍ برأسها تأكيداً على ماقالته، لتتسع عيون آريسا وتتسارع دقات قلبها بصدمةٍ وقد وضعت يدها أخيراً على فمها وتجمعت الدموعُ بعيونها رغم أنها لم تستوعب بعد كل شيء لكن كلماتُ كتلكَ كان لها أثرٌ لايصدقْ خصوصاً كونها من إبنتها ساندرا التي كانت بالأمس حائطاً بوجه كل علاقة وأي رجلٍ لتسمع عنها أخيراً ماإلتقطته أذناها تواً ، ثم نظرت من جديد نحو آنا التي بدت منزعجةً من كون مريام فصحتْ عن الأمر قبلها لكن ماهي إلا ثوانٍ حتى أكدت هي الأخرى نفس الخبر الأمها وقد حلت ساعتها سعادة من نوعٍ آخر على ذلك البيت..

𝑳𝒐𝒗𝒆 𝒃𝒆𝒂𝒄𝒉 { Romantic+Gangsters}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن