●لم يتمالك داميان أعصابه يوما بقدر مايفعل في هذه الساعة وبالاخص امام رجال الآمن والضباط لطالما كره ذالك العالم بأكمله وكل من يمت له بصلة.... عشر دقائق مرت على دخوله المحل وذاك الرجل الذي تبعهم بالجلوس على المقد المقابل له ، لم يكف ولو للحظة عن النظر له بتلك الطريقة المحذرة ولم يكتفي داميان عن وضع عيونه بعيون الآخر رافضا الإنصياع له او الإنسحاب من المكان وذالك كان يزيد الآخر غضبا وتحكما في نفسه ومن الواضح أن كل مايريده هو انسحاب داميان من المكان وعدم رؤيته مجدادا...
أنهى داميان تفحص المحل ولم يخفى عليه حجم الإبداع والفن الذي يتراقص في أرجاء المكان كل لوحة أجمل من سابقتها وكل تفصيلة تحمل من المعاني والرسائل ماهو أعمق من أن يفهمه أي شخص ومن بين كل تلك اللوحات لفت إنتباهه تلك الموجودة على يمينه فباشر بتركيز ناظره عليها وقد لاحظت ساندرا ذلك ولكنها فجأة تجاهلت نظرته تلك رغم أنها كانت متحمسة قبل قليل وتخبره عن تفاصيل كل لوحة يضع عيونه عليها.....اقترب من للوحه وأخفض رأسه يتأمل تفاصيلها كانت غريبة وجميلة في نفس الوقت كانت أشبه بالرسومات والأساطير اليونانية القديمة تحتوي على طفل ذو أجنحة مقيدة ومرمي في أطراف مكان أشبه بالكنيسة وهنالك تفاصيل أخرى كالقبور وأجساد عارية ووجوه يكسوها الغدر رفع رأسه وكل مايجول في باله هو سؤالها عن هذه اللوحة إلا أنه كان من بينهم طرف ثالث قاطع كل ذلك قائلا وهو يجلس على ذلك الكرسي وعيونه الملتهبة لم تزح عن داميان:"لأي غرض أتيت لجزيرتنا!!!..."
كانت نبرته غير مرحبة بتاتا ونظرته قد تحث كل من يراها على الإنسحاب الفوري لكن داميان ليس كَكٌلٍ....!!!
كانت ساندرا قد استغربت من أسلوب روبيرتو ونظرت له لتحثه على تعديل أسلوبه إلا أن داميان لم يمانع بتاتا بل إبتسم بسخرية يواريها ، وفي تلك الأثناء إستقام في وقفته يقابل روبيرتو بوجهه قائلا بنبرة مستمتعة:"يبدوا لي أنك متعود على مخاطبة العامة بأسلوبٍ تحقيقي !!...حضرة الضابط ألم تلاحظ ذلك قط"
نبرته تحمل من التحدى والسخرية مايكفي لغليان الدم أكثر في عروق الضابط روبيرتو وذلك كان كفيلا لجعله يحقد عليه فجأة...بربكم أي رجل كان ليتجرأ على ماتجرأ عليه هذا الرجل مجرد رؤيته يقف إلى جانبها تجعله يتمنى تمزيقه لأول مرة يخالف علقه القانون بفكرة كهذه ....بدئت الشعلات تتطاير في الأجواء بعد أن إبتسم روبيرتو بسخرية وبادله الآخر بنفس الأسلوب وساندرا شعرت بذالك من الواضح أنهما لم يحبا بعضهما بتاتا وذلك لايعجبها أبدا وفي اللحظة التي نوت فيها التدخل لتلطيف الأجواء ومحاولة تعريفهما ببعض عسا أن يستلطفا بعضهما ولو قليلا قاطعها صوت رنين هاتف أحدهم وكان داميان الذي نزع عيونه من على الضابط وهو يحولها للهاتف بعد أن رمق الآخر بآخر نظرة مع شبح إبتسامة وكأنه يتوعده بأن حديثهم لم ينتهي بعد...وبعد أن قرأ إسم المتصل أعاد الهاتف لجيبه دون أن يرد ومن ثم رفع عيونه نحو ساندرا التي إستقبلته بنظرة تحمل من السلام مايجعله يشعر بالجرم لإقترابه من ملاك مثلها للحظات تابع النظر لها دون أي كلمات.....كيف له أن يذهب الآن ويترك عيونها ورائه!
هنالك شعور يدفعه للبقاء وهذه ليست عادة داميان بتاتا كل ماحدث له في هذا اليوم جديد كليا عليه لم يعهد نفسه يعامل أي فتاة بهذا الاسلوب ولا أي مخلوق والأهم يحادثها براحه ويبتسم!! ...حتما يجب عليه مراجعة نفسه وحالا حتى وهو يحادث نفسه بذلك لم يكف عن تأملها ....لحظات مرت أو حتى دقائق من يعلم ليقاطعه من جديد صوت خطوات ذلك الضابط الذي إقترب منه وهذه المرة كان هو من مد له يده...يد الوداع....قائلا:
أنت تقرأ
𝑳𝒐𝒗𝒆 𝒃𝒆𝒂𝒄𝒉 { Romantic+Gangsters}
Romanceتقتاده قدامه ذات صباح إلى ذلك الجزء الشاطئي من الجزيرة، لتلتحق عيناه بجسدها المسترخي على الميناء والغافل عن خطواته الهادئة نحوها ، أمسك بيدها حين ذعرت وتفاجئت أنه نفس الرجل الذي إلتقطت له صورة مساء أمس وقت الغروب حين لفتها منظهره الفريد ، أما هو فقد...