."شغل السيارة أنا عند الباب"
" جاهز"
سمعت صوت السيارة بالفعل عبر المكالمة وما إن نزلت آخر درج وقد بات المخرج أمامها على بعد خطوات حتى تصنمت في مكانها وهي تسمع صوتاً قويا عبر الهاتف لينقطع رفقته صوتُ السيد فيكس ليليه صوتُ أشبه بوقوعُ ، كتمت أنفاسها برجفة وقد بدأت تفلت الحقيبةً دون شعور وهي تنطق بعيون متسعة :
"سيد فيكس أأنت بخير !"
شعرت بصوت خربشة وذلك من مازاد من ذعرها كانت تسمع كل شيء إلا صوت السيد فيكس ثم حل الصمت للحظات لتتجمد الدماء في عروقها وتقع الحقيبة من يدها وهي تسمع تلك النبرة القائلة:
"مؤسف لم تودعيه قبل موته "
أخرجت نفساً مرتجفاً إستطاع الوصول للجهة الأخرى عبر سماعة الهاتفِ شعرت كما لو أن أقدامها غائصةٍ في قعر بحرٍ من الجليد ، تلكَ النبرة تعرفها للغاية ليس وكأنها جهلت صوت صاحبها أبدا لكن ذاك الصوتُ بعث قشعريرةَ خوفٍ بكاملِ جسدها للحظاتِ لم تتحرك ولم تقل شيء لاتزال عيونها متسعة من خوفها ،ثم وفجأة أغمضت عيونها وهي ترمي الحقائبَ أرضاً وركضتْ نحو باب المدخلِ أمامها تغلقه من الداخل بإحكامٍ ثم أسندتْ ظهرها على الباب ترفع رأسها للأعلى بصدر يرتفعُ وينخفض من الرعبِ لتنظرَ لكل جهاتها ثم تركض في زوايا الفيلا كما المجنونةِ كانت تغلقُ كل نافذة كل بابِ ثم عادت راكضةً لحقائبها وجلست بجانبها على ركبتيها بكعبها العالي وفستانها الأسود القصير والحمرة على شفاهها، كانت تفتش الحقيبة بسرعةٍ وبأنامل مرتجفة وقلب يعصف خوفاً وفي النهاية أخرجتْ مسدساً ومن رعبها ودون تحكم منها وجدت نفسها تجربه حيث أطلقتْ رصاصةً طائشة منه فجأةً وإلى أين ؟؟ إلى إحدى علب الكهرباء في الحائط وفجأة وجدت نفسها بين العتمةٍ والظلام، فكامل الفيلا قد إنقطع الضوء عنها ، أدلت المسدسة بصدمة وعيونٍ متسعة لاتعلم اين موقع كل شيء عنها بالضبط كان كل شيء أسوداً كما لو أنها مغمضة لعيونها ولسوء حظها أن الضوء الوحيد الذي كان ليساعدها على الرؤية كان ضوء القمر الذي ينعكس عبر الشبابيك التي أغلقتها بالكاملِ لكن !! مالبثتْ أن تستوعبً صدمتها تلك حتى شعرتْ بصوتٍ أشبه بصعقٍ للكهرباء ثانية ! إثنتانِ أو حتى ثلاث وإذ ببصيصٍ أحمر أشبه بالذي يخرج من الألعابِ النارية على بعدٍ مسافة منها بالضبط حيث كانت توجه سلاحها قبل قليل إذ به ينفجرُ لينفجر صراخها القوي معه حيث نزلت أرضاً وسط ذلك الظلام تبحث عن هاتفها لتنقذ روحها من ذاك الحريق الذي للتوِ بدأ...
في الخارجِ وأمام الفيلا ظهر وجه ماتيا كابرا وهو يخرج ظهره من تلك السيارة التي بمقعدها الأمامي شخصٌ كان يبدوا كما لو أنه نائم أو في غيبوبة !! لكن لسوء الحظ كان ميتاً ، إنه السيد فيكس الذي كان على بعد دقيقة من تهريب عشيقة ماتيا الإجبارية نحو إيطاليا وتخليصها من كل هذا ، لكنه مالبث ثوانٍ وهو يتخيل سعادته إن نجح في ذلك بعد أن كان يضع الهاتف على أذنه محادثاً إياها بحماسٍ حتى وجد سلاحاً مرفوعاً على جانب جبينه ومن يدِ داخلة من نافذة السيارة يسند صاحبها منكبيه بكل راحة ،لم ينتظر الواقف أن يستوعب فيكس أو حتى يرى ملامحه ماإن إلتفتَ إليه حتى أخرج رصاصةً لوجهه وبالضبط في المكانِ بين عينيه ليقع الهاتفٍ من يده بين الكراسي مسبباً صوتَ وقوعِ كان قد وصلَ لمسامعِ تانيا بعد تلك الطلقة، وثوانٍ حتى فتح كابرا السيارة بكامل ببرودة يمر بجسده على جثةِ ضحيته ويمد يده لما بين كرسيه والمقعد المجاور حيث سحب الهاتفَ يحمله لينظر له وللمكالمة التي لاتزال جاريةً والتي يعرف صاحبتها جيداً وكل ماكانت تخطط له سرا ويوقن بأنها قد سمعت ماحدث للتوُ ليرد عليها ببتسامة ساخرة ذاك الرد ، وهو يرفع عيونه نحو الفيلا التي كانت مضيئة بالكاملِ لكنْ إبتسامته تلكَ لم تطلْ إذ في دقائق وجيزة عم الظلامُ كامل الفيلا ليليه صراخٌ قوي داخلها أشبه بصراخٍ قادم من بيت رعب مسكونٍ ، أبعد نفسه عن السيارة بعيونه المتسمعة وملامحه المستغربة وقد كانت نظراته لاتزال مثبتتاً نحوَ تلكَ الفيلا ، تقدم يدخل الهاتف بجيبه ويدلي بسلاحه وقد كان ينوي الدخول نحوها ليعرفَ ماجرى وسبب ذاك الصراخُ ،لكن توقفت خطواته فجأة لثوانٍ لم تطل !! ثم نظر لجانبه على طول الطريق ليدق قلبه برعبٍ من ذاك المنظر، كم هائلٌ من أضواء السيارات السوداء الضخمة قادمةً نحوه، تصنم ، إرتعبَ ثم تأهب يمسك سلاحه محاولاً أن يجد حلاً ويستوعب مايراه !! لأول مرة في حياته يرى منظراً مرعباً كذاك ووسط شارع مظلمٍ وحي شبه مهجورٍ عدى عن فيلاه والقليل من المنازل السكنية المتفرقة ، لم يكن ماتيا كابرا بذلك الرجل الشجاع الذي قد يقدم بسهولة على رفع السلاح بوجه أي رجل !! فهذا لم يكن بعمله لأصلي قبل أن يورط نفسه فيه طمعا بأموال أكثر وبالضبط قبل أشهر عديدة، دخل برعبٍ نحوَ ساحاتِ الفيلا وقد توقفت تلك السيارات أمامها مباشرة !! من مازاد من رعبه كان يهرب عائدا بخطواته للخلف فمن شدة رعبه لم يستطع إعطاء مدخل الحديقة الصغيرة الأمامية ظهره، نظر حوله لكل شيء لتلك الأشجار الصغيرة بحثاً عن ما يختبأ خلفه وآخر مافعله كان تكوعه خلف تلك الشهرة العشية الصغيرة وعيونه لاتزال متسعةً برعب ، وماإن جلس حتى وصلته أصوات رجالٍ وأبدا لم يكونو بالعاديين لمن سمعهم ، الخطر كان نابعا من حناجرهم وصوت أحذيتهم ومن الواضح أنهم إنتبهوا للجثة الموجودةِ بالسيارة ، أخرجَ ماتيا كابرا هاتفه برعب ورجفةِ ثم بدأ بكتابة رقم ليتصلَ وينطقَ بهمسٍ :
أنت تقرأ
𝑳𝒐𝒗𝒆 𝒃𝒆𝒂𝒄𝒉 { Romantic+Gangsters}
Romanceتقتاده قدامه ذات صباح إلى ذلك الجزء الشاطئي من الجزيرة، لتلتحق عيناه بجسدها المسترخي على الميناء والغافل عن خطواته الهادئة نحوها ، أمسك بيدها حين ذعرت وتفاجئت أنه نفس الرجل الذي إلتقطت له صورة مساء أمس وقت الغروب حين لفتها منظهره الفريد ، أما هو فقد...