"II chapter 1: خفايا الأنفس

1.2K 50 13
                                    

.
●الجزء الثاني

-----------

السماء زرقاء صافية، وأشعة الشمس بدأت تسطع تواً، أصواتُ زقزقةِ الطيور تملئ الأجواء ،وحركة موجِ الشاطئ توقظُ نسماتٍ صباحيةٍ فريدةٍ من نوعها.

كانت الجزيرة تمرُ بآخر أيامٍ الصيفِ، ولايزال السياح يتوظلون بشكل كثيف على شواطئها.

أما على جهةِ منعزلةِ وهادئة من ذاك الشاطئ ،حيث كانت تقعُ فيلا بيضاء زجاجيةُ النوافذ الضخمة، تطل على الشاطئ بموقعها الإستثنائي الذي قد يتمناه كل زائرِ سكناَ له ، ولكنها للأسفِ كانت خاصةً.

صوتُ أنفاسٍ هادئةٍ ، حركةُ طفيفةٌ بالملامحِ توحي بإقترابِ اليقظة من النومِ.
تقلبت ساندرا لجانبها الأيمن وهي نائمةٌ، وضعت يدها على جانبِ خصرها فوقعت على يدِ داميان الغارقِ في نومه ، كان يحتجزها في حضنه أثناء النوم.

تحركت بحركة طفيفةِ، وفتحت إحدى عيونها قليلاً بوجه عبوسِ بسبب النوم ، أخذت بضع ثوانٍ لتفتح كلتاَ عينيها. كانت ملامحها هادئة ومطمئنة وقد لمعت عيونها .
أخرجت نفساً، كان نفس راحةِ صدر وبدن وسعادة ، ثم ظهرت غمازتيها ببتسامة طفيفة وجميلة للغاية .
ليس إلا لأنها إستيقظت ليومِ آخر وجديد على وجهٍ تهوى كلَ تفاصيله وتموتُ وتحيى في صاحبه، يومُ آخر يضافُ على "1313" يوماً معه منذ إلتقته لحد الساعة ، قد مرت أشهر كثيرة وحتى أسابيع متقطعة خلال تلك لألف والثلاثِ مأة والثلاثة عشرَ يوما سابقة ، أيام وأشهر طويلة ماضية خلال تلك السنين الجارية لآن في عامها الرابع، أيام عشوائية لم تره فيها ، لكنها بشكل فعلي لم تكن تعد تلك لأيام على مبدأ قربتها منه بالمسافة بل كانت تعد منذ متى دق قلبها لأول مرة بالضبط قبل مايزيد عن ثلاث سنين وسبع أشهر وثمانية أيام إلى حد هذه الساعة .
فبين أحضان هذا الرجل كفرت هي بقولهم أن اللهفة والإندفاع والمشاعر والشغف لايكونون سوى بالبدايات ثم يختفي كل شيء بعد لإعتياد، فهي منذ أول يوم عرفته إلى حد هذه الساعة وهي في غرق في المشاعر معه ، مشاعر كانت تكبر كل يوم وتمنو بشكل مضاعف ،كل شيء معه كان كأول لحظة ، بنفس العيون المعجبة التي دفعتها لتصويره لاشعورياً ذات يوم هي نفسها التي تنظر له من خلالها الآن نظرةً تخبر العالم أنه أعظم ماتملك ، لغةِ عيونها كانت لغةَ الحب ، الطريقة التي تنظر إليه بها كانت طريقة إمرأة دارسة وحافظةِ وحاضرةِ لكلِ حصص الهوى .
إمرأة غارقةُ لأبعدِ حد فيه ، ثم سمعت صوتُ ضخ الدماء خارج قلبها لينتقل سائل الهوى الذي بينها وبينه إلى عروقها راوياً بذلك رمق كل عضوِ منها تشنج لساعات من لليل تحت لمساته وإرتعش له وبسببه، فإنتعش جسدها بالحركة لآن ومتلئ قلبها بالحياة في حضرة صوت أنفاسه .

تأملته وقلبها يخفق، كانت أنامل يدها ترتجف رغبةً بالمسحِ على فكه والشعور بملامحه تحت لمستها، وقد فعلت .
بالضبط بيدها التي كانت فوقَ يده المحاوطة لخصرها ، مدتها أقرب لوجهه، ثم وضعتها برقة على جانبِ فكه، مسحكت بإبهامها عليه، فشعرت بأشواكِ لحيته الخفيفة كما تطلقِ هي عليها.

𝑳𝒐𝒗𝒆 𝒃𝒆𝒂𝒄𝒉 { Romantic+Gangsters}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن