-الفصل الخامس-

353 16 3
                                    

قبل القراءة ؛ الفصل كان جاهزًا منذ فترة طويلة فعلًا..قبل ما يقارب الشهر و نصف من الآن..لكنني و للأسف كنت عاجزة طوال الوقت عن تعديله أو حتى عن مجرد التفكير بتنزيله في خضام كل الأحداث التي طرأت في آخر فترة..
لهذا قبل القراءة..دعواتكم لإخوتنا في فلسطين..و فقط..قراءة ممتعة لكم 🖤🖤

___________________________

_يا إلهي كم اشتقت لهذه الأجواء !

كانت هذه أول جملة تنطق منذ وصولهما إلى هذا المكان الذي انتقته يوليا..تلكٓ التي ما إن ترجلت من سيارتها البيضاء الفارهة..بعد أن فاجئته للمرة الثانية اليوم و هي تطلب منه أن يذهبا بسيارتها هي..

و هو لم يكُن يستطيع أن يحدّد إن كان هذا مجرد تصرف بديهي بسبب رغبتها في المجيء إلى هذا المكان..أو أنها كانت لا تزال تشعر بالقلق من الصعود مع رجل غريب في سيارته !

مع العلم أن هذا الرجل الغريب كان هو نفسه من حملها قبل بضعة أيام بين ذراعيه و تفقد جرح خاصرتها بل و قطبه بنفسه !

رآها من مكانه بينما يدور حول مقدمة السيارة بهدوء خادع تمامًا يحتل ملامحه و خطواته و هي تغمض عينيها مستنشِقة هواء البحر المنعش للحظاتٍ من صفاء لا مثيل له..

ذلكٓ الصفاء الذي لم يعد يملكُ ميزة الشعور به للأسف..كما لم تعد رائحة يود البحر تشعره بأيّ شيءٍ ما عدا...الحسرة الشديدة و الحنين !

و رغبة قميئة..غير قميئة بأن يمتلكٓ قدرة ما تخوله نسف الحنين و اعتكاف أنامل كل من فقدهم في حياته..قبل حتى أن يفقد ابنته و زوجته !

_هل نتحرك ؟!

سمع هذا الصوت الناعم يسأل من جانبه..فانتفض لوهلة قصيرة مستوعبًا كم أنه كان غارقًا في شرود أكبر حتى من شرودها قبل قليل..قبل أن يحركٓ رأسه ببطءٍ ثم يتقدم خطوة تقدمت هي الأخرى مثلها..

كانا يسيران بهدوء..جنبًا إلى جنب بشكل يدعو للاستغراب فعلًا..يدعوه هو للإستغراب فقط ربما.. فهي قد كانت تبدو هادئة تمامًا كشخصٍ لا يحمل أيّ هموم في هذا العالم..

رغم أنه أكثر من يعلم بأنها ليست شخصًا من هذا النوع !

تلكٓ المرأة التي هرعت إلى منزل يقبع في ضفاف المدينة قبل بضعة أيام..بأثر دموع عالق واضح في عينيها..و جرح في خاصرتها لم تنتبه له حتى بغض النظر عن طبيعة مرضها..

لا يمكنها أن تكون هي نفسها..تلكٓ التي تظهرها تعابيرها المرتاحة الآن !

كان المكان ساحرًا بالفعل..و هو قد عجز عن عدم الاعتراف بهذا رغم الارتعاشة التي لامست عينيه تلقائيًا و ارتجفت بها رموشه بمجرد تقدمهما تلكٓ الخطوات و إلقاءه لأول نظرة حقيقية على...البحر !

كان هناكٓ في كل مكان حولهما..باعة متجولين.. مقاهي و مطاعم فاخرة تطل على هذه الواجهة التي...يعتبرها معظم الناس رائعة !

كَرصِيف محطّة مهجورةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن