الجزء السادس ♥ل شيماء دويدار ♥

126 4 0
                                    

«آلَلَهّمً أنِيَ أعٌوٌذِ بًکْ مًنِ زٍوٌآلَ نِعٌمًتٌکْ وٌتٌحًوٌلَ عٌآفُيَتٌکْ وٌمًنِ فُجّآءةّ نِقُمًتٌکْ، وٌمًنِ جّمًيَعٌ سِخِطِکْ» ﷼

꧁꧁꧁꧁꧁꧂꧂꧂꧂꧂꧂

عند هبوط الطائره كان قلبي يهبط معها كنت خائفه مما ينتظرني في هذه البلد التي لم اعرف عنها غير اسمها وانها بلدي الاصلي
كم تمنيت ان اكون هنا في هذه البلد وسط عائلتي التي كانت تحكي لي عنها ماما نجوى كنت بعرف كل حاجه عن بلدي وعن عيلتي كنت حاسه اني عايشه معاهم اول ما نزلت من الطياره ابتسمت لان افتكرت نجوى لما قالت لي ان ريحه بس الهوا في مصر هتحسسك بانك طايره في السما وفعلا ده اللي انا حسيته اول ما نزلت من الطياره حسيت بريحه جميله وهوا حاسه ان عمري ما حسيت بيه
كان قلبي عمال يدق مش عارفه اذا  كان دق لاني فرحانه ولا خوف من اللي هيحصل في المستقبل كنت عماله ابص على كل حاجه حواليا وانا مبتسمه طبعا ما حدش شايف ابتسامتي لاني كنت لابسه النقاب فقت من سرحاني وبابا ماسك ايدي حسيت باحساس جميل وقد ايه ان الاب ده بيبقى نعمه من عند رب العالمين لان حبه الحاجه الوحيده اللي بتحسسك بالامان انا فعلا لما لمس ايدي بابا حسيت بالامان
ابتسم ليا وسالني انا ليه سرحانه كده قلت له: حسيت ان البلد دي جميله واني هكون سعيده فيها بص لي ادهم وابتسم بسخريه وقال لي: طب يلا يا استاذه علشان ما نتاخروش
خرجنا من المطار كان في شاب وسيم جدا كان في شبه كثير من ادهم انا اتصدمت اول ما شفته انا بقيت ابص له وابص لادهم في حيره ابتسمت لما سلم عليا فقلت له: هو انتم توام
ابتسم وقال لي: لا تشابه في الاشكال قعد يضحك بصوت عالي لحد ما ادهم ضربه على كتفه وقال له: طب يلا بينا يا ظريف علشان ما نتاخروش لسه ورانا مشوار طويل على ما نوصل للبلد حط الشنط في العربيه وقعد ادهم معايا ورا وادم هو اللي ساق العربيه وبابا كان قاعد مع ادم كانوا عمالين يتكلموا كتير في الشغل ومستشفى وعمليات وحاجات كده انا ما كنتش معاهم كنت عماله اتامل في جمال البلد دي وقد ايه انا كنت محرومه من الجمال ده كله كنت كل ما اشوف حاجه جديده اشاور عليها وانا سعيده وايدي كنت بطلع ايدي من الشباك واقول بص يا بابا شايف يا بابا شفت دي كنت عامله زي الطفله الصغيره اللي اول مره تشوف حاجه وفرحانه بيها وكلمه بابا كانت اجمل حاجه كنت عايزه كل شويه اقولها اتحرمت منها كثير فانا دلوقتي عايزه اقولها كتير
كان ادهم هيفرقع مني وكل شويه يقول لي دخلي ايدك ودخلي راسك ما هو انا كنت ببص من الشباك بقى عايزه يا ناس اشم الهوا الجميل ده اللي ريحته غريبه بالنسبه لي واحساسه جميل جدا
اما ادم فكان عمال يضحك عليا ويقول لي: هو انتي عندك كم سنه اكيد عشر سنين وفضل يضحك هو وادهم وبابا كمان كان عمال يضحك ويقول لهم سيبوا بنتي في حالها وتعمل اللي هي عايزاه كنت سعيده بكلامه ده وحطيت راسي على الشباك ونمت من التعب ما حسيتش بنفسي غير وانا حد بيصحيني
ادهم اول ما نزلنا من الطياره كنت حاسس بيها ان نظرتها اختلفت كانت بتبص لكل حاجه وفي عينيها لمعه غريبه كانها سعيده وكانها لاول مره تحس بالامان بعد ما طلعنا من المطار ولقينا ادم قدامنا كانت مستغربه  من شكلنا كانت عماله تبص ليا وليه مش عارف ليه حسيت باني متضايق من كده يمكن علشان اسمها ارتبط باسمي مش عارف ما هو يا جدعان لما الواحد بيتجوز حتى لو على الورق او بالاسم وخلاص ويرتبط اسم واحده باسمه فاكيد كل المشاعر اللي جواه بتتغير بعد ما ركبنا العربيه كانت عامله زي الاطفال مبسوطه وسعيده كل شويه تطلع راسها وايديها وتنادي على عمي وهي سعيده كاننا اول مره نشوف بلدنا اول ما وصلنا البلد عمي كان لسه هيصحيها لما نامت بس انا طلبت منه انه انا هصحيها فعلا صحتها من النوم وقبل ما تتكلم قلت لها
ادهم: ماتنسيش الكلام ال قلتهولك اياكي حد يعرف بجوازنا بالذات امي فاهمه ولا اي واحده من العيله تعرف ان انا مرتبط بيكي يعني كل اللي بينا انا وانتي ان انتي بنت عمي وبس وعشان تبقى عارفه وتخلي بالك لو عملتي حاجه كده او كده او قربتي من بنات العيله او حتى اتكلمتي معاهم مش هتعرفي انا ممكن اعمل فيكي ايه انا ممكن اخفيكي من على وش الارض ولا يفرق معايا
قال لياال خلاني بس اجيبك هنا وسط العيله دي هو علشان خاطر عمي بس غير كده لا فاهمه ويا ريت لبسك اللي كنتي بتلبسيه بره غير لبسك هنا مش عايز اشوفك من غير النقاب ويكون لبسك حشمه وطريقه كلامك وعلى فكره هيبقى لك اوضه بره في الجنينه وضبناها لكي مخصوص علشان ما يبقاش ليكي صله باي حد في العيله اكلك وكل احتياجاتك هتكون موجوده عندك وانا معايا اوراقك هنقلك في مدرسه قريبه مننا وانا اللي هوديك المدرسه وهجيبك علشان مش ناقصين حد يتكلم عننا طول عمرنا سيرتنا كويسه فمش معقول اشكالك تيجي تبوظ كل حاجة عملناها في حياتنا الصح وتبقى زي امك
اتصدمت  من كلامه كانت بتجز على اسنانها معقوله هم جايبيني من بلد تانيه علشان يحبسوني يعني انا كنت محبوسه عند ماما في اوضه في الجنينه وهنا كمان هيحبسوني في اوضه في الجنينه طب انا هعمل ايه انا كنت مبسوطه لاني هكون وسط اهلي حد ينصحني بالصح يتكلم معايا يكون ليا اخوات واصحاب وعيال عم يعني عيله وفي الاخر العيله هتنفيني في اوضه يعني هفضل طول عمري كده وحيده نزلت  دموعي بصيت من الناحيه الثانيه وقلت له وبكل ثقه: عادي ايه الجديد وما متخافش على بنات العيله مني بس يا ريت هم اللي ما يقربوش مني سبته ونزلت من العربيه ولما هو قرب مني قلت له بكل ثقه هي فين بقى الاوضة اللي انا هقعد فيها علشان انا عايزه انام
اخد شنطتي وقال لي تعالي امشي ورايا البيت كان كبير جدا وكانه قصر اول ما قربت من الباب شفت العيله كلها كانوا واقفين عند الباب من جوه بس انا شايفاهم هم شايفيني عمالين يتفرجوا عليا بس ما فيش حد حاول يقرب مني نظراتهم كانت غريبه كان فيها تعالي واللي كان فيها حزن واللي كان فيها شماته مش عارفه احدد نظراتهم دي ايه ملامحهم كانت بعيده عني شويه كان نفسي اول ما يشوفوني يجروا عليا ياخدوني في حضنهم يعوضوني عن الحرمان اللي انا اتحرمت منه هم ما يعرفونيش ما يعرفوش مين انا كل اللي يعرفوه ان انا بنت الست اللي خدعتهم ضحكت عليهم هربت منهم بس انا مش زيها يمكن انا شبهها لكن اخلاقي مش اخلاقها كان نفسي اصرخ واقول لهم كده انا مش هي انا واحده اتربيت على طباعكم واحده عارفه يعني ايه دينها وبتعمل بيه وبكل ما امر الله به ما بتعملش حاجه حرام بالغلط من اول ما فتحت عيني وانا لسه طفله خمس سنين كنت بروح المسجد مع عمو واسلام كنت بصمم اروح المسجد معاهم
واول ما ابتديت المدرسه كان موديني مدرسه اسلاميه كنت بحفظ القران ختمت القران كله كل الكلام ده كنت بقوله في خيالي وانا ببص عليهم وانا قريبه منهم كنت بتامل ملامحهم ملامح جدي وجدتي
ادهم اتكلم وقال لي اتفضلي مشي معايا مشيت معاه شويه كانت في اوضه بعيده شويه عن القصر بتاعهم قبل ما ادخل الاوضه كان بابا واقف لي قدام الباب كان ملامحه حزينه كان حاطط وشه في الارض وبيمسح دموعه قرب مني وقال لي  انا اسف مش هقدر اقربك مني اكتر من كده ده كان قرار الحج جدك علشان تيجي هنا لازم تتعلمي عدتنا وتقاليدنا وتعرفي دينك كويس وبعد كده ممكن يسمح لك انك تعيشي معانا تبقي زيك زينا ومشى وسابني فتح ادهم باب الاوضه ودخلت ودخل معايا الشنط بتاعتي وقال لي كل حاجه هتحتاجيها  هتلاقيها في الاوضه والاكل هيوصلك لحد الاوضه وخليكي فاكره ما تخرجيش من غير النقاب ويا ريت ما تقربيش على القصر او يا ريت ما تتجوليش في الجنينه كثير فاهمه
نورسين: طب ممكن بقى تخرج علشان ما يصحش ان ابن عمي يقف معايا في اوضتي بالطريقه دي وفي الوقت ده انت عايزهم يتكلموا عني اتفضل بره ادهم قرب منها: انتي ما تعرفيش ان انا لو عايزابات معاكي في الاوضه دي هبات وبرده مش هعرفهم انك مراتي عادي يعني صحيح هيتضايقوا مني شويه بس هيعرفوا ان حضرتك زي امك بتشد الشباب لها نورسين باكيت: لو سمحت اتفضل يا ريت تبطل تجرح فيا او في مامتي علشان دي مهما كان امي ادهم ببرود فتح الباب وخرج منه وهو بيبص لها بقرف وسابها ومشى
١ قفلت الباب بعد ما ادهم سابني وطبعا بعد ما سمعني كلامه اللي يجرح حسيت اني مخنوقه حاسه ان الدنيا بتضيق بيا جدا خلعت النقاب حطيته على السرير اللي كان في الاوضه قدامي خلعت الاسدال ورميت جسمي على السرير من كتر التجريح اللي جرحوه لي النهارده الحزن اللي جوايا وبالرغم من التعب اللي فيا مع اني لسه بتالم من مكان العمليه حطيت ايدي مكان العمليه بصيت كان في دم قمت من على السرير وفتحت الشنطه الصغيره اللي كانت معايا كانت الدكتوره هديل حاطه لي شويه حاجات طبيه اخذت قطنه وشاش ومطهر وحاولت اجفف جرحي بنفسي لحد ما عملتوا اي كلام ونمت مكاني ما حسيتش بنفسي غير الصبح زعلت كثير لاني ما صليتش الفجر قمت بكسل وتعب ودخلت الحمام اللي كان في الاوضه
الاوضه كانت عباره عن اوضه صغيره فيها سرير ودولاب صغير وفيا تربيزة واتنين كرسي بلاستك وحمام صغير وشكله جديد حتى الاوضه جديده والعفش جديد يعني شكلهم عاملينه لسه ليا انا مخصوص
ابتسمت بسخريه على حالي لاني ما ليش مكان في وسط العيله لا عند ماما ولا عند بابا دخلت الحمام اخذت شاور واتوضيت وخرجت وانا لفه جسمي بفوطه كبيره نسيت اخذ معايا في الحمام هدومي فتحت شنطتي الكبيره طلعت منها بيجامه بينك كان عليها دباديب ما هو انا من العشاق اللي بيحبوا الدباديب في كل حاجه تخصهم يعني معظم لبسي عليه الدباديب ابتسمت لما افتكرت ماما نجوى واسلام وهم بيقولوا لي يا دبه ده لان كل حاجه بحبها فيها دباديب فقت من سرحاني والباب كان بيخبط لبست بجامتي والاسدال وفتحت الباب
كانت في بنوته سنها من سني اكبر مني مش عارفه كانت شايلة صينيه فيها اكل وطلبت مني اني اخدها منها واني البس نقابي لان ادهم هيدخل علشان يغير لي على الجرح ابتسا مت بسخريه من غير ما تشوفني قلت لها اتفضلي ادخلي كانت بتبص لي بقرف مش عارفه ليه شكيت في نفسي فضلت ابص على لبسي وعلى شكلي ما فيش حاجه غريبه هي ليه بتبص لي كده هم ايه فكرتهم عني لبست النقاب اللي كنت رميته على السرير امبارح ودخل ادهم كان شايل في ايديه شنطه بص لي باحتكار
وقال لا البنت اللي كانت واقفه معانا: لو سامحتي يا فريال تنيميها على السرير وغطيها كويس هاتي لي مكان الجرح واعملي اللي انا قلت لك عليه فريال اخذت منه الادوات وبصت لي بصه غريبه طلبت مني ان انام على السرير وغطتني وبينت الجرح
بصيت على ادهم كان مداري وشه بيبص من الشباك وهو مربع ايده ابتسمت وقلت للبنت: انتي اسمك فريال اسمك جميل جدا
بصت لي بقرف وقالت لي: شكرا وممكن لو سمحتي تتعدلي علشان اعمل لك الجرح بصيت الناحيه الثانيه واول محطه ايديها على الجرح صرخت من الالم وكانها كانت قصداها ما اعرفش ايه كأن.فيه سكينه محطوطه على جرحي أتالمت فعلا كنت بعيط بشده قرب مننا ادهم وقال لها: في ايه وبص لي انتي بتصرخ ليه كده ممكن ما نسمعش صوتك قلت له  وانا عماله اعيط على حالي: مش عارفه هي حطت ايه على الجرح هي بتدبحني مش بتداويني بقيت اقول له بص هي عملت ايه بص على الجرح شوف بس كان بيبعد وشه علشان ما يبصش عليا ادهم بص لفريال: انتي عملتي ليها ايه ممكن تحطي لها اللي انا قلت لك عليه بالظبط
فريال ارتبكت: ما هو انا اهو عملت اللي انت بتقول عليه  هي اللي بتدلع
صرخه نورسين في وشهم هم الاثنين وقالت لهم: اتفضلوا بره انا مش عايزه حد يداويني لانكم بتجرحوني اكثر فارجوكم سيبوني في حالي
ادهم قال لها: مش عايز اسمع صوتك وخليها تخلص شغلها
نورسين حطت ايدها على الجرح وشافت الدم اللي ملا ايديها ورفعت ايديها في وش ادهم وقالت له: بص انت مش عايز تشوف الجرح طب شوف ايدي شوف هي عملت ايه لو عادي الجرح يبقى.كده خليها تكمل
كانت بتتكلم وهي بتبكي من الالم كانت حاسه انها هتفقد الوعي ادهم اول ما شاف الدم في ايديها بعد فريال عنها بسرعه ادهم: انتي عملتي ايه يا مجنونه بسرعه خلي ادم يحضر العربيه
فريال باستغراب: انت هتساعدها معقول انت هتشوفها طب سيبها وانا هغطيها صرخ فيها بصوت عالي قلت لك بسرعه روحي نادي ادم يحضر العربيه لازم ننقلها المستشفى بسرعه
خرجت فريال ادهم بسرعه رفع هدومي واخذ قطن كتير وحطه على الجرح: انتي النزيف ده عندك من امتى
قلت له وانا حاسه بتعب شديد وان في غيامه حواليا: من امبارح بليل
اتصدم ادهم وبص ليا: انتي مجنونه ما قلتيش ليه انتي ما تعرفيش انا دلوقتي حصل لك تلوث ونزيف جامد ما انتي لسه  خارجه من عمليه جامده يعني لازم رعايه
ابتسمت على كلامه قلت له: رعايه من مين بالظبط ومين هيراعيني وانا في اوضه لوحدي انتم مش مانعيني اخرج هقول لمين بقى وما حسيتش بنفسي غير وهو شايلني وخرج بيا من الاوضه كنت سامعه اصوات حواليا وكان في كتير بيعاتبوا ادهم لانه شايلني وان لو اي حد شافه من اهل القريه مش هيحصل كويس وبعد كده ما افتكرتش اي حاجه ولا سمعت صوت اي حد فيهم لاني رحت عالم تاني

عالم جميل اي نعم كنت في الجنة وكنت في بيت كبير ومليان ناس كتير وكلهم بيقولولي انهم اهلي عيلتي ال بتحبني...... طبعا ده ال كنت بحلم بيه

ضى القمر 💓💓💓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن