Part « 6 »

7.6K 182 7
                                    

« الـمكان الـمهجور »
تركهـا عبدالعزيز بـ مكان بعيـد عن النـاس مجهـول تماماً عن الـبشر ما تسـمع غير أصـوات الكِلاب ، خافت وهي تبكي بصمت مجمعـة رجلها بـضعف كـبير من حالـتها إللي لا أهل ولا أحد يحتـويها ولا شخص تلجـأ له وكل عضو بجسمها يألمـها ، ماهي إلا لحظات وهي تتـذكر بنت خالتـها صـيته وحاولت تقـوم على حيلها تـدور على أي وسيلة عشان تتصل فـيها ، مشت جمان لمدة ٥ دقـائق بدون أي وسيلة نجاة لها بهالمكان يأست
و طاحت على الأرض وهي تصرخ بكل قـوتها
جمان بصراخ : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ
ثم عدلت جلسـتها وهي تشـوف الدم إللي يتناثر من رجـلها لأنها طالعة بدون حذائـها
ثم ناظرت السماء بكل ضعف وهي ترفـع يدها لـ ربها تستنجد فيـه : يارب إذا كان هذا أختبار أو سحر فـأبطله يااارب ماعددد أقدررر أتحمممل
ثم صارت تبكي إللـين غفت بنص الشارع وهي تنـزف .
'
-
« عبدالعزيز »
تركـها كأنهـا قطعة قديـمة من كثر الإستعمال ذابت بنظـره ، كلمات أمـة كانت كفيلة بأنـه يكرها مثل ما حبها سنين ، خلتـه يكرها في دقيـقتين!
ما قدر يرجع البـيت بعد ما تـركها في مكان بعيد
و منعزل عن العالم و قرر ينعزل معهـا في السيـارة ومن كثرة التفكير فيـها غفى .
'
-
« الصـباح ٩ »
ثـامر يشتغل مهندس معماري ، و كأي يوم يروح شـغلة مع العُمال لكنه شـهق بصدمة من إللي شـافه ..
شاف جمـان بنت خـالته طايحة بالأرض و الدم يتناثر حوالينها ، على طول ركض بإتجـاهها و أنحنى لمستواها
ثامر وهو يضرب كفها : جممااان .. جممااان
جمان فتحت عيـونها بتعب : ثـ ـ ـامـ ـ ـر أنـ ـ ـا بـ ـريئة
ثامر عقـد حواجبه بعدم فهم بس تذكر أن حالتـها ما تسمح بأنهـا تتكلم : تقدرين تقـومين على حيلك؟
جمان هزت رأسها بالنفي ، ثامر ناظرها بـ عتاب و حاوط يده يشيلـها و يسند رأسه في صدره وهي شبـه صاحية .
« عند عبدالعزيز »
قـام من نـومه وهو يفـرك عيـنه بتعب و تذكر جمان! من غضـبه و عصبيـة تركـها في المبنى إللي ما تصلح حتى!
على طول شغل سيـارته و توجـهة للمكـان إللي تـركها فيـه
وصل المكان و أنصدم من شاف عمال شاغلين بالمكان إللي ترك جمان فيـه و ركض لواحد منـهم
عبدالعزيز بتوتر : لو سمحت ما شفت بنت هنا؟.
العامل : إلا شـفنا وكان وضعهـا يحزن و تنـزف دم لكن الحمدلله أخذها موظف للمستشفى و طلع يـعرفها
عبدالعزيز بخوف : طيب تعرف أي مستشفى أخذها؟؟
العامل : والله مدري بس أكيد لأقرب مستشفى من هنا
عبدالعزيز ركض لـسيارته وهو ما يشوف شيء غيـر جمان خاصاً بعد ما قاله أنهـا تنـزف .
'
-
« المستشفى »
وصلها المستشفى و دخلـوها الطوارئ وكان عندها نقص بالتغذية و جروح بسيطه و كدمات
ثـامر مسح على رأسه وهو يفكر : وين خالتي عن بنـتها وأيش كانت تسوي بمكان شغلي؟؟ وش صار فيك يا جمان عشان قلب حالك كذا!
رفـع جـواله يتصل على أمـة عشـان تجي المستشفى مع أهـلها
وصل عبدالعزيز المستشفى وهو مستعجل يسأل عن أي بنت وصلت المستشفى بذا الوقت ولمن أعطـوه المعلومات عن مكـانها ركض بسرعة
ثـامر وهو يكلم أمـة : حالهـا يخوف يا يمه بسرعة جيبي خالتي و تعالي لا تطولون! .. يلا ثمان الله
كانت المسافة بين ثامر و عبدالعزيز مرة قريبـة وطلع الدكتور إللي كان بـغرفة جمان و شـافه عبدالعزيز و ركض يسأله
عبدالعزيز : لووو سمحت جاتك مريضة أسمها جمان؟؟
الدكتور : مين حضرتك؟
عبدالعزيز : أنـا زوجها
الدكتور بضيـق : أي جاتـنا مريضة بالأسم ذا و وضعها كان حرج جداً لكننا تدخلنا الحمدلله وننتـظرها تصحى
عبدالعزيز : وينها هي طيب؟؟
الدكتور وهو يأشر للغرفة إللي كان واقف قدامهـا ثامر : هذيك الغرفة
عبدالعزيز حط يده على كتف الدكتور يطبطب عليه : ما قصرت يا دكتور
ثم تقدم بـإتجاه الغرفة بيفـتح الباب لكن أسـتوقفه صوت ثامر
ثامر : هي يالطيب! غلطان
عبدالعزيز إلتفت لـه : لا مو غلطان! ذي غـرفة زوجتي
ثامر تنـهد بتأفف : أقولك غلطان يابن الحلال ما تفهم! بعدين شلون بنت خالتي تكون زوجتك؟؟
عبدالعزيز شد على قبضة يده : زوجتي جمان وذي غـرفتها! لا تجنني
ثامر توسعت بؤبؤة عيـونه وهو يرمش أكثر من مره : أنت زووج جمان؟؟؟؟
عبدالعزيز ببرود : أي!
ثامر : شـ ـ ـلون وليه محد قالنا؟؟
عبدالعزيز بتأفف : روح أسألهم!
ثم دخل متجاهل أسئلة ثامر .
دخل عند جمان و شـافها نايمة بتعب تألم بداخـله وندم من إللي سواه فيهـا ، فرغ كل غضبـه فيـها ما يستاهل يطلع قدامـها بعد إللي سواه بـ روح بريـئة ،
تقدم لها يمسك يدها يحسسها بـوجودة وهي نايمة ودمـوعها على خدها ، حّن عليهـا بعد ما تذكر طـفولته معهـا! كيف كانت تهـاوش الأطفال إللي يضحكون عليه إذا قال لهـم بيصير إذا كبر نقيب أول وكيف كانت تتجاهل الكل عشان تلعب معـه .
قرب يـده من خدهـا يمسح طرف دمـعتها ، فتحت عيـونها ببطء و طاحت عينها عليه وهو ساند رأسه على يدها و حاضنهـا
جمان بصوت متقطع : بـ ـ ـ ـعـ ـ ـد
عبدالعزيز فـز على صـوتـها : جمااان
جمان ببحة : أبـ ـ ـي مـ ـاي
عبدالعزيز وهو يقـوم يمد لهـا ماء : أشـربي .. على مهل
جمان : أنـا وين؟
عبدالعزيز : بالمستشفى
جمان نزلت رأسها بحزن واضح على ملامحها : أهلي ماجو؟
عبدالعزيز : ما جو! لكن ولد خالتك برا
جمان فزت : مين؟؟
عبدالعزيز : ما أعرف أسمه لكن هو إللي جابك المستشفى
جمان وهي تتذكر ثم نطقت أسمه بلهفة : ثاامممرر
عبدالعزيز أحتدت نظـراته عليها : لا تنطقين أسمه قدامي!
جمان بترجي : تكفى خليني أشـوفه بتكلم معه تككفى
عبدالعزيز وهو يقوم بإنفعال : لا ماررااح تشوووفينه!!
قـاطع جدالهـم دخول أم ناصر وهي تبكي مع أم ثامر
و صيتة أخت ثامر و أم صالح و بنـتها نورة
أم ناصر من شافت جمان ركضت لها وهي تبكي : بببنننتتتيييي
جمان من شافت أمهـا ماقدرت تمنع دمـوعها : ييمممه
ضمو بعض وهم يبكون بأحضان بعض ، عبدالعزيز أبتعد شوي عن سرير جمان و وقف على الجهة الثـانية منزل رأسه ، مهي إلا دقـائق و دخلت أم سيف و بنتـها مناهل وأم جـهاد و بنـتها منيرة
نـورة بخوف : جممااان شصار فييكك سم على قلبك يا أوخيتي
جمان ناظرت بـ عبدالعزيز ثم رجعت تنـاظر بـ نورة : الحمدلله أنـا تمام الحين
أم ناصر ببكـاء : حسبي الله ونعم الوكيل على إللي كـان السبب دمروا عائلتنـا وكل شيء حلو بحيـاتنا
نـورة ناظرت بـ رجال كان واضح عليـه الهيـبة و الشهامة من وقـفته بجانب جمان و قربت من أذن صيـته و منيرة و مناهل
نـورة و عيـنها على الرجال إللي بجنب جمان : بنات مين ذا؟
صيتة : أول مرة أشـوفه!
منيرة وهي تدقق بـملامحه : بنات يشبـه أحد أعـرفه بس نااااسيييية!
أم سيف ناظرت بـ البنات وهم يتهامسون مع بعضهم : بنات أستحوا على وجيهكم أنتو بمستشفى
مناهل : أسفيـن
قـاطعهم دخول أبـو ناصر مع أولاده سامر و متعب
جمان صرخت بأسم أبـوها : يـبـه
أبو ناصر قرب من ضناة وهو يقبل على رأسهـا و يدها
و دمـوعه على خده .
عبدالعزيز من دخـل عليـهم أبـو ناصر وهو يتذكر كلام أمـة
« أهلها هم السبب بـموت أبوك ، حرقوا قلب أبوك ، هم السبب بـموته ، كنت بخسر أختك بحادث و أبوك عطاك عمره »
كل هالكلام كان يتردد بمسامع عبدالعزيز إلليـن ما قاطـعه صوت متعب
متعب بغضب و عيـونه على عبدالعزيز : شصار بـ أختنا شسويت فيها هااا
عبدالعزيز رفـع رأسه يناظـره بكل حقد : أنا قلت لكم ترمونها علي؟ بعدين هي زوجتي لي الحق فيهـا
الـكل أنصدم من جملة عبدالعزيز « بعدين هي زوجتي »
نـورة : جمااان تزووووجت؟؟
صيـتة : جمممااان منجددد؟؟
مناهل : مممتتتى تزوووجتتييي؟؟
جمان ناظرت بـ عبدالعزيز بكل كـره و رجعت تنـاظر البنات بـ حزن
أبو ناصر : بسس أنت وييياااه!
ثم لف جهة عبدالعزيز : شسمك أنت ياولدي؟
عبدالعزيز شد على قبـضة يده و عـروق عيـونه بانت وشد على كلامـه : أنـ ـا عبدالعزيز بـ ـن سـ ـعد
الـبنات ناظـروا بعض بـصدمة عجـزوا يسـتوعبونهـا ، أبو ناصر وسـع عيـونه من عـرف ولد صاحبة المقرب إللي خسره بـحادث ، جمان أكثر وحدة أنصدمت بينهـم رغم أنه كشف حقيقته لها! لكنها ما صدقته بسبب حقدها
و كرها عليه بذاك الوقت
جمان برجفة : عـ ـ ـبد الـ ـ ـعزيز؟
عبدالعزيز تقـدم منـها متجاهل أبـو ناصر إللي كان بيقرب منـه يسلم عليه
علدالعزيز : تبين شيء؟
جمان هزت رأسهـا بالنفي وهي تنـاظر عيـونه و الدمـوع بعـينها ثم فجأة أخـذت تـشاهق بقـوة
أم نـاصر : سم الله عليككك يـا بنتي
عبدالعزيز مسك جمان من ظـهرها بطـريقة غريبة : تنفسيييي زيين
متعب بخوف : شفيهااا جمااان
سامر طلع بسرعة ينـادي على الدكتورة ، مهي إلا دقايـق ودخلت مع سامر تركض بـإتجاه جمان
الدكتورة : المريضة تمر بـ نوبة!
أم ناصر ببكـاء : تككفين سوووي شيء يا دكتوررة
الدكتورة : تمام بس ممكن تطلعون
عبدالعزيز مسك يد جمان : أنـا مو طالع من هنا إللـين تصحى
الدكتورة ناظرت فيـه و بـخوفه عليها : أنت زوجها؟
عبدالعزيز : أيوا
الدكتورة : تمام تقدر تجلس بس البـاقي رجاءً يطلـعون
من بعد ما طلـعو كلهم وظل عبدالعزيز جوا بجانب جمان
متعب بعصبية : زوجتو جمان بواحد توكم تعرفون أسمه؟؟.
أبو ناصر : ما كنت أعرف أنه عبدالعزيز! بس أشكر ربي أني عطيتها رجال
متعب : منجدك أنت يا يـبه؟ دام إللـي معها رجال وش تسوي بالمستشفى؟؟.
سـامر بحدة : متعب طول بالك!
متعب : وش إللـي أطول بالي ما تشوف حالة أختك!
سـامر : نسيت أنـه كله بسبب أخوك! شذنب الرجال وكلنا عارفين أن هي بهالحالة من وراء أخونا
متعب : ناصر ذا! يمين بالله لـو شفـته لأتوطا في بطنه
أم ثامر : هدوا يا عيال ما تشوف أمكم تصيح خايفة على بنتـها وأنتو تزيدونها!
أم سيف : الله يهديكم يا عيال .

يا سجون الدار أفتحي أبوابك مثل ما فتحتي قلبي لـ جمان .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن