part 1

23.3K 353 62
                                    


بعد فرعون موسی و خاتم سله
وقبل عيسى وسيد الأنام . . قبل الإسلام
وقبل تاريخه وقبل النور والصراط المستقيم . .
قصة لم يدونها التاريخ لكنها نقلت بالأثر من
قاص لآخر .. سأدونها بين ورق بالكاد
سيحتويها .. وأتركها الاختبار الزمن
     •     

                            •                            
                            •                            
                          ❀                          
                           •                          
                           •                          
                           •                          

                            •                                                         •                                                       ❀                                                      •                                                 ...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


الثلج الأبيض
كانت الصبية (أفسار) ذات الأعوام السبعة تمشي مع أبيها في بستان أخضر كبير ممتلئ بالزهور البيضاء ومحاط بأشجار النخيل المثمرة ، ممسكة بيده تتركها بين الحين والآخر لتجمع بعض تلك الزهور. وفي إحدى المرات التي أفلتت فيها (أفسار) يد أبيها وانشغلت بقطفها اقترب رجل منهما ومعه بنت صغيرة بأعين سوداء واسعة وبشرة كلون القمح وكانت في عمر (أفسار). بعد دقائق من حديث والدها معه قال الرجل للطفلة الصغيرة التي كانت مختبئة خلفه وتراقب (أفسار) بخجل:
اذهبي يا (دعجاء) والعبي مع أفسار)..
خرجت (دعجاء) من خلف أبيها وجرت نحو (أفسار) وجلست أمامها وبدأت باللعب معها ولم تتبادلا الحديث بل اكتفتا بنظرات شاردة ، توقفت (أفسار) عن اللعب بعد ما سمعت صرخة مفاجئة من أبيها فرمت ما كان بيدها من أزهار وتوجهت مسرعة نحوه لتجده
مكتبة


غارقا في دمائه والرجل يقف بجانبه ينظر إليها وقبل أن تصل يده التي امتدت نحوها صرخت بقوة لتستيقظ من نومها مفزوعة وهي امرأة قد ناهزت السبعين عامًا من عمرها بأنفاس ثقيلة وقـ وقطرات عرق ساخنة غطت جبينها المتجعد لتدرك حينها أنه كان مجرد ذلك الحلم الذي يزورها من وقت لآخر منذ مقتل أبيها قبل أكثر من ستين عاما. نهضت (أفسار) من فراشها وأشعلت الموقد القابع في زاوية غرفتها لشعورها بالبرد الشديد وأمسكت بمسبحة خشبية كانت آخر ذكرى لها من أبيها (آشور) وخلال جلوسها أمام النار دخلت عليها (نازانين) مسرعة وقالت:
ماذا بك يا خالة ؟! .. لماذا تصرخين ؟!
سكتت (أفسار) ولم تجب أو تلتفت نحو (نازانين) القلقة بل ظلت تحدق في النار التي أشعلتها وتقلب في تلك السبحة الخشبية وهي
تتنفس بعمق..
وضعت (نازانين) يدها على يد معلمتها وقالت:
إنه الحلم نفسه مرة أخرى أليس كذلك..؟
سحبت (أفسار) يدها من تحت يد (نازانين) ببطء وقالت بصوت
يخالطه الحزن

بساتين _عربستان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن