بساتين _عربستان

part 28

نفخت (أرتميس) خصلتها البيضاء من أمام عينها اليسرى وقالت:

هذه عاداتنا ولن نغيرها..!

جلست الثلاث وتوسدن بظهورهن أكياس الفستق الكبيرة ولم
يتكلمن بعد هذا الحوار واكتفين بالنظر للناس والتجار الذين يأتون
بين الحين والآخر ليسألوا عن ما إذا كان بيع الفستق قد بدأ أم لااوكان
الجواب من تجار مدينة «كرمان» بالنفي دا .

حل المساء وعاد الجميع لخيامهم لكنهم تركوا أكياس الفستق على
الأرض استعدادًا لعرضها مرة أخرى في اليوم التالي. عادت (نازانين)
و(مهرناز) لخيمته| الصغيرة ودار بينهما هذا الحوار:

(مهرناز): ما العمل الآن يا (ناز)؟

(نازانين): (ناز)؟.. (ناز) من؟

(مهرناز): ألم تلاحظي أن أول ثلاثة أحرف من اسمك هي آخر ثلاثة
أحرف من اسمي؟

(نازانين): ..؟.. لالم أفكر في ذلك من قبل..

(مهرناز): أنا لاحظت..

(نازانين): وما الذي تريدينه مني الآن؟

(مهرناز) وهي تبتسم: لا شيء لكن سأناديك ب(ناز) منذ اليوم.
(نازانين) بغضب: لا تناديني بهذا الاسم السخيف ثم ما الذي جعلك
تثه ب :. هذا الى ضوء الآن؟.. ها. أنت ممه ة؟!

(مهرناز): وهل تناولنا شيثًا منذ الصباح كي أحتسي الخمر؟
(نازانين): فعًا.. لم يقدم لنا أحد أي طعام بعد كل هذا الجهد الذي
بذلناه معهم في حمل أكياس الفستق..

(مهرناز) وهي تبتسم بسخرية: ربما يتنظرون إذنّا بالأكل من ذلك
الرجل العجوز..

ضحكت (نازانين) بقوة تبعتها ضحكات أقوى من (مهرناز)
واستمرت الاثنتان بالضحك حتى دمعت أعينهما وخف الضحك
حتى توقفتا. بعد صمت استمر دقيقة قالت (نازانين):

الخالة (أفسار) كانت دائ) تقول إن الضحك بقوة يتبعه مصيبة..

(مهرناز): ربا يموت ذلك العجوز وتكون أجمل مصيبة..

ضحكت الاثنتان مرة أخرى وبقوة أكبر من السابق وم تتوقفا حتى
دخلت عليهما (أرتميس) وعلى وجهها نظرات الغضب وبقيت تحدق
بالفتاتين اللتين صمتتا فورًا بعد دخول (أرتميس) خيمتهم| الصغيرة.
ظلت (أرتميس) تحدق بالفتاتين بغضب حتى انكسر عبوس وجهها
فجأة وبدأت بالضحك بقوة حتى سقطت على الأرض والفتاتان
تحدقان ببعضه) بعضًا وبها باستغراب. مسحت (أرتميس) دموع
الضحك التي أغرقت عينيها وقالت:

لقد أخفتى] أليس كذلك..؟

(مهرناز): ما هذا الغباء يا (أرتميس) كاد قلبي يتوقف!!

(نازانين) وهي تضع يدها على صدرها:

أعتقد أن قلبي قد توقف بالفعل..

(أرتميس) وهي تضحك: أعتذر منكما اصفحا عني..

(مهرناز) وهي تدير ظهرها بعبوس: اتركينا ننم..