p, 10

2.7K 91 6
                                    


ضحك (الرجل) بقوة وقال:

لقد بلغت الأربعين من عمري الآن يا (أزرق) وما زلت تناديني بفتى ؟

وهو يتراجع للخلف ويضع كفيه عند بطنه وينزل رأسه
للأرض: عذرا لم أكن أقصد يا سيدي..
(الرجل) بنبرة صارمة مشيرا بسبابته لأنف (أزرق):

لا تقل «سيدي أبدًا يا أزرق .. ليس لي أو لأحد آخر فأنت حر

ولست عبدا لأحد بعد اليوم !

(أزرق) وهو يرفع رأسه اعذرني فسنوات العبودية أنستني من أكون

وكيف يجب أن أكون..

(الرجل): أنت أحد أمراء الجن الأزرق والماضي انتهى الآن.. هيا

اخرج من هنا ..!

(أزرق): يجب أن أقتص من الذين ظلموني أولا ..!

(الرجل): تقتص من من؟!

(أزرق): من الساحر الذي دمر مملكة الجن الأزرق وشرد قومي وأسر

أسرتي.. (عقربة)!

(الرجل): وكيف ستجده ؟

(أزرق) مبتسما : إذا لم يجده الجن الأزرق فمن سيجده؟

(الرجل): وماذا ستستفيد من قتله ؟

(أزرق): سأستعيد مجد مملكتنا .. مملكة الجن الأزرق

(الرجل): لا يعيش ماضي القمم إلا من مات في حاضر الأذهان.. لا

تتعلق بمجدكم الذي ولى واصنع لك مجدًا جديدًا

(أزرق) : .. كيف ؟

(الرجل): لنتحدث في هذا الأمر لاحقا.. سأرحل الآن

(أزرق): إلى أين؟

(الرجل): لدي بعض الأعمال غير المنجزة وأريد أن أنتهي منها...

يمكنك الرحيل...

أزرق): حاضر سيدي...

(الرجل) بصوت مرتفع : لا تقل هذه الكلمة !!

خرج الرجل من المنزل وتبعه (أزرق) فأدار الرجل نظره نحوه ورآه ما

زال متشكلا بهيئة شبه بشرية وقال:

ماذا تفعل يا (أزرق)؟

(أزرق): أتبعك ...

(الرجل) باستغراب: (أزرق) ما بك؟

(أزرق): لا شيء..

(الرجل): لقد أعطيتك حريتك التي طال انتظارك لها وفي النهاية

تتبعني متشكلا بهذه الضخامة وفي الشارع أيضًا وأمام الناس..!

(أزرق): ماذا تقصد؟

أمسك الرجل بيد (أزرق) الكبيرة والتي كانت أكبر من يده بثلاث

مرات وسحبه إلى زقاق خال وقال له :

(أزرق) أنت حر ! .. حر ! .. اذهب حيث تشاء.. هل نسيت قوانين

  الجن في التخفي وعدم الظهور للناس.. ما بك؟!

بساتين _عربستان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن