(ضنة): اخرج لأراك أريد أن أعانقك!
فرد الصوت وقال: لك ما تأمرين يا معشوقتي..
فظهر أمامها مخلوق ضخم مفتول العضلات يفوقها طولا بمرتين ونصف المرة له قرنان لكن ملامحه وسيمة جدا وكان جلده أزرق
فاندفعت نحوه وعانقته بقوة وقالت:
ابق معي الليلة يا أزرق...
(أزرق): ليس لي مكان على هذه الأرض غير المكان الذي تطؤه
أقدامك ..
فتعانقا بجانب النار وحدقا بالقمر المكتمل وباتا حتى الصباح..
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
الأمير الأزرق
الجن الأزرق شعب معروف بين قبائل الجن بمقدرتهم العالية على إيجاد المفقودين وتحديد أماكن من يهرب أو يختفي بلا أثر وكان السحرة يستعينون بهم كثيرًا لهذا الغرض على مر التاريخ حتى أن بعض قبائل الجن تستعين بهم للغرض نفسه لكن خدماتهم ليست بلا مقابل فهم شعب فخور بعرقه وسلالته النقية ولم يخالطوا أعراقا أخرى من الجن
لنسب أو غيره.
كان زعيم هذه القبيلة يسمى (وندل) وكان له من الأبناء ثلاثة وهم (فردك) الابن الأكبر و أزرق) الابن الأوسط و(قيرن) الابنة الصغرى وكان أبوهم فخورا بأبنائه جدا ويعتز بولائهم له ويتفاخر بهم أمام شعبه دائما. وفي قمة مجد مملكة الجن الأزرق تواصل أحد السحرة من أهل «بابل» وكان يدعى (عقربة) مع الزعيم (وندل) وهذا لا يحدث إلا مع السحرة المسموح لهم بذلك والذين لهم شأن كبير ، وطلب الساحر من (وندل) إيجاد شخص مفقود وسوف يقدم له الساحر
كل ما يطلب لإيجاده ولأن (عقربة) مقرب من الزعيم (وندل) قرر إرسال ابنه (أزرق) في هذه المهمة كي يضمن نجاحها بأسرع وقت فلقد كان (أزرق) أفضل من في شعبه في هذه الأمور. توجه (أزرق) لمنزل الساحر فورًا بعد تلقيه الأمر من أبيه وحضر أمامه وقال:
من هو الشخص الذي تريد مني إيجاده يا (عقربة)؟
(عقربة): تاجر أقمشة معروف في بابل اختفى منذ شهر في ظروف غامضة وعائلته وبالرغم من كل وسائل البحث عنه لم تجد له أثرا..
(أزرق): هل أحضرت أثره؟
(عقربة) وهو يمد قطعة من ملابس التاجر : نعم..
(أزرق): خلال ساعات سيكون التاجر عندك
(عقربة) وهو يبتسم: أنا واثق من ذلك يا ابن وندل) اختفى (أزرق) وكما قال وخلال ساعات عاد ومعه التاجر ووضعه
بين يدي الساحر وقال:
هذا هو التاجر المفقود..
(عقربة): أحسنت يا (أزرق) لم تخب ظني
(أزرق) اصرفني كي أعود لقبيلتي
(عقربة) مبتسما بخبث: ولم العجلة؟
(أزرق): لقد أتممت مهمتي ويجب أن أعود
(عقربة) أحتاجك لأمر آخر ..
(أزرق): ليس من حقك أن تطلب مني طلبا آخر .. إذا كنت تريد شيئا آخر فيجب أن تأخذ الإذن من أبي
(عقربة): ومن قال إني أحتاج لأبيك ؟
وبدأ الساحر يتمتم بطلاسم قوية ربطت أزرق في مكانه وأنزلته على
ركبه..
(أزرق): ماذا تفعل أيها الأحمق ؟! .. ألا تعرف أنا ابن من؟!
(عقربة) ابن ( وندل) زعيم الجن الأزرق والذي يفخر بأنه لم يفشل
في مهمة من قبل..
(أزرق): وهل أنت مجنون لتنقلب على الجن الأزرق؟!
(عقربة): بل أنت من سينقلب عليهم...
أخرج (عقربة) خنجرا من جيبه وطعن التاجر وقتله..
(أزرق): ماذا تفعل أيها الساحر المجنون؟!
(عقربة) وهو يمسح الدماء من على السكين: لا تقلق كل شيء يسير
على ما يرام..
قرا (عقربة) طلاسم أفقدت (أزرق) وعيه...
استيقظ (أزرق) ليجد نفسه في كهف عميق وهو مكبل بقيود مسحورة لا يمكنه الإفلات منها فبدأ بالصراخ لكن لم يستجب له أحد. بقي (أزرق) في الكهف أعواما طويلة يزوره الساحر (عقربة) فيها بين فترة وأخرى ليلا ليرمي له بعض العظام والماء ويفك بعض قيوده ليمكنه من الأكل والشرب ومهما حاول الحديث مع الساحر إلا أن الساحر لم يكن يرد عليه ويكتفي بالابتسام. وفي يوم كان القمر فيه مكتملا دخل الكهف شاب صغير لم يتجاوز عمره الاثنتي عشرة سنة فصرخ
(أزرق) وقال له:
خلصني يا فتى ولك ما شئت !!
لكن الفتى هرب من شدة الخوف ولم يعد إلا بعد أيام فعاود (أزرق) نداءه للفتى الذي خاف مرة أخرى لكنه لم يهرب وقال:
من أنت..؟
(أزرق): أنا (أزرق) ابن (وندل أمير من أمراء الجن الأزرق ومحبوس
هنا منذ أعوام وأريد الخلاص..
(الفتى): وما هو الجن الأزرق؟
(أزرق): خلصني يا فتى ولك ما شئت..!
(الفتى): كيف أخلصك؟
(الفتى): كيف أخلصك ؟
(أزرق) اقرأ طلسم التحرير على قيودي..
(الفتى): ما معنى طلسم؟
(أزرق): هل أتيت هنا وحدك؟
(الفتى): نعم
(أزرق): هل مدينتك قريبة؟
(الفتى): نعم
(أزرق): اذهب لمدينتك وأحضر لي أي ساحر !
(الفتى): ساحر ؟
(أزرق): نعم ساحر .. ألا تعرف ما هو الساحر؟
(الفتى) : بلى أعرف معنى ساحر لكن مدينتنا ليس بها سحرة
ضحك (أزرق) وقال : كل مدينة فيها سحرة...
(الفتى): وكيف أجده؟
أزرق) وقد بدت عليه خيبة الأمل: لا أعرف.. لا أعرف
(الفتى): سأحاول من أجلك
(أزرق): شكرًا أيها الصبى.. وتذكر أن لا تقوم بزيارتي عند اكتمال
(أزرق): شكرًا أيها الصبي.. وتذكر أن لا تقوم بزيارتي عند اكتمال
القمر (الفتى): لماذا؟
(أزرق): لأن الساحر الذي قيدني يأتي مرة في الشهر عند اكتمال القمر
(الفتى): لماذا؟
(أزرق): أكون فيها في أضعف حالاتي...
(الفتى): حسنًا.. سوف أبحث لك عن ما تريد ولن أعود إلا ومعي
ساحر ليحررك
خرج الصبي من الكهف وغاب عدة أشهر ثم غاب لسنوات وحينها بدأ اليأس يدب في قلب (أزرق) وأدرك أن الصبي لن يعود. وفي ليلة من ليالي اكتمال القمر دخل الساحر (عقربة) الكهف وبدأ كعادته برمي العظام ووضع الماء بجانب (أزرق) حينها صرخ بقوة شديدة
وقال:
لماذا لا تقتلني يا (عقربة)؟!
ولأول مرة منذ سنوات يرد الساحر ويقول:
ولماذا أقتلك؟.. أنت مفيد لي ما دمت حيا
(أزرق): ماذا تقصد؟