p,7

4K 112 2
                                    


(زرقاء): افتحيه واختاري لك شيئًا منه ...

ابتسمت (دعجاء) وفتحت الكيس ومدت يدها داخله واختارت

خاتماً من ذهب ذا فص أحمر ...

(زرقاء): اختيارك جميل يا (روضة) .. هذا الخاتم هدية مني لك.

(دعجاء) وهي تعانق (زرقاء): شكرا!

بعد تلك الحادثة أصبحت (دعجاء) تنشر الإشاعات عن تدهور صحة سيدتها وقللت عدد الزوار لمنزلها بهذه الحجة لدرجة أنها أمرت جميع الحراس داخل المنزل بالحراسة من الخارج وقلصت عدد الخدم ولم تبق إلا على عدد قليل من الغلمان. انتشر الخبر بين الناس خلال أيام أن (زرقاء) بدأت تفقد حواسها وقدرتها على التركيز مما جعل الناس يشفقون عليها ويدعون لها بالشفاء ، وكل ذلك كان يحدث دون علم سيدتها التي لم تكن تخرج للناس كما كانت في السابق بسبب تلبية (دعجاء) لكل طلباتها وقضاء أمور يومها مما سهل عليها نشر تلك الشائعات وتأكيدها بين الناس. وعندما كان الناس يسألونها عن

(زرقاء) كانت تقول:

ما زالت على حالها فهي تفقد التركيز يوما بعد يوم وأصبحت هذه

الأيام تهذي بأمور غير صحيحة وأصبحت ترى وتتكلم عن أمور لا

وجود لها .. ادعوا لها بالشفاء

وعندما تمكنت من ترسيخ فكرة أن (زرقاء اليمامة) لم تعد كما كانت في السابق وأن الشيخوخة أثرت عليها وعلى عقلها قررت التحرك في خطتها التي رسمتها وهي فهم قدرة زرقاء) على كشف الغزاة فتوجهت لغرفة سيدتها واستأذنت بالدخول عليها فأذنت لها وقالت:

تعالي يا (روضة) واجلسي بجانبي ..

فجلست عند أقدام سيدتها وبدأت تمسح عليها وتقول:

أخبريني ياعمة .. كيف تستطيعين رؤية الغزاة القادمين إلى «اليمامة»

قبل أيام من وصولهم؟

(زرقاء): لم تسأليني من قبل هذا السؤال يا (روضة)..؟

(دعجاء) وهي مبتسمة وتدعك على قدم (زرقاء):

هذا السؤال يدور في خلدي منذ زمن طويل يا عمتي لكن لم أعد

أستطيع أن أقاوم فضولي...

(زرقاء) وهي تبتسم وتمسح على رأس (دعجاء):

هذه القدرة ورثتها عن أمي وأمي ورثتها عن جدتي من قبلها فنحن

نستطيع أن نرى مسيرة ثلاثة أيام ولذلك تجدينني أراقب المدينة كل

يوم من سطح منزلي في الاتجاهات الأربعة وعندما أستشعر بالخطر

أحذر أهل المدينة وتحديدًا قائد الجيش الذي يتولى مباغتة الغزاة قبل

وصولهم لنا.
(دعجاء) ولكن كيف تستطيعين مراقبة الحدود من جميع الجهات

بساتين _عربستان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن