part 2

8.3K 203 40
                                        


الأيام والدقائق في السنة الأولى كالسجين الذي ينتظر الخروج من سجنه وكان الراعي الذي يرحل في الصباح ولا يعود إلا في المساء يعاملها بكل

طيب ومودة بالرغم من أنها كانت جافة معه وتخرج لتنام مع الغنم لحظة وصوله للمنزل لكن مع

دخول السنة الثانية بدأت تألف وجوده وتلين تجاهه وتعامله بلطف ونما بينهما علاقة حب ومودة ولم تمض السنة الثالثة حتى تقدم الراعي لها طالبًا

يدها للزواج فوافقت بالرغم من ترددها في البداية مع نهاية السنة الرابعة بدأت (أفسار) بالتوقف عن حساب الأيام لأنها كانت تشعر بسعادة كبيرة مع الراعي

لدرجة أن فكرة الانتقام لأبيها لم تعد تراودها كالسابق.

حل يوم ومرض فيه الراعي مرضًا شديدا منعه من الخروج لرعي الغنم ذلك اليوم فاضطرت

(أفسار) أن تخرج بنفسها للرعي في الوادي.

كانت في ذلك الوقت حبلى بابنتها (نزيم) وكانت تمشي خلف الأغنام ببطء وهم يبتعدون عنها شيئًا فشيئًا حتى اختفوا عن أنظارها لكنها

كانت مطمئنة بأن الأغنام تستطيع العودة وحدها لبيت الراعي لذلك جلست لتستريح حتى يعود القطيع من الطريق نفسه وبينما كانت جالسة تتأمل في الطبيعة الخلابة التي

كانت حولها ظهر رجل من خلفها وقال:

لو سمحت يا سيدتي هل أجد عندك ما يسد جوعي؟

(أفسار) وهي تلتفت نحوه : من أنت؟

(الرجل): عابر سبيل

(أفسار): هل تعيش هنا؟

(الرجل): لا.. لقد أتيت من (شوشون) بحثًا عن رجل..

(أفسار): عن من تبحث؟

(الرجل): ألن تعطيني بعض الطعام أو لا كي أقوى على الحديث؟

(أفسار): ليس معي سوى القليل من الخبز.. تفضل
الرجل: شكرا ..

تناول الرجل طعامه ثم أكمل حديثه بعد ما

جلس بجانب (أفسار).. (الرجل): أتيت هنا بحثًا عن كبير السحرة في «تخت سليمان» لأني
أريده في أمر ما

(أفسار): وهل وجدته؟

(الرجل): ليس بعد لكني اقتربت على ما أظن

(أفسار): وكيف ستتعرف عليه؟

(الرجل): لا أعرف عنه الكثير لكن بعض من أرشدني لهذا المكان قالوا إنه يسكن في هذه المنطقة في كوخ صغير ويرعى الغنم.

في تلك اللحظة بدأ قلب (أفسار) بالخفقان بقوة وأحست بدوخة واصفر وجهها وكاد يغمى عليها فلاحظ الرجل حالتها وقال:

ماذا بك يا سيدتي هل أنت متعبة ؟

(أفسار): لا لكني مرهقة قليلا من المشي..

بساتين _عربستان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن