part, 18

1.7K 40 0
                                    


(الراعي): هل أنتن مسافرات؟

(ربوح): نعم

(الراعي): إذا من واجبي أن أستضيفكن عندي..

(ربوح) وهي تبتسم : لا داعي لذلك يا عم.

(الراعي): مستحيل.. خذي أمتعتهن يا (خود) وأرشديهن إلى مكان

إقامتنا.

(خود): لا داعي لذلك يا أبي فهن يبدون في عجلة من أمرهن..

صفع الرجل العجوز ابنته وقال:

هل هذا ما علمتك إياه يا (خود)؟!

سكتت (خود) قليلا ثم قالت:

حاضر يا أبي..

عادت (ربوح) للعصبة وعلى وجهها ارتسمت ابتسامة عريضة ثم

تكلمت (هنان) وقالت:

ما الذي فعلته لتجعلي ذلك الرجل يصفع الفتاة المسكينة؟

(ربوح) وهي تبتسم بسخرية:

لم أفعل شيئًا هي التي كانت تعاند أباها ونالت ما تستحق

قامت (دعجاء) من مكانها وقالت:

هيا بنا يجب أن نرحل ونكمل طريقنا ...

(ربوح): لا نستطيع يا عمة فنحن ضيوف على ذلك الراعي هذه

الليلة وهو مصر ولا نريد أن نحرجه(دعجاء): لا وقت لدينا لأن نكون ضيوفًا على أحد يجب أن نتحرك

بسرعة قبل حلول الليل .. اذهبي واعتذري منه بلباقة

(ربوح) : فات الأوان على ذلك .. أرجوك ليلة واحدة فقط ...

(دعجاء): وما الذي يهمك لو ذهبنا معه أم لا؟

(هنان): تريد أن تشمت بتلك الفتاة المسكينة طيلة اليوم

(ربوح): لا دخل لك أيها الصبي في هذا الموضوع !

(دعجاء): ما رأيك أنت يا (رتيكة)؟

أشارت (رتيكة) بيدها بأنها لا تمانع ببقائهن ليلة عند الراعي كضيوف

(دعجاء): حسنا .. سوف نلبي دعوته...

وخلال حديثهن جاءت ابنة الراعي (خود) وقالت:

أمرني أبي أن أحمل حاجياتكن...

(دعجاء): وهل ستحملين حمولة أربع دواب؟

(خود): نعم

(دعجاء): وماذا عن دوابنا ؟

(خود) وهي تبتسم: اتركنها هنا فلن يصيبها أذى...دعجاء): هل أنت مجنونة ؟

(خود): لماذا ؟

دعجاء): نترك دوابنا في منتصف الصحراء ونسير مع أشخاص

أغراب لمكان مجهول ونعطيهم حاجياتنا كذلك ؟

(خود) وما المشكلة ؟

عندها انفجرت (ربوح) بالضحك ورتيكة) كانت تبتسم لكن هنان) لم تعجبها طريقة عمتها في الحديث مع الفتاة فقد كان من الواضح أن الفتاة بسيطة في التفكير ولم تختلط مع الناس كثيرا وقد عاشت على الفطرة طيلة عمرها ولا تفهم معنى الغش أو الكذب وكانت تلك البراءة الزائدة هي التي جعلت (ربوح) تشك في أمرها لأنها لم تر في حياتها شخصا بهذا النقاء. أخبرت (دعجاء) الفتاة بأن تسبقها مع أبيها وهن سوف يلحقن بهما فذهبت وبدأت بتجميع

بساتين _عربستان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن