p, 14

1.7K 62 3
                                    


الأرض وغرست أظافر يدها السليمة في فخذ ( ربوح).

وغاضب وقالت:

أين مالي يا لصوص ؟!

(دعجاء): أموالك في الكيس خلفك ولم نمسها ولم يكن في نيتنا ذلك

فنحن لا نريد مالك...

(فتاة الناي): ماذا تريدان إذا؟

(دعجاء): نريدك أنت..!

(فتاة الناي) : أنا ؟ .. وماذا تريدان مني ؟

شرحت (دعجاء) للفتاة رغبتها بضمها لعصبتها وأنها ترى فيها

القدرة اللازمة على ذلك ثم قالت لها :

من أين لك تلك المهارة؟

(فتاة الناي) قرأت بعض الكتب...

(دعجاء): أنا لم أولد بالأمس يا صغيرتي.. المهارة التي تملكينها لا يمكن الحصول عليها من مجرد قراءة بعض الكتب فهي تحتاج تعليما

من معلم ومعلم بارع أيضًا.

سكتت الفتاة وأدارت وجهها للجهة الأخرى ونزلت دمعة من

عينها ..

(دعجاء): ما بك؟

لم ترد الفتاة عليها وبدأت بالبكاء...

حركت (دعجاء) أصابعها وفكت قيود الفتاة واقتربت منها وقالت

لها:

احكي لي يا ابنتي .. ما الذي يسكن ماضيك ويجر دموعك في الحاضر ؟

بدأت الفتاة بالتحدث وقالت:

اسمي (هنان) وقد كنت أعيش مع عائلتي التي كانت من كبار العائلات في «معين) وكانت تجارة أهلي في البهارات واللبان سبب ثرائهم وارتقاء شأنهم في البلاد لذلك كنت من الفتيات المدللات بين أسرتي وقبيلتي حتى جاء ذلك اليوم عندما كنت في الرابعة عشرة من

عمري ورأيته.

(دعجاء): .. رأيت من ؟

(هنان) رأيت شابا عندما كنت أسير في السوق مع اثنين من الحراس الذين عينهم أبي لحراستي. كان وجهه مشرقا وكان مبتسما وهو يمازح البائع الذي كان يعرض عليه بضاعته.. خطف قلبي.. ضاقت أنفاسي.. لم أستطع الكلام.. فالحب قد يعمي الأبصار لكن

الفتنة تخرس الألسنة حتى أن الحارسين ظنا أني مريضة وعرضا علي
إرجاعي للمنزل لكني رفضت وبقيت أحدق بوجهه الجميل حتى رحل. تبعته لأعرف مكان إقامته وبالفعل حددت المكان واكتشفت أنه من خارج المدينة لأنه كان يقيم في مكان مستأجر فعدت المنزلي بنية

العودة إليه ليلا.

(دعجاء): ماذا كانت نيتك بالعودة إليه ؟

(هنان): لم أكن أفكر وقتها إلا برغبتي في رؤيته مرة أخرى والحديث

بساتين _عربستان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن