p, 15

2.5K 75 3
                                    

(هنان): أرجوك لا أملك الكثير من الوقت فصديقي يحتضر بين الحياة

والموت ويحتاج للمساعدة..

(الرجل): وما هو الثمن الذي ستدفعينه في المقابل ؟

(هنان) كم تريد.. أستطيع أن أدفع لك أي قدر من المال تطلبه !

(الرجل): المال لا ينفعني هنا فأنا رجل اخترت الاعتزال عن الحاجات

المادية لكني أشتاق للحاجات الجسدية...

وقفت (هنان) مذعورة ووضعت يديها على صدرها وقالت: ماذا

تقصد؟!

(الرجل): أريد أن تشاركيني فراشي الليلة وفي الصباح سوف أدلك

على مكان الساحر الآخر ..

(هنان): مستحيل !! .. لا أريد مساعدتك سوف أجده كما وجدتك !

(الرجل): لن تجديه فهو يجيد الاختباء ولا يمكن لأحد أن يجده

دون إرشاد حتى صديقك احتاج لمساعدتي لإيجاده والوقت يمضي

وصديقك لا يملك الكثير من الوقت.

(هنان): أرجوك.. اطلب أي شيء آخر وسوف أنفذه لك !

(الرجل): ليس لديك شيء آخر أحتاجه..

بقيت أفكر وأتذكر حال معشوقي الذي يتألم وقررت في النهاية أن

أضحي بنفسي لأجله..

بعد انقضاء تلك الليلة المشؤومة أرشدني الساحر في الصباح لمكان

الساحر الآخر الذي يقطن الجبل وقال:

توجهي جنوبًا حتى تجدي صخرة كبيرة على شكل رأس وقفي

عندها وقولي:

أتيتك من بعيد لأخذ من علمك وأستزيد

وسيظهر لك الساحر ...

نفذت ما أخبرني به الساحر وبالفعل ظهر لي الساحر الآخر وقال:

اختصري في القول..»

أخبرته بما أريد وحاولت الاختصار قدر الإمكان ثم قال: كل من يأخذ من علمي يأخذ معه شيئًا من لعنتي

فلم أفهم معنى كلامه لكني وافقت...

أخبرني الساحر بأن الطلسم قد رفع عن معشوقي فشكرته وهممت

بالرحيل لكن بمجرد أن أدرت ظهري له سمعته يقول:

لا تنسي أن تأخذي لعنتك معك».. ثم اختفى..

بدأت بالجري عائدة للمدينة وكان الصباح في أوله لكني لم أستطع العودة لأن الجبل أصبح كالمتاهة وكلما حاولت الخروج عدت من
الطريق نفسه وكنت خلال بحثي أمر بكهف ذلك الساحر الذي صلب عذريتي لكني لم أدخل ولم أحاول التواصل معه. بقيت أحاول الخروج من الجبل بلا جدوى حتى أرهقني التعب وسقطت على الأرض وغططت في نوم عميق. استيقظت لأجد نفسي في كهف الساحر وهو يجلس عند فوهة الكهف أمام ناره كما وجدته أول مرة.

بساتين _عربستان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن