『1』

105 9 10
                                    

الاجواء ممطرة و الجميع واقف بردائهم الاسود الرسمي هناك من يحمل زهورا و هناك من من يبكي بصمت و الجميع يحمل مظلاته... لا يسمع صوت من احد و كل ما تلتقطه الآذان الا صوت ارتطام قطرات المطر بالأرض...

وصلت سيارته الفاحمة و ترجل منها بخطوات ثابتة بلا شيء يقيه من المطر خلع نظارته و وضعها بجيبه و اخذ من مساعده باقة الزهور البيضاء و وضعها على قبر من امامه مكتوب على شاهده اسم من دفن فتحته...

"سهيله عبد الرحمن الأندلسي"

وضع الزهور و قال ما بصدره بلا خجل من من يحيطوه

"رحمك الله يا من امتلكت قلبي... كنتٍ زوجتي و ام طفلي و من اسعد حياتي"

نهض و اعاد نظارته على وجهه و اكمل خطواته ناحية سيارته مجددا و صعد للسيارة بلا ان يأخذ عزائها حتى بلا ان يرد على الصحافة بلا ان يستمع الى كلمات احد من اهله او اهلها هو فقط عاد للمنزل و حينما رأى طفله هو تقدم و ضمه له...

" انت بخير بابا؟

سأل بلطفه الشديد ليومئ والده و ينظر لعينيه التي ورثها من امه

" حبيبي...
"نعم؟
" هلا ذهبت لتنام قليلا؟ غدا لدينا يوم طويل..
"حاضر...

قالها و ذهب لغرفته و خرجت مربيته تقابل رب عملها

" هل سأل عن امه؟
"الحقيقة سيدي انه لا يسأل عنها كثيرا..
"لماذا؟
" السيده سهيله لم تكن تبقى بالمنزل معظم الوقت سيدي لذا انا من كان يهتم به...
"شكرا لك...
"سيدي... كما ترى انا على وشك الولادة من سيهتم بساجد؟
"سأحاول ان انسق مع مساعدة مؤقتة لحين رجوعك
" حسنا سيدي ارجوك احرص على ان تكون لطيفه قم بوضع كاميرات مراقبة في المنزل...
"انت مراعية جدا يا اسماء... حسنا سأفعل...

اسماء... انها ابنة مربيته و بالتالي صارت مربية ابنه لذا هو يثق فيها و يعتبرها صديقته و هي اول من حمل ساجد حينما ولد...

"عمر.... هل تركت العزاء و اتيت؟ عيب يا ولدي

قالتها مربيته التي ترتدي الاسود و ترى من ربته في حالته تلك... لكن رغما عنه عليه ان يقف و يأخذ عزاء زوجته

" اجل... لا اصدق ان من أخذ عزائها هي من عشقها قلبي... لا احتمل يا امي..

مجيده... انها مربية بطلنا عمر... هي اخذته من ساعدت والدته على الولادة و حملته مباشرة بعد خروجه من رحمها.. لذا هي امه الثانيه و هي الأحق بمناداتها ام له...

اما عن عمر.... فسيظهر من هو...

الليل اسدل ستاره و القمر يتوسط السماء و هو يضع السيجارة بين شفتيه يستنشق سمها و يزفره بهدوء شديد لعله يخرج ما بقبله من حزن

مقدستيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن