"هل أعجبك الخاتم، أظنه يناسبك!"، خاطبها مالك و عيناه اللامعتين تطفقان سعادة.
رفرفت برمشاها من شدة الإرتباك وهي تطالع أصابعه التي ضمت كفها المخملي باحكام ثم حدقت في بنصرها الأيسر المقيد بهذا الخاتم المطعم بالذهب الأبيض و حوافه المكسوة بالتبر المذهب، تتوسطه قطعة لامعة من الألماس..
الحقيقة أن شراء الألماس ليس من عادات التونسيين، لذلك كان وقع ثمنه مصدر ذهول لهنّ، فسِعْر القيراط تجاوز الثمانية آلاف دولار، ممّا جعلها تومئ في صمت دون أن تنبس ببنت شفة..ابتسمت دليلة وهي تسحب يد ابنتها من يده قائلة :" ماشاء الله حبيبتي ... إنه رائع!"
ثم رفعت بصرها إليه و استطردت قائلة:" و الله إنك تكلف نفسك يا بني! لا يستحق الأمر كل هذه المصاريف! المهم أن تهنئا بالعيش معا!".ابتسم مالك و أجابها بشيء من الخجل:" إنها تستحق ذلك يا أمي .. آه .. اسمحي لي بأن أناديك أمي!".
ادمعت عينا دليلة واقتربت منه تضمه إلى صدرها قائلة :" طبعا .. أنا أمك بني!"..
تبادلت ملكة و درة النظرات القلقة في حوار صامت، بعيدا عن مجاملات والدتها و خطيبها و أحاديث صاحب المحل الذي ظفر بربح سيغطي مصاريفه لسنة أو أكثر...
دفع مالك الفاتورة و أمسك كيس المشتريات الثمينة من يد البائع ثم القى عينا سريعة على ساعة يده و اقترح قائلا:" إنها الحادية عشر صباحا... ما رأيكم أن نقوم بجولة صغيرة في أزقة سوق البِرْكَة، ثم نمر على العطّارين و الشّوّاشين و بعدها نتناول الغداء في 'دار الجلد' "...
سوق البركة
سوق العطارين
أنت تقرأ
رواية لا ترحل !.. ® بقلم درصاف الذيب
Romanceألا تجلسين لخمس دقائق أخرى ؟ ففي القلب شيء كثير وحزن كثير.. وليس من السهل قتل العواطف في لحظات.. وإلقاء حبك في سلة المهملات. - نزار قباني