الفصل 17

50 4 0
                                    


كل عام و انتم بخير و صحة، اتمنى لكم سنة جديدة مليئة بالحب و النجاح و الرزق، كما أتمنى لفلسطين و أهل غزة الحرية و الإزدهار...
أعزائي لقد بدأت نشر الروايات على منصة دريمي، يمكنكم أيضا التفاعل هناك لمزيد الدعم و التشجيع و شكرا...
قراءة ممتعة
*******************************

فتحت الباب...
حدقت فيه بعينين ثابتتين و تجلدت بهدوء نافى ما يميز بصدرها و يفتك بعقلها...
قالت بصوت مبحوح:" مرحبا .. أخي!"..

"أخي !".. تعلم جيدا وقع هذه الكلمة عليه...
ابتلع ريقه عند سماعها وارتعش جفنه الأيسر، حدث نفسه متيقنا:" إذا أنت غاضبة! "...
لكنه ابتسم، ثم هرب بعينيه في نقطة ما في الرواق بعيدا عن سحر شهلاوتيها، حمحم ثم عاد يجيبها بذات الثبوت :" مرحبا! لم أكن أعلم بعودتك! كيف حالك؟" ..

لم تجبه..
رآها حين كورت قبضتها كأنها تريد لكمه، ولكن ما لفت انتباهه هما عيناها اللتان كانتا شاخصتين فيه و جسدها المتيبس أمام الباب...
ارتبك من الصمت القاتل المحيط بهما و ضل ساكنا في مكانه و هو يدقق النظر فيها، يفحصها بنظرة طبيب متمرس..
" خسرت وزنا كثيرا" خاطب نفسه بقلق ...

حمحم مرتبكا هو يرفع يده و يلوح بكيس كان يحمله، به علبة مرطبات...
قال مبتسما مشيرا إليها وهو يتقدم بضع خطوات:" هل نحتسي القهوة؟"..

تحركت فجأة من مكانها، وقفت معرضة بجسدها، توارب باب شقتها و أجابت بصوت مبحوح أثر التوتر الذي كان يعتريها:" ليس هنالك قهوة! كما أن وجودك هنا في هذه الساعة التأخرة، سيتسبب لك بمشاكل مع زوجتك!"..

حدق في ساعته و كانت تشير إلى الثامنة مساء دون أن يعقب عما قالته...
ثم استدرك الأمر و هو يحد النظر فيها :" لا أظنها ستغضب! ألست أخاك؟!"..

تحركت إلى الخلف بغضب و صفقت الباب في وجهه و صاحت قائلة من خلفه :" خالد ! عد إلى زوجتك! ما عاد يجمعنا شيء و لا حتى مرارة القهوة".

لقد أغلقت الباب في وجهه!... آخر شيء كان يتوقعه منها عند هذا المساء ...
حدق في الباب و هو يطبق بقبضته على الكيس ثم نظر إلى ما تحمله يداه و زم شفتيه مخاطبا نفسه بحنق:" لا فائدة من الحديث!" ..

تقدم خطوات نحوه ثم علق الكيس بالمقبض و هتف إليها قائلا:" أعلم أنك وراء الباب!"..
أدرك أنها لن تجيبه رغم احساسه بأنفاسها الحادة المتواترة، فأردف قائلا:"حسنا! هنالك تفسير لكل ما حدث! لكنك غاضبة الآن!"..

أضاف وهو يضع جبينه على خشب الفاصل بينهما وقال:" إن احتجت شيئا فلا تترددي في طلبه مني و اعتني بنفسك جيدا"...

تجمعت الدموع وهي تسمع وقع خطواته المبتعدة حتى اختفت...
همست من بين عبراتها :" لقد رحل!"..

أسرعت تفتح الباب لترى أثره وقد سال دمع من عيناها...
لقد رحل ببساطة!..
ظنت بأنه سيصرخ معلنا حبه، ظنت بأنه ربما يتوسلها أن تفتح له الباب، اعتقدت و تمنت لو يسألها السماح ...

رواية لا ترحل !.. ®  بقلم درصاف الذيبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن