الفصل 6

154 5 0
                                    

مضى الوقت برفقتها مسليا، سلسا و ممتعا، استقلا المصعد سويا نحو الشقة..
وقف سعد حذو الباب متأملا و لم يقدر على إشاحة بصره عنها، فشيء ما يخصها شحذ غرائزه و جذبه إليها كالمغناطيس دون أن يعلم كنهه... لقد شيئا جديد لا يقدر على تحديده أو تصنيفه أو وصفه، جعله مدمنا وجودها و يتمنى لو يطول الأمر أكثر..

ليس حبا! طبعا ليس حب!..
فهذا مستحيل على رجل مثله، رجل محصن من كل النساء، لكنه يجزم حتما بأنه فتنة شيطان..
إنه كذلك!..
كأنها مخدر قوي يتفاعل بشراسة مهيجا دقات قلبه فكلما رست عيناه على تفاصيلها البريئة وهي منزوية بين جدار المصعد و المرآة مطأطأة رأسها ، تناكفه رغبة عارمة في معابثتها كي يظفر بلمحة من خجلها الغريب..
كان مستمتعا بانعكاس صورتها، يتأملها و هي تهرب بنظراتها عن مرمى عينيه القناصتين، فمنذ الغداء تغير كل شيء و صار الأمر ممتعا!..
نعم إنه كذلك!..
بل غدا مثيرا و دون أن يخلو من الخوف فدفاعاته الرجولية تدرك بأن جمالها خطير يسلط عليه تعويذة ساحرة و مرهقة لكل ذرة من جسده مكدرة عقله و مشاعره بشتى أنواع اللوم..

تأمل كل خصلة من شعرها الأسود الكحيل الذي ذاب كالحبر مع لون فستانها، ثم رفع نظره نحو رمشيها الكثيفين فتبين حديهما و كانتا كالنبال الحادة ترسم جفنيها..
تقاطعت نظراته بشهلاوتيها فتسرب سحرهما إليه بخبث و دون مقاومة نجحتا في سبي عقله !..

رفرفت برمشيها!..

"اللعنة!..
شتمت بصمت،لقد أحرجها بنظراته الجريئة و جعلها تصطبغ بحمرة زهرية وردت وجنتيها..

حمحمت ترفع يدها و مسحت بأناملها العصبية أسفل أذنها و استأنفت تُسيِّر أصابعها بتوتر كامن تمررها على عنقها لترسو أخيرا على عظمة الترقوة..

انتبه حينها إلى تلك التفاصيل الدقيقة فرغم رشاقتها فإن الفجوة بين العضمين، لم تكن غائرة و كذلك عظام وجهها و جسدها لم تكن بارزة بل كستها بوضوح طبقة هامة من العضلات، أمعن النظر و تأملاها من رأسها إلى أخمص قدميها..

همس همسة صغيرة متحشرجة:" ما شاء الله"..

انتبهت إلى ذلك فاخفضت رمشيها نحو الأرض و اردفت متلعثمة:" احم... ه ه..هل ..هل هنالك شيء!"..

اتسعت ابتسامته و هو يخاطب نفسه:" اللعنة على خجلك!"..

لا ينكر أنها اصبحت خلال اثنين و أربعين ساعة متعته الخاصة، بتوليفة غريبة من التناقضات هيجت فضوله و كأنها بهار حار يلهب جوعه إلى المزيد و المزيد.
يجزم بأن خجلها سينتفي دون رجعة مع أول زلة لسان فجة يلفظها ثغرها المتورد و طبعا سترفع بذلك ضغطه لأبعد الحدود..

لا ينكر أن نظراتها المتقدة تدفع بداخله جرعة مثيرة من الأدرينالين وكذلك طموحاتها الغريبة و أفكارها المجنونة المتصابية، تندفع نحوه و تحقنه بجرعة إضافية من الدوبانين تجعله حقا في قمة الإنتشاء!.

رواية لا ترحل !.. ®  بقلم درصاف الذيبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن