الفصل الخامس والثلاثون
صدفة
توقفتُ للحظة ، تركت الكرسي لأقف بالقرب من النافذة ، حدقت بي الطبيبة ولم يكن بيننا أي إتصال ، حتى عدتُ للجلوس مجدداً ، فوضعت كتابها جانباً ووضعت رجلاً فوق الأخرى قائلة
-هل مات غورين ؟
لحظاتٌ من هذا السؤال حتى بدأتُ أضحك بشكل مخيف ، وضعت كلتا يداي على وجهي محاولاً كتم ضحكتي المُخيفة ، يا لي من شخص مجنون إنه ليس الوقت المناسب لهذا ، كان إلى جانبي كأسٌ من القهوة ، فتراجعت ضحكاتي وتبدل وجهي ، راسماً نبرة الغضب فحملتُ الكوب وألقيتُه على الأرض صارخاً
-لم أتمكن من فعل ذلك ، لقد شعرتُ بهالة مخيفة تحيط بي
حدقت الطبيبة بالزجاج المكسور على الأرض ومن ثم رفعت رأسها لتقول
-ماذا تقصد؟
-إنه شعورٌ يتملكني مؤخراً ، هنالك شيء يحاول خنقي كلما أردتُ أن أفكر بنفسي فقط ، أشعر بأن هنالك يدان تلتفان حول عنقي ، فأشعر أن أنفاسي تتراجع ، كنتُ أريد موته لكنني أسرعت لإنقاذه
-أخبرني بالتفاصيل من فضلك
-مجرد شعوري بهذه الهالة ، أسرعت نحو الطبيبان قائلاً
-بأي فرصة ، إنها لم توافق حتى ، إنكما تخرقان القانون ، عليكما الحصول على توقيع أحد أفراد عائلته ، وذلك بحكم أنه غير واعٍ ، بإمكاني الذهاب إلى المحكمة ورفع قضية عليكما .
-عفواً هل أنتَ أحد أفراد عائلته
كنتُ على وشكِ بأن أجيب بلا ، حتى صرخت والدة غورين قائلة
-إنه شقيقه
-إذاً أنت تعرف أننا في حالة حرجة وعلى الجميع أن يتلقى العلاج ، وهنالك الكثير من الجرحى الذين بحاجة إلى غرفة الإنعاش ، فلو تكرمت سيدي أعطنا الموافقة على فك الأجهزة عن المريض لمساعدة مَن هم بالحاجة للعلاج حالياً ولديهم فرصة في النجاة
-لن أتخلى عن شقيقي مهما حدث ، إنه كباقي المرضى بحاجةٍ للعلاج ، ولديه فرصة كبيرة في النجاة ، إن كنت بحاجة لغرفة أخرى فسأدفع لك المال وإبني غرفة إنعاش أخرى .
-من فضلك سيدي الأمرُ طاريء هذه المرة
-وأنا لن أغير قراري ، وإفعل ما تشاء فأنا مستعد لرفع قضية ضدك
إنسحب الطبيبان ، مع أنني كنتُ أعتقد بأن كلامي هذا لا معنى له في مجال الطب ،كنتُ أريد المغادرة لتُمسك بي والدة غورين ، لألتفت لها بينما عيناي تلونتا باللون الأحمر لتضع كلتا يديها المرتجفتان على وجهي قائلة
-تميم ...أليس كذلك
أمسكت كلتا يديها مُحاولاً إبعادَهما عني، فإنهمرت الدموع من عينيها قائلة
أنت تقرأ
الهروب إلى الأحلام🖤
Spiritualبقلم noor💚 (مكتملة) كان عليها أن تجد مَلجأها ، لا عائلة إحتضنتها ولا زوجٌ يرحمها ، فأخذتها أفكارها نحو عالم الخيال الذي لم يَكن كذلك ، لقد وقعت في حب شخصية صنعتها بعقلها لكنها أيضاً كانت شخصيةً حقيقية ، بدأت هذه الشخصية تقتحم عالمها وبكل عشقً تمنت...