بدايات مزعزعة (الفصل جانبي الأول)

207 15 10
                                    

سلسلة الفصول الخاصة

بدايات مزعزعة

أيامٌ تمضي وسنين تختفي ، وألقي معها نفسي الدفينة ،لم تكن حياتي تلك الحياة التي أتمناها لأحد لكنني بدأت أخطو نحو مستقبلٍ يختلف كل الإختلاف عن الماضي المزعج ، كلما حدقت بنفسي عبر مرآتي لأجد إختلافاً شاسعاً بات يتغلغل في عروقي ، لا أعلم إن كان بإمكاني إيصال شعوري لكم ...لكنه شعورٌ رائع حيث بدأت أتنفس الهواء بدل الغرق والإنجراف بأحزاني نحو قاعٍ مظلم ، لم أكن أملك بداخلي أي ذرة أمل أو رغبة في إلتقاط شيء من الحياة لكن ماذا عن الأن؟

بدأت حياتي تنجرف نحو بيئة خضراء تشرق بألوانٍ دافئة تدغدغ وجنتاي لأبتسم تلك الإبتسامة التي إفتقدتها منذ زمن .

إنها ليست الحياة الوردية التي قد تتمناها أي فتاة لكنها حياة ترضيني كسرينا ، الفتاة التي حلمت بنيلِ جزءاً من كبريائها وإن كان الحصول عليه مستحيلاً ، فالقليل خيرٌ من لا شيء .

-----------------

ضوءٌ مزعج تمكن من التسلل عبر نافذة غرفتي المُطلة على بوابة المنزل الكبيرة ، كان الضوء ساطعاً فسرق مني رغبتي في البقاء مستلقية ، لأنهض أفرك عيني اليُمنى أطالع جسداً دافئاً كان يستقر إلى جانبي ،إبتسمتُ عندما رأيت وضعيته المضحكة حيث كان يعلم بأن اشعة الشمس سوف تتسلل كالعادة إلى الغرفة فقرر دفن رأسه بكومة من الوسائد .

فهذه عادة تميم حيث يحب أن يكون السرير مليء بالوسائد البيضاء وكأنه نائمٌ على كومةٍ من الغيوم

مجرد النظر إليه بهذا الشكل يجعلني أُنفي انه رجلٍ متسلط فلديه جانبٌ لطيف بدأت أعتاد عليه في مكوثي برفقته .

تدلى شعري الذي بات أطول مما سبق على كتفي عندما أنحنيتُ أقوم بهز تميم على أمل أن يستيقظ وكما العادة تميم شخصٌ بنوم خفيف ، مجرد لمسه أثناء نومه ينتفض جسده بسرعة ويفتح عينيه بإتساعهما وكأنه مستعدٌ لأي شيء .

أصدر أنيناً منزعجاً وهو لا يزال يدفن رأسه عبر الوسائد لأقول بإسترخاء

-توقف يا تميم عن الكسل وهيا إستيقظ فبإنتظارك عملٌ شاق .

إستمريتُ بهزه حتى إلتفت لي يحدق بي بعيناه النعستان وشعره الأشقر المتدلي على جبينه الذي يبدو كخيوط الذهب عندما تلامسه الشمس ليرسم تلك الإبتسامة المثيرة جراء التحديق بي لأقول مازحة

-من النادر رؤيتك بمزاج جيد سيد تميم .

تحركت يده بإتجاه شعري المتدلي ليُمسك خصلةً من شعري الأسود الذي يتخلله اللون البندقي وبدأ يلعب بشعري عبر أنامله ولم يقل اي كلمة ، تسمرتُ مكاني أحدق بتعابيره الهادئة فتوسعت عيناه فجأة ونهض بطريقة أدهشتني ليبحث عن هاتفه حيثُ إلتقطه عن الدولاب الملازم لسرير وحدق ببهاتفه لثوانية ليقول بصوت حاد

الهروب إلى الأحلام🖤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن