وأخيراً عناقٌ دافيء من غورين(41)

683 64 49
                                    

الفصل الواحد والأربعين

واخيراً عناقٌ دافيء من غورين

كان الجو بارداً ، كنتُ ألتقط أنفاسي بينما البخار يخرج من فمي المرتعش ، ذلك الصوت الذي سمعته وذِكره للحديقة جعلني أتأكد أنه غورين ، فمن غيره يعرف بأمر الحديقة ، عندما رفعتُ رأسي لرؤيته وجدته بهيئته الحقيقية التي أراني إياها في عالم الأحلام ، كان ينتظرني بهذا البرد في الحديقة ،إقتربتُ أكثر وأكثر بينما هو بالتالي بادلني الإقتراب ، رفعتُ يداي المرتجفتان وبدأت يداي تتفحص وجهه البارد ، عندها أيقنتُ أن هذا هو غورين ، أنزلتُ يداي ببطيء بينما إكتفى بالنظر لي ، فصنعتُ قبضة بيدي وقمتُ بضربه على صدره قائلة بصوتٍ مُرتجف

-غو...غورين هذا أنت حقاً !

يا لي من بسيطة ، لا أستطيع شرح ما هذه المشاعر المُختلطة التي بدأت تجتاح قلبي ، لا أستطيع شرح ما في قلبي ، لذلك لم يكن لدي خيارٌ سوى البكاء علّ كلماتي تصل لغورين ، ولم أستطع معاتبته إكتفيتُ بضربه بتلك القبضة الرقيقة ، حتى قام بلف يديه حولي ، معانقاً لجسدي قائلاً

-أنا أسف

-لقد إنتظرتك ، لكي توضح لي أو حتى تعتذر، لقد عُدتُ للقائك ،لكنك لم تأتي ، أتعلم كم بكيتُ لأجلك ، أنا حتى إنني إعتقدتُ أنه قد اصابك مكروه أو أنك لست على قيد الحياة ، لقد كنتُ خائفة ، ولم استطع إخراجك من رأسي .

-أعلم أن إعتذاري قد يكون بلا قيمة الأن ، لكن الوقت لم يفت أليس كذلك؟

-لقد أحببتك يا غورين ، لكن لماذا عُدت بينما أنت لا تبادلني الشعور؟

أخبرني ماذا تريد مني ؟ما عُدتُ تلك الفتاة التي تجدها كي تقضي وقتك الممل

-أنا لم أكن أريد قول ذلك ، كانت وسيلة لكي تبتعدي عني لكنني الأن لا أريدك أن تلتفتي لما قلته في ذلك اليوم

أمسكتُ بسترة غورين السوداء بقوة بينما كنتُ لا أزال أخفي وجهي بعناقه القوي ، شعرتُ بالقشعريرة في قدمي كلما تذكرت ما حصل ذلك اليوم ، فقلت بصوت منخفظ

-ما...ماذا تعني بكلامك

- لقد كنتُ أعتصر ندماً وخوفاً أيضاً ، لقد قلتُ كلاماً لم اريد قوله ، لقد تعاليتُ على مشاعري فقط لأنني لا أريدك أن ترتبطي برجلٍ فاشلٌ مثلي ، هل كنتِ ستكونين سعيدة بإنتظار رجلٍ قد تسمعين مماته يوماً ما ؟

كان عليكِ المُضي قدماً لأنني في ذلك اليوم لم أكن أريد ان أكون سعيداً بإستغلالك ، لأنك الوحيدة من تمكنت من سرقة تفكيري ، وكنتِ الأقرب لقلبي ، لقد أوقعتني بشباكك سرينا أنا مُغرمٌ وعاشقٌ لكل شيءٍ فيكي .

كنتُ متفاجئة ، والغرور أصاب قلبي ، إبتعدتُ عن غورين مسافة قدمٍ واحدة وحدقتُ بعيناه التي بدأت تأخذ لوناً مُحمراً ، لأول مرة أجدُ شخصاً ينظر في سعادتي قبل سعادته ، لقد إختارني بالرغم من كوني مُنطفئة ، لم يُنقص يوماً من قدراتي ، أمن بي ، ورق قلبه لسماع حكاياتي ، كان الشخص الوحيد الذي يُضمدُ جروحي بالرغم من كونه مليء بالخدوش

الهروب إلى الأحلام🖤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن