فصل جانبي الثاني

157 13 7
                                    

الفصل الجانبي الثاني

أمرٌ مفاجيء

مَن كان ليُصدق أمراً كهذا ، حياة خالية من أي جنون ، هدوءٌ وسكينة لم أكن سأعتاد عليه يوماً ما ، يا لهذه الحياة المثالية التي لا أعلم إن كنتُ أستحقها .

لكن كانت هذه الحياة الهادئة قبل أن تصبح سرينا بشهورها الأخيرة من الحمل ، إنها تصبح في بعض الأحيان الأشد غضباً وهذا أمرٌ طبيعي فهي متوترة لا أكثر

لكن أصبح من الصعب مُجارات تقلب مزاجها ،حتى إنها بدأت تُلقي بعض الأوامر لي ،تلك المرآة التي كانت تخشى الطلب أصبحت أكثر من يسيطر على أجواء المنزل .

كنتُ أراجع دفتر الديون ، وفي إنتظار شاحنة النقل عندما سمعتُ صوت هاتفي يرن للمرة الثانية فإلتقطه بإنزعاج لأجد أن المتصل سرينا ، فإتسعت عيناي فأعطيتُ الدفتر لمراد وإلتفتُ مبتعداً عن الجميع لكي أكلمها على إنفراد ،عندها سألتها عن سبب الإتصال لتقول منزعجة

-أنت لا تُجيب على إتصالاتي بسرعة .

قلت بنفاذ صبر

-فلتدخلي بصلب الموضوع فأنا مُنشغل .

-أنا أريد تناول المثلجات .

تنهدت بإنزعاج لأقول بصوت غليظ

-سوف أحضر لك ما تريدين عندما أعود من العمل .

وبصوت صاخب قالت

-كلا ، كلا أنا أريد الأن .

-وضعت يدي على جبيني قائلاً

-حسناً سوف أطلب من مراد أن يحضر ما تريدين الأن .

قالت بإنزعاج

-كلا لا أريد أن يُحضرَ مراد لي شيئاً لأنني أريد الخروج وتناول المثلجات في الخارج .

ضحكت ساخراً

-عما تتحدثين يا سرينا ، ليس لدي الوقت لأخذك الأن فأنا على وشك عقد صفقة مهمة كما تعلمين ولا وقت لألاعيبك السخيفة ، فلتكوني راشدة ولو قليلاً وإنتظري حتى عودتي من العمل .

هدأت قليلاً فشعرت بسوء كلماتي يا لي من غبي لا يَعرف كيف يُكلم النساء لذلك ناديت إسمها بهدوء لتقول بصوت مرتجف

-أعلمت لماذا لا أجروء على طلب شيءٍ منك .

قالتها لأشعر بإهانة قد لامست كبريائي ، ماذا تقصد بكلامها ، هل تحاول القول أنني بأقوال لا أفعال ، يا لها من جريئة ، وها أنا أتراجع عن حساباتي وقراري المُربح بإختيار قرارٍ لإرضاء زوجتي المنزعجة قائلاً

-سأكون أمام المنزل خلال دقائق

ماذا حل لرجل الغير مبالي ؟ لا تسألوني فأنا لا أعلم حقاً .

فقد تغيرت أولوياتي وإن كان من الصعب قول ذلك ، فأنا الأن أتصرف بدافعٍ من قلبي لا عقلي ،إنها تستنفذ قواي بصوتها الرقيق ، كلما كانت خائبة كلما شعرتُ أنني يجب أن أتصرف ،لم يكن إسعادها من أولوياتي يوماً لكن ماذا أقول ؟ يا ترى أفعالي بدافع مَاذا لا يمكنني الجزم ؟عله سحر سرينا .

الهروب إلى الأحلام🖤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن