الفصل التاسع عشر
مواجهة سيف
فجأة رأيت الرجل مجدداً يقترب نحوي وبسبب الضوء الخافت لا أستطيع رؤيت وجهه ، إستيقظت من الخوف مجدداً ، لماذا أعيش نفس الحلم مجدداً ، إن قلبي يتسارع ، أريد الماء
أردت أن أمسك الكأس الذي بجانبي لكن يداي ترتجفان فأسقطت الكأس وإمتلأت الأرض بالزجاج ، لحظات حتى فتحت سرينا الباب قلقة فأسرعت نحوي قائلة-هل تأذيت ، ما الذي حصل هنا
وبوجه خائف يتصبب عرقاً قلت لها
-أنا بخير ، فقط أبتعدي عني
كانت تنظر لي بنظراتها المعتادة بل إزدادت لطافة على غير العادة ، فقلت لي بنبرة خائفة
-تميم هل حقاً أنت بخير ، وجهك غريب ، إنه يتلون باللون الأصفر كما لو أنك مريض
شعرت بأنها تُشفق علي ، لم يعجبني الأمر فصرخت بها قائلاً
-قلت أني بخير ، أبعدي يديكي عني
أجابتني بتلك النبرة الباردة الخالية من المشاعر قائلة
-حسناً كما تريد ، سأعود لغرفتي
سرينا إلتقطت الزجاج عن الأرض وأحضرت لي كأساً أخر ، نظرت لي وكأنها تشعر أني أخفي شيء ، ثم إبتعدت عن سريري متوجها نحو الباب
هناك صراعٌ داخلي ، أعني لا أريدها أن تذهب ، لا أريد البقاء وحدي ، لا أريد رؤيت ذلك الكابوس مجدداً ، لحظات حتى خرجت كلماتٌ لم أصدق أنني سأقولها يوماً-سرينا لا تذهبي ، فلتنامي اليوم في غرفتي
إلتفتت لي وعلامات الدهشة قد تملكت فأجابتني بصوت مرتجف-تميم ، أأنت بخير؟
أشحتُ بنظراتي جانباً ،بحيث امتنعت عن لقاء الأعين وقلت هامساً-سرينا لا يمكنني النوم وحدي
صنعت ذلك الوجه الذي على وشك أن يتذلل أمامها ، إن رفضت سأقوم بالإنحناء أمامها طالباً بقائها معي ، ما الذي يحصل معي بحق السماء لم أتذلل يوماً أمام أحد منذ زمن طويل ولم تخرج من فمي كلمة تدل على أنني بحاجة للمساعدة ، فسحقاً ماذا يجري معي
لكن على عكس ما توقعته إقتربت من سريري وقد جلست على حوافه تحدق بي قائلة-تميم هل تشعر بالمرض ؟ سأكون إلى جانبك هذه الليلة فلا تقلق
تلك الكلمات وذلك القلب اللعين الذي تمتلكه ،لم أستطع قول كلمة جارحة لها وإكتفيت بقول
-لا أشعر بالمرض لكنني لا أستطيع النوم
إبتسمت تلك الإبتسامة الدافئة لي ، فشعرت بألم إجتاح صدري ، لا أستطيع التوقف عن التحديق بها وإلى تلك الكدمات بيدها ، شعورٌ يكاد يخنقني لقد كنت أسواء من حيوان
أشاحت ببصرها عني وكأنها تفكر بشيء ما ، وضعت أحد أناملها عند ثغرها ومن ثم قالت بحماس
أنت تقرأ
الهروب إلى الأحلام🖤
Espiritualبقلم noor💚 (مكتملة) كان عليها أن تجد مَلجأها ، لا عائلة إحتضنتها ولا زوجٌ يرحمها ، فأخذتها أفكارها نحو عالم الخيال الذي لم يَكن كذلك ، لقد وقعت في حب شخصية صنعتها بعقلها لكنها أيضاً كانت شخصيةً حقيقية ، بدأت هذه الشخصية تقتحم عالمها وبكل عشقً تمنت...