الفصل الثاني والأربعون
كان عليّ الإختيار .
الحال الذي وصل بها تميم ، ليست ما أرغب به ، إن هنالك الكثير من الأمور التي لم تعد منطقية ، أشعر وكأن الجميع يكافح لكن بلا مغزى ، عشتُ مع هذه العائلة فترة ليست ببسيطة ويمكنني القول أنني أصبحتُ جزءاً منها ، لكن لأكون صريحاً علاقتهم بعيدة جداً عن أن تكون عائلة ، هنالك لغزٌ قضيتُ به حياتي أحاول إيجاده لكن إكتشفتُ أنني وقعتُ في دوامة الألغاز بحيث أصبح بحوزتي الكثير من الأسئلة بدون أجوبة
عائلة تحكمها إمرأة ، إنه لأمر ليس غريب بالنسبة للبعض ، لكن هذه الإمرأة تلتف حولها دوامةٌ من الألغاز ، لا يستطيع أي أحدٍ تفسير الذي تخطط له ، تنبعث منها غيمة قاتمة ، تنتشر في أرجاء أي مكان تدخله، إختياراتها وإن كانت صائبة بالنسبة لها ، فإنها لا تكترث إن كانت هذه الخيارات ليس بصالح أبنائها .
نرجس إمرأة تبدو ذكية وكذلك مُخيفة لديها كبرياء قاتل وكلامها قاسٍ ونظراتها جارحة ، لا تبتسم بوجه أي أحد ، لديها رؤية ثاقبة ، لكنني لا زِلتُ أعتقد أن ورائها الكثير من الأسرار ، إنها تُخفي خيط الحقيقة بيديها والوصول له سيكلفني حياتي ، يا ترى إلى ماذا تريد أن تصل ؟
وما هو الإعصار القادم الذي تخطط له ، لقد تركت فجوة مليئة بالظلام في جوف تميم ، غرزت بقلبه مشاعر الكره والحقد والكبرياء مما جعلته يفقد رؤيته في إختيار الصواب .
لقد كنتُ خائفاً على تميم ، كَلمته العديد من المرات لكنه لم يكن يُجب على إتصالاتي ، ذهبتُ لمنزله لكنه لم يفتح لي الباب فتجرأتُ على فتحه ولم أجده بحثتُ عنه طويلاً حتى سمعت صوت هاتفه ، إتبعت الصوت حتى وقفتُ أمام غرفة سرينا ، حاولت إقناعه بأن يُجيبني أو أن يخرج لتناول الطعام لكنه كان يطلب مني دائماً أن أنصرف ، حتى أتى اليوم الرابع وقلتُ له بحزم.
-سيد تميم من فضلك إنه اليوم الرابع وأنت لا تزال تحبس نفسك في غرفة السيدة سرينا
-دعني وشأني
-لكن سيدي أنت لم تأكل شيئاً ، حالتك ستصبح أسواء
-لا أكترث
-لكن سيدي...
-أتعلم يا مراد ، لقد حبست سرينا في هذه الغرفة ذات يوم بدون طعامٍ أو شراب ، كان عليها شُرب المياه الغير معالجة ، وكان عليها الصبر على جوعها بينما كنتُ ألهو وأتناول ما أشاء غير مكترث أن صحتها تتراجع
-سيد تميم أتفعل ذلك لأنك نادمٌ على فعلتك؟
- من يدري ، ولربما لأنها لم تأخذ حقها مني بيديها ، لذلك إخترتُ تعذيب نفسي بيدي كي أطمئن قبل موتي
-أتنوي فعل شيءً سيء بنفسك سيد تميم
-مَن يدري ، فرغبتي في العيش بدأت تتراجع
أنت تقرأ
الهروب إلى الأحلام🖤
Spiritualبقلم noor💚 (مكتملة) كان عليها أن تجد مَلجأها ، لا عائلة إحتضنتها ولا زوجٌ يرحمها ، فأخذتها أفكارها نحو عالم الخيال الذي لم يَكن كذلك ، لقد وقعت في حب شخصية صنعتها بعقلها لكنها أيضاً كانت شخصيةً حقيقية ، بدأت هذه الشخصية تقتحم عالمها وبكل عشقً تمنت...