سرينا(١)

7.9K 206 25
                                    

المقدمة

ما هو شعورك وأنت في سن العشرين من عمرك ترتدي الثوب الأسود لتمشي في جنازت نفسك ، وجهك المكتئيب وعيناك المغمضتان تمشي ولا أحد برفقتك ، تنظر حولك لتجد من كان سبباً في قتلك هم الأن يضحكون ولا يكترثون لموتك

لقد قرأت مقولة ذات يوم أن البداية تبدأ من عائلتك وما أقصده بالبداية أي الغوص في بحر عميق بحيث تتربط رجلاك وتصبح عالقاً تنتظر مصيرك فإما ان تموت وإما أن ينقذك شخصاً ما

أو ما رأيك بأن تستلقي على مخدتك الطرية لتبدأ الأفكار تلعب برأسك ، ماذا لو لم أفعل ذلك ، هل حقاً كان يجدر بي مسامحته ، هل أقبل إعتذارها ، هل أسأل أمي ، ماذا لو رفض ، أو لنقل أنك دائماً ما يخالجك هذا الشعور أن هذا العالم لاتنتمي له

إن كنت من الأشخاص الذين يعيشون في واقع يتمنون تغيره فأهلاً بك في ألا شيء ، لأنني سبق وأنا حاولت ولكن بلا جدوى ، ولكن من يدري عل شيء واحد كنت تريده وقد حصل ، ولكنني بدأت أعرفه قبل أن تغوص في المحاولات .

أنا سيرينا الفتاة التي لبست الثوب الأسود وبدأت تمشي في جنازة نفسها لأنني أعلم أنني كنت قد أخطأت وأنني تأملت كثيراً ولكنني أعد نفسي الخرقاء أنني لن أعود كما كنت فقد حان الوقت لجعل كل من ألبسني هذا الثوب ، أن يذوق معنى فقدانك لنفسك ، دقت ساعة الإنطقام أيها العالم فلا مكان لشخص يرسم معالم البرائة و الإعجاب بأي أحد ،فقد تلون قلبي بالأسود وأخفيت هذه الإبتسامة الخرقاء وسأضحك فقط عندما أرى الألم في من جعلني أحترق ألماً، الكلام واضح لكنني أتمنى أن أفعل ذلك حقاً ، سترى أموراً كثيره عزيزي القاريء لذلك بإمكانك المغادرة لأنك بمجرد القرائة ستتخلى عن هذا القلب الطيب الذي تحمله لأنك سترى العالم بشكل أوسع

ولك الخيار .

سرينا كان إسماً إختارته لي أمي ، كنت طفلة أمي الثانية بل ولأكون دقيقة إبنتها الرابعة لأنها كانت حامل بتوأم ولكن شاء القدر أن تفقدهما ولعل ذلك كان خيراً ، لدي أخ يكبرني بثلاثة سنين وإسمه لؤي ، لم يكن بيننا ذلك التفاعل ، أعني ماذا يفعل الأخوان ، يلعبان ويتنزهان ، يشاهدان الكرتون معاً ، ولكن علاقتي أنا وأخي كانت مختلفة ، كانت علاقة إستغلال لا أكثر ، كان أخي هشاً ، يُكسر بسرعة وكأنه لوح رقيق من الخشب سهل الكسر بالقدم ، ولكن ذلك كان لصالحه
أعني أنه كان يُحب أن تكسر رجله أو يده فهو لطالما كره الواجبات التي تقع على عاتقه ، كنت بلهاء أو ربما لأنني أمتلك قلباً نقياً كان يأتي لي بحجة أن يده تؤلمه لأكتب واجباته المدرسة أو أقوم بصنع مشاريعة ، أو أقوم بتدليكه أو أن أكون حارس المرمى لأصد كراته النارية ، كل هذا كان يحصل بدون أن تعلم أمي أو حتى أبي ، كنت متفوقة في المدرسة ولكنني لم أكن أمتلك صديقات ، لأني لطالمة شعرت أن مشاعر الصداقة مجرد قيود وأنا لا أحب ذلك ، لم أكن فتاة بنظر صديقاتي خارج المدرسة
لأن والدي بالرغم من أنه يمتلك صبياً إلا أنه لم يحقق ما كان يريد
فأخي كان دائم الرفض والعناد وكان يتشاجر مع والدي كثيراً
لأنه لا يحب ما يريده أبي ما جعل والدي يلتفت نحوي
وبدل أن أكون الفتاة التي ترتدي الفساتين وتحمل الدمى للعب كان علي أن أكون صبياً يخفي شعره بالقبعة
وأرتدي الثياب الصبيانية وأذهب مع والدي إلى ورشات العمل كان الناس يعلمون أني إبنته ولكنهم لم يحاولو الحديث مع والدي لكون والدي يمتلك رأساً صلب ،كنت أعود للمنزل وأبكي أمام أمي ولكن بلا فائدة حتى أمي لم تكن تستطيع الحديث معه ، كنت ولا زلت ذاك الصبي بنظر الجميع ولكنني لم أستطيع إخفاء شعري أمام زملائي بالمدرسة ، لم يكن شعري بذلك الطول فقد كان يصل إلى الظهر وكنت اقوم بطيه حتى أستطيع إخفائه بالقبعة ، كان أبي مسيطراً لم يكن يسمح لي بطلب ما أريد ،
تخللني شعور هل حقاً يجب أن أبقى هكذا ، لكنني كنت مطيعة إلى حد ما ولم أنطق بكلمة واحدة خوفاً من أن يعود الشجار بين أخي وأبي ، لقد كان شجارهما مؤلم إلى حد ما ،لم أكن أستطيع النوم وأنا لا زلت أتذكر ذلك الحزام الذي كان يترك أثار الضرب على اخي
أو بكاء أخي أمام أبي
أم كلمات أمي التي لم تكن تؤثر في أبي وكأنها مجرد شخص عابر تتحدث دون أن يسمعها أحد ، أو تلك العصي المحطمة أمام منزلنا لأن أبي كان يستخدمها كلما غضب من شخص ما ، كان أبي يعتبر نفسه القائد ونحن الرعية أو لنقل الملك ونحن خدامه ، ذلك ما جعل المنزل في حالة توتر ، لا تقل كلمة امام والدي دون أن تفكر فيها 50 مرة لا عشر مرات لأن والدي دقيق الملاحظة قد يجعل كلامك ضدك من أول جملة تقولها ، هذا ما جعلني مزعزة غير قادرة على الحديث بحرية حتى أمام الاخرين كان كلامي أشبه بالرسائل المبطنة وأنت فالتفهم ما تشاء فأنا غير قادرة على الحديث بالتفاصيل ،
أنا فقط لست بمزاج جيد ، هذه كانت حجتي عندما يطلب أحد ما رأيي ،كان على ملامحي تلك التي أخفيها بوجه الصبي أن تتحرر لؤصبح مع الأيام أكثر أنثوية ليس بالصفات بل بالمظهر
هذا ما جعل والدي يتوتر ويطلب من أخي أن يكون إلى جانبه ولكن أخي كان يرفض لأنه لديه ما يريد تحقيقه ، لطالما أحب أخي كرة القدم وكان يرغب في تطوير نفسه وكان يريد أن يحصل على كأس ولو مرة ولكن في كل دوري كان يكون فيها أخي مكسور القدم أو اليد ،كنت ولأني صغيرة أعتقد أن أخي كسرت رجله هذه المرة بسبب التدريب ولكن ما جعلني أغير تفكيري هذه المرة أنني رأيت شيئاً

الهروب إلى الأحلام🖤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن