الفصل العشرون (صدمة)

78 10 0
                                    




أعتذر في حالة وجود أي خطأ إملائي سقط سهوًا 🧡

قراءة ممتعة 🦋



مر يوم و اثنان وثلاثة بعد حادثة الأسماك و جايا هادئة للغاية لا تتحدث كثيراً لا تخرج من المنزل ، ما أحزن چينهو حقا فهي تلوم نفسها حول كل ما حدث.

و لكن الغريب أكثر هو شعور چينهو بالإرهاق و الوهن الدائم إلي جانب الصداع الغريب الذي يصفع برأسه معظم الوقت و شحوب وجهه، رغم ذلك هو يحاول التماسك أمامها غير راغب بإضافة حزن و هم إلي حزنها.

كل ما يدور حوله غريب الأحداث جميعها غامضة ومثيرة للريبة، و الشيء الأغرب هو مدير چينهو الذي أصبحت تصرفاته و نظراته مريبة إلي حد ما

فكلما دخل چينهو لمكتبه وجده متصنما أمام الصندوق الزجاجي الذي يحوي بديلة جايا ليبتسم لچينهو ابتسامة جانبية تقطر خبثً ويخرج دون أي كلمة.

بمرور القليل من الوقت حاولت جايا تناسي ما حدث و الخضوع لإصرار چينهو علي التجول و الخروج من المنزل والاستمتاع بجو الخريف المذهل و أشجار الكرز الشهيرة أثناء تساقط أوراقها الزهرية اللطيفة و الرياح المنعشة حيث الجو العام يوحي بالهدوء.

لتعود إلي طبيعتها شيء فشيء، مر عدة أيام لتأتي الليلة المشئومة ...

چينهو النائم بهدوء علي الأريكة سمع صرخات مكتومة بكاء و آنين حاد آت من غرفة جايا ، دخل الشاب مسرعاً و قلبه يخفق بخوف من صوت الصرخات فهو لا يعلم ما يحدث حقاً ليري جايا تصرخ و تبكي و هي نائمة و العرق الغزير ينزلق عن جسدها رغم الجو البارد قليلاً .

حاول الشاب جاهداً إيقاظ ملكته من الكابوس الشنيع الذي تمر به لتستيقظ أخيراً علي صوت صراخها بفزع عيناها متوسعتان كمن رأت شبح حدقتاها تهتز الدموع الغزيرة تهطل من عيناها جسدها يرتعد بشدة لتتمسك بملابس چينهو بقوة و كأنه منقذها الوحيد.

ظلت تبكي وتبكي وتبكي دون أن تتحدث بحرفِ واحد إلي أن هدأة قليلاً ، قليلًا فحسب.

مالك في إيه متخافيش انتي كنتي بتحلمي متخافيش أنا جمبك إهدي ، حاول چينهو طمأنتها لتنطق أخيراً بأحرف متقطعة و صوت لاهث ..

أنا كنت بتقتل أنا خايفة أنا حلمت باليوم إللي إتقتلت فيه حلمت و حسيت بكل حاجة ، لسه حاسة بألم الخنجر في ضهري كأني إتقتلت تاني كأن اليوم بيتعاد من أول و جديد .

انا خايفة .. ليزداد بكائها و تعلو شهقات الرعب ثغرها ، حتي حلقها أصابه الضرر من كثرة النحيب .

ربت چينهو علي ظهرها محاولاً تخفيف الألم عنها و كل ما صدر منها هو البكاء البكاء فقط ، كل هذا ولا تعلم أن سبب الألم و الحلم هو وجود قاتلها بجانبها . . . . .

مرت الأيام التالية عليها حزينة لا تخرج من المنزل لا تأكل، نحف جسدها وفقدت عيناها البريق فهي تشعر أن وجودها يسبب الفوضى في هذا العالم ولا تعلم كيف تتصرف أو تعالج الأمر، على الرغم من عدم ممارستها للسحر بأي شكل من الأشكال إلا أن الحوادث الفوضوية والغامضة استمرت في الحدوث و كأن الطبيعة ترفض وجودها الذي أخل بها إلي جانب الحلم المزعج و ملاحظتها شحوب چينهو و ضعف جسده، هي حتي لم تسعد كثيراً باعترافه لها بحبه لم تستطع الاحتفال أو العيش بسلام، كل ما تفكر به أنها فقط تؤذيه و تؤذي من حولها.

ولكنها لم تعلم أن كل ما فات كان فقط الهدوء الذي يسبق العاصفة، ربما كان حلم الشابان في العيش حياة هانئة هادئة درب من دروب الخيال فلا رياح آتت كما اشتهوا ولا سفينتهم أكملت مسعاها.

فهي شاهدت في الأخبار عن انتشار وباء غريب في البلدان المجاورة لكوريا حتي أنه وصل إلي كوريا، وباء مجهول لا يُعرف سببه أو علاج له، وباء غير مميت و لكنه سريع الانتشار يسمي (كورونا) أو " كوفيد - 19 " .

سمعت كل ما دار علي التلفاز من خلال نشرات الأخبار حول هذا الوباء و عن إصابة المواطنين بالهلع و بدء إغلاق المدارس حفاظاً علي الأطفال و خوفاً عليهم من المرض إلي جانب فرض العديد من القيود الآخري ليسقط قلبها رعباً .

يبدو أن كلام اللعين سيتي بتاح لم يكن محض هراء بل كان حقيقة فهي ليست سوي جالبة للنحس و المرض و الألم ، ظلت في شرودها الحزين و كل ما يدور بعقلها أنها السبب ، السبب في كل لعنة حلت علي العالم و يجب إيقاف كل هذه الشرور بأي ثمن .

و لم تفق من شرودها إلا علي صوت ارتطام قوي و لم يكن سوى صوت ارتطام جسد چينهو النحيل بالأرض حيث سقط مغشياً عليه.




لنْ تَعًلّم مَعْني الحُب .. حَتّي يحترِق ما بداخِلك

ـــــــــ اقتباس ــــــــ

يتبع..


نقدر نقول إن خلاص رواية جايا أوشكت على الانتهاء

الأسبوع اللي جي بنودعها 

جاياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن