الفصل السادس: تحالف مكسور.

54 9 10
                                    

"أهذَا كافٍ؟"

'يا للقرف!' ضيق لويس عينيه واضعًا العلبة على الطاولة ورامقًا روزالين باشمئزاز، ففهمت أن الأمير لم يلاحظْ ما أرادت منه أن يراه، ولذلك اقتربت قليلاً مشيرة إلى نهاية الإصبع: "تمعن جيدًا."

'ما خطبُ هذه؟' لم تكن المرة الأولى التي يرى فيها الأمير عضوًا بعيدًا جسده، لكن التصرف بهذه الأريحية لم يكن أمرًا سيفعله، مع ذلك نظرَ إلى حيثُ تشير روزالين، فلاحظَ أولاً على أن هذا الإصبع سليم، غير متسخٍ بدماء البتر، ولولا برودته لخلوِ الدماء منه لظن لويس أنه حيٌ من نظافته.

الاصبع كان البنصر من اليد اليسرى، وفي نهايته أي موضعُ القطعِ خاتمٌ فضي، قطب لويس حاجباه لرؤيةِ شعارِ جواسيس الملكة في الخاتم، فتردف روزالين سارقةً انتباه الأمير: "حاولت نزع الخاتم لكن بلا فائدة، إنه مناسبٌ بحيث لا يمكن إخراجه، لذا أخذتُ الاصبع فقط."

برغم أن روزالين تحاول جعل فعلتها بريئة قدرَ الامكان لكن ذلك لم يجعل تفكير لويس يغيبُ عن النقطة المهمة، فحينما كان الظلالُ يقبضون على الجواسيس عندما يتطلبُ الأمرُ ذلك فالأميرُ يذكرُ كل ملاحظةٍ صغيرة تدله عليهم، ومنها الخاتم الفضي الذي يجعلهم يتعرفون على بعضهم بسهولة، لذا يمكن للويس أن يتأكدَ أن روزالين لا تكذب على الأقل.

أغلقَ لويس العلبة ثم أزاحها جانبًا، هو اقتنع، لكنه لن يظهر ذلك كي لا تحسبهُ روزالين نصرًا لها.

"ماذا لو قلتُ أنني لا أصدقك."

نظرت له النبيلة باستغراب أثناء اخراجها لعلبةٍ أخرى ووضعها أمام الأمير.

"أنت صعبُ المراس جدًا."

ذُهل لويس، فصار يتساءلُ عن كمية الأدلة التي أحضرتها الفتاة.

"لا تخبريني أن مقلة عينٍ بداخل العلبة." قال ساخرًا، والجواب صدمه.

"كيف علمت؟"

فرغَ الأمير فاهه، لم يعد يشك من وجود خطبٍ بعقل الفتاة أمامه.. إنما هو متأكدٌ الآن!

دون أن يلقي نظرةً أزاح العلبة عنه فأخذتهما روزالين كي لا يملكَ شيئا يدينها، كانت تحافظُ على تعبيرٍ هادئ في ظاهرها بينما تنفجرُ داخلها ضحكًا، الأمير مؤدب ولطيف كما يبدو! فالعلبة الأخيرة كانت فارغة إلا من ورقةٍ صغيرة مكتوبٌ فيها: 'انطلت عليك'، فمهما كانت روزالين مشوشةً عقليًا بطريقة ما لم تكن لتحضر مقلة عين كاملة إلى سموِ الأمير الأول، مع ذلك كان خداعه ورؤية تعبيره المتقزز أمرًا مضحكًا جدًا!

صرت على شفتيها كاتمةً قهقهةً وقد زادها ذلك غرابة، ثم تحدثت مغيرةً الموضوع: "سيكون من الأفضل لو تجاوزنا هذا الكلام وانتقلنا نحو العنصر الأهم صحيح؟"

لويس كان ينتظرُ مفاجئة أخرى من هذه المعتوهة التي ظنها نبيلة وراقيةً كما تُقال الشائعات عنها، في حين أنه بالفترةِ الأخيرة يرى نقيضًا تامًا لتلك الأقوال.

آليخاندريا - Alexanderiaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن