الفصل السادس عشر: ألاعيب ملكية.

36 5 1
                                    

"هل أنت مهتم بالزواج بي؟ "

قلتُ ذلك، وردًا تصنم لويس مسقطًا شوكته مصدوم المحيا بينما إدوارد بصقَ ما في فاهه، لو كنتُ أقرب قليلا لبصق في وجهي ولكنتُ افتعلتُ شجارًا حول ذلك رغم أنني من سببَّ هذه الصدمة له، نظر إلي بقرف وكأنه لم يتوقع أن يحين يومٌ وأطرح عليه هذا السؤال الذي بدا كعرضٍ أكثر، ولن يتوقع أبدًا فهذه ليست احدى شيمي، رؤية تعابيرهما المصعوقة كانت تستحق فالعبث معهما ممتع فعلا! إدوارد المسكين~

غريب صحيح؟ أعودٌ للبداية.

في مكتب الطبيب هنري سيلاس كنتُ أتجول وأعبث بأغراضه في استمتاع ودون الاكتراث لنظراته التي ستخترق ظهري، صمتَ طويلا عن طردي وهذا ما أثار حيرتي، لذا لم أخجل أو أستحي من القفز بين الرفوف هنا وهناك أقرؤ أسماء المحاليل الكثيرة ثم أستمتع برائحتها رغم أن جزءً جيدًا منها تعتبرُ سمومًا.

همهمتُ متطلعةً فورما وقع الزرنيخُ بين يداي، ففتحتُ العلبة بعينان تبرقان ونفسٍ متلهفةٍ لسرقته، موسوعتي هاجت وكذلك الأصواتُ في رأسي، لكن فرحتي وحماستي لم تكتملا فقد ذاق الطبيبُ ذرعًا مني أخيرًا وانتشل العلبة من بين يداي مغلقًا إياها بحذر وقائلا بانزعاجٍ واضح من تكشيرته: "عفوًا لكن هاته أشياء أخطر مما يمكنكِ التعامل معها."

نظرتُ إليه بزاوية عيني بسخرية قبل أن أدعي أنني لم أسمع كلامه منتقلةً إلى رفوف الكتب الطبية وعِلم الأعشاب، سأدعي أنني لم أستعمل الزرنيخ بضع مراتٍ في تجاربي وسأكتفي بقراءة بعض المجلدات الطبية النادرة مؤقتًا، ورغم أن هذه كانت غايتي الوحيدة لكن وجودي في مكتب الطبيب هِينري بأكمله رفع ضغطه، فحدق بي في سخطٍ عاقدًا ذراعيه ومحاولاً اختيار الكلمات المناسبة لطردي بتهذيب، ومجددا لن أنفذ ما يريده.. فكيف لي الخروج من هذه الجنة بعدما تمكنتُ وبصعوبة من اقتحامها!

مررتُ أناملي على الكتبِ المرتبة ثم قفزتُ إلى الطاولة الموجودة في منتصف المكتب وجلستُ أمامها، نظرَ إلي الطبيب باستغراب من فِعلي خاصة حينما رفعتُ يدي عاليًا وسألتُ باشراق: "يا حضرة الطبيب أنا فضولية حول مكونات المحلول السابق الذي سيطرتَ به على حالة سمو الأمير!"

رفعَ المقصود حاجبيه باهتمام ثم انتقل بين بعضِ الرفوف والمخازن منتشلاً بعض القوارير والعلب الصغيرة، وحين جمعَ ما احتاجه وضع المكونات على الطاولة ثم جلسَ أمامي عاقدًا ذراعيه وابتسم بمكرٍ أثار حذري، أعرفُ هذه النظرة، أَستخدمُها حينما أكون على وشكِ الانضمام لرهانٍ رابح.

"أتقبلين التحدي؟" سأل فلمعت عيناي بحماسة مومئة برأسي، هذا أكثرُ ما أحبه!

"إن ربحتِ فسأسمح لك باللعب في مكتبي وقتما تريدين، وإن خسرتِ فلن تطأ قدمك هذا المكان مجددا."

"موافقة!" لم أتردد لثانية في القبول، ولو بان منه أنه ينوي الغش لعدم رؤية وجهي لبقية أيامي في القصر.

آليخاندريا - Alexanderiaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن