الفصل الحادي عشر: ما خلفَ البياض.

40 6 3
                                    

كان لويس ينوي الحصول على أمرٍ من إيثان ذلك شيء لا ريب فيه، تطرقه إليه بهذا الشكل أثار حفيظة روزالين، كانت واضحةً في شروط عقدهما ألا يحاول لويس وبأي طريقة الاقتراب من أخيها، وما حدث قبل دقائق قليلة كان تجاوزًا واضحًا كاد يصيرُ خرقًا واسقاطًا لما بين الأمير وكيرالينه.

"ماذا تريد منه؟" سألت روزالين بنبرةٍ حادة، عالمةً أنه لو لم يأتِ بتبريرٍ ملائم فستكون هي الفرد الذي سيخرقُ قواعد بذلك العقد، فمن أجل إيثان هي مستعدةٌ لحرقِ العالم، ففي نفسها لا أحدَ يُعلى عليه.

قابلها لويس بوجهٍ بارد ونظرةٍ متبلدة، لوجودهما بمفردها يسعه الحديثُ دون لفٍ أو دوران، لذا تجاهلَ سؤالها وبادرَ بقولِ أمرٍ أكثر أهمية حتى تعلمَ ما هما في خِضمه: "إيثان آندرسون هو زعيم الفرقة الرابعة من المجتمع السفلي، ألستُ محقًا؟"

لم ترد روزالين أو تبدي اهتمامًا فقد كانت تنتظرُ ايجاده للأمرِ منذ أن أخبرته أنها تملكُ علاقة مع أحد القادة السبعة بالمجتمع السفلي، صحيح أنه عثرَ على مركزِ أخيها أسرع ممّا ظنته لكنه يظل أمرًا متوقعًا من أحد أفراد العائلة الملكية، ما أزعجها فعلاً كان أنه قام باختيار أسوء وقتٍ للحديث بهذا الشأن، وهذا ما ينذرُ أنه يملكُ في جعبته أخبارًا مستعجلة وقد أراد أن يكون إيثان جزءً من الحديث، قام لويس باستيفاء الشرط الأول أما الثاني فقد وقفت روزالين له بالمرصاد، لذا ما عاد يملكُ سبيلاً غير اخبارها بمفردها.

"أُعملكِ أولا أن تسلسل جواسيس موريسيًا إلى المملكة أمرٌ لا يعلمُ به أحدٌ إلا درعَ الحكم قانونيًا."

أشار لكونها علمت بذلك بطرقٍ غير قانونية، وحذرها في نفسِ الوقتِ من تحدثها عن ذلك بأريحية كما فعلت مع اللورد ڤالكيري سابقًا، هذا ما يفسر النظرات التي رمقها بها، لابد أنه ظنّ أن لويس أخبرها بهذا الأمرٍ المهم بصفتها الكيرالين وذلك أمرٌ لم يرق للورد بالتأكيد.

عقدت روزالين ذراعيها منتظرةً متابعته بصبر، فتلك ليست الأمور التي قد يخاطر بالحديثِ عنها في حفلةٍ ملكية، وبالفعل فقد اقترب منها حتى يصل صوته البارد واضحًا، وتحدث بنبرةٍ هادئة حتى لا يسمعه أي أحدٍ آخر غيرها.

"تحوم جواسيس موريسيا مؤخرًا حول مناطق الفرقة الرابعة، لا تخبريني أن هذه صدفة، إنهم يسعون إلى عائلتك بلا شك."

اهتز قلبُ روزالين ذعرًا لثانية، كان يفعلها.. مثل والده تمامًا، يخبرها بأمور تجمدُ الدمّ في عروقها من الفزع، كلا الأب والابن يجيدان ذلك، كلماته وصلت إلى أعماق موسوعتها وجذبت أصوات الأشباح للتشويش على أفكارها من جديد، تطرحُ لها احتمالات تثير في بدنها القشعريرة، فصمتت لبعض الوقت مُحاولة تمالكَ تركيزها ولملمة شتات نفسها المُبعثرة.

موريسيا كانت كابوسًا يتراودُ على ذهنِ روزالين كلما نُطق اسمها، اقتراب هذه المملكة منها كان يضربُ وجدانها في الصميم، خاصةً حين تعلمُ أنها تسعى إليها وتزحفُ لعائلتها من قعرِ ظلماتٍ ريڤيليا، لكن لا! غير ما سمعته روزالين من لويس فهي لا تملكُ دليلا يؤكدُ قوله، وهي لن تثق بكلامه بهذه السهولة فمالت للسخرية ومنه استهزأت: "أتدركُ ثقل ما تقوله؟ عائلتكم الملكية لم تكشف أمرنا حتى أخبرتكَ بنفسي فكيف لمملكة أخرى أن تفعل؟"

آليخاندريا - Alexanderiaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن