الفصل السابع: حيلة وفِرار.

73 9 0
                                    

صياح إيثان الغاضب، إيقافي إياه، جذبنا انتباهًا كبيرًا في مكانٍ لا يجبُ أن يلاحظنا به أحد، وكأن الأمير الأول كان يعلمُ أن ذلك سيحدث فقد التفتَ غيرَ آبهٍ بنا ومضى في طريقه، فعلَ خيرًا.. فلو لم يلاحظ إيثان ضعف ذراعاي أثناء امساكي به لتركني وقام بالأفعال الهوجاء التي يفكر بها، لكنه التفت‌َ كابتًا أعصابه وقلقًا من هواني المفاجئ، وكله تمثيلٌ مني حتى يتناسى ما جعله ينفعلُ أولاً، وبطريقةٍ ما نجحَ مخططي الصغير.

تلى ذهني أحداث البارحة بسرعةٍ علي، من أول لحظةٍ دخلتُ فيها للمطعم، إلى خروجنا الأشبه بمسرحية سخيفة، وكله حتى أستعيد أي ملاحظةٍ نسيتها بشأن الأمير الأول، فأولويتي لم تكن القانون الذي لا أملكُ حيلةً لتجنبه، بل في ذلك المخدر، والذي لم يؤثر في الأمير لسببٍ لا أعلمه برغم أنه مركز، وجهلي هذا أمرٌ لن أقبَله.

لذا أنا في قصري بالتحديد مكتبي الخاص، أشبكُ أصابعي أمام علبة سكرِ البارحة، ومنها أخذت إحدى القطع وسحقتها بين سبابتي وابهامي، فيظهر مسحوقٌ رماديٌ تساقطَ على الطاولة قرب حبات السكر الصغيرة، هذا هو ما أحضره لي إيثان من المجتمع السفلي، وأكد لي عمله بسبب احضاره لي من مصدرٍ موثوق، لكن النتيجة التي كنت أبحث عنها لم أجدها، لذا عولتُ على القيام باختبارٍ للمخدر كي أتأكدَ من فعاليته وسببِ غياب تأثيره البارحة، ولتحقيق ذلك سأستعمل فأرةَ تجاربي الصغيرة.

طُرق الباب بضع مرات فأذنت للخادمة بالدخول، في موعدها تمامًا.

فتحت إيما الباب بتوترٍ ثم دخلت وانحنت إلي باحترام، أمرتها بالوقوف ثمّ أشرتُ لها بالتقدم ففعلت.

"تناولي هذه." دفعتُ إليها بابتسامة بريئة إحدى قطع السكر فنظرت لي باستغراب، زاد قلقها وهي تمسكُ القطعة لا شك أنها تظنني سأسممها.. وأنا أفعل بالطبع.

عينة تجاربي وخادمتي الشخصية الجديدة المسكينة التي سأضحي بها ابتلعت ريقها برعبٍ ثم تناولت قطعة السكر بلا سؤال، سمعت الأمرَ ولها التنفيذ، ظللتُ أتأملها لبعضِ الوقتِ بينما أمسك دفترَ ملاحظاتٍ وقلم، إضافةً إلى نظارةٍ أستعملها لأخذِ الدور.

"بماذا تشعرين؟"

سألتها فنفت رأسها باستغراب، ولدقائق ظلت على هذه الحال بينما أنا أنتظرُ أي تغيرٍ ملحوظ، حتى كسرت الصمت مفاجئة إياي بسقوطها على ركبتيها جالسةً بينما تتنفسُ بثقل، وقفت مطبقةً حاجباي ثم اقتربت منها بينما هي تحاول الوقوف مكررةً الاعتذار بخوف.

"لا عليك، لدي بضعة أسئلة."

نظرت لي باستغرابٍ والعرقُ تصببّ منها، بينما دونتُ ملاحظاتي في دفتري ثم أردفت: "ما هو أكثرُ شيءٍ تخافينه؟"

آليخاندريا - Alexanderiaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن