الفصل الواحد والعشرين: خيانة.

29 4 3
                                    

الموسمُ الحارُ على الأبواب، تقلبُّ الجوِّ الربيعي يتلاشى مخلفًا شمسًا ساطعةً وأيامًا خانقةً من شدةِ الحرارة، من هنا أيامي ستمرُّ بالفساتين الخفيفة، لا برد يعني تعب أسرع أثناء التدريب، لا ادعاء المرض لعدمِ لقاء الملك، اضافة إلى أنَّ اليوم المشؤوم الذي يسمى بيوم مولدي أيضا اقترب، ليتني عشتُ بمدينة كرياقي الشرقية حيثُ المناخ باردٌ طوال العام بدلاً من هذه العاصمة الساحلية المعتدلة.

تنهدت فاتحةً النافذة لعلَّ نسماتٍ باردة تدخلُ وتريحني من هذا الحر، وما حدثَ أنَّ التياراتِ الساخنة استقبلتني.. سحقًا لكلِّ شيء متعلقٍ بالصيف.

"روزالين، طلبتُ منكِ فتحَ النافذة وليس تأملَ القصر."

نظرتُ بزاوية عيني إلى لويس ثم أغلقتها عمدًا لاغاضته، تقطيبةُ حاجبيه ما زالت تعطيني نكهةً من الرضا.

عدتُ أجلسُ على الكنبةِ أمامه قائلة باستخفاف: "عشتُ هنا لأكثرَ من شهرٍ، ما الذي بقيَ لي لرؤيته؟"

أصبحتُ جزءً من العائلة الملكية، حضرتُ مأدبتهم وقضيتُ وقتًا طويلاً برفقتهم، تعرفتُ على عاداتهم وهرائهم، كلُّ ما بقيَ لي أن أصبغَ شعري بالأبيض.

"شهر وسبعةَ عشر يومًا وعشر ساعات." علقَّ لويس مدققًا حساباتي، يثبتُ أنني لم أكن بالاهتمام الكافي لأعرف الوقت الدقيق، هو خاسرٌ إن لعبَ ضدَّ مهووسة بالفوز.

"سبعة وستون ألفًا وتسعمائة وعشرون دقيقة.. هل أحسبُ الثواني أيضا يا سموُ الأمير؟"

رمقني بنظرة مستنكرة، لكنه ما لبثَ أن تنهدَ وعاد يقرأ الوثيقة بين يديه، يتجاهلُ التحدي متصرفًا برشد، فإن تابعَ النزال الذي كنتُ الوحيدة التي رأته نِزالاً سينتهي بنا الأمر نتراشقُ الاهانات المدسوسةِ أسفل كلماتِ التملق متجاهلين سبب وجودنا في غرفةٍ واحدة أساسًا.

أرخيتُ ظهري على الكنبة أتأففُ ضجرًا، لويس ممل، أريد لقاءَ إدوارد حتى نبدأ شجارًا ما أستمتعُ به قليلاً.

"إذًا سموك ألن تجيب عن أسئلتي؟" لم يردّ إنما استمر بقراءة الملفات متجاهلاً إياي. "يا سمو الأمير لويس! ألن تخبرني كيفَ عاد اللورد ڤالكيري للحياة وأنا متأكدةٌ أنني رأيتهُ مسحوقًا؟"

نفسُ السؤال أكرره عليه منذ أيام، وهو يستمر برفض الإجابة، تلك الاصابةٍ رأيتها بأم عيناي لذا أنا متأكدةٌ أن ساقاهُ سُحقتا ولو لم تكن الأنقاضُ قد ضغطت عليهما تماما، لكن بعدها بأسبوعٍ أسمعُ أنه بخير وهو يتماثلُ للشفاء من بضعِ كسور؟ لا هذا غير منطقي إطلاقا.

"يا سموكـ-!" فرقع لويس أصابعه أمام وجهي قائلاً: "ركزي." نظرتُ له بانزعاج من تجنبه ثانية، لم أكن لأحصلَ على الجواب الذي أريده فقلبتُ عيناي، إن كنتُ سأركزُ منذ اللحظة على شيءٍ ما فسيكون الخروج، ولذلك عليّ إنهاء عملي هنا والانقلاع.

آليخاندريا - Alexanderiaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن