الفصل السابع والعشرون: متاهة.

24 6 8
                                    

"يا سمو ولي العهد.. سمو ولي العهد.. ما يزال لفظه مزعجًا ألا يمكنني مناداتك سمو الأمير فقط؟"

سألتُ 'سمو ولي العهد' أثناء أخذي لفنجانِ القهوة التي وضعها الخادم قبل ثوانٍ من ذهابه، نظرَ لي المقصود بحاجب مرفوع قبل أن يعلق: "عليكِ بالاعتياد عليه، ثم الاعتياد على فخامة الملك كذلك."

"نعم نعم أيها الملك المستقبلي." قلتُ بسخرية بينما أرتشف من الفنجان. "أستطيع سماع صوت سقوط المملكة بحكمك منذ الآن."

لم يردّ إنما اكتفى بتجاهل ما بدا -تعليق طفولي- وراح يتابعُ مراجعة الوثائق بين يديه.. أقصد يتناول فطوره، من يستطيع العمل والأكل ومجاراة كلامي في وقت واحد غيره؟ يمنحني شعورًا بالغثيان من القيام بكل هذا في وقتٍ واحد.

"بالمناسبة.." تركَ أخيرًا الأوراق وأبدى اهتمامًا أكثر بالتفاته إلي بعدما كان يرد على كلامي دون النظر إلي حتى، عاندته وادعيتُ أنني منغمسة في قهوتي حتى لا أنظر إليه. "صباحًا وُردت معلومات جديدة عن حالة الملكة.. لا بل الملكة السابقة."

همهمتُ فقط، أوقعها مجهولون عن السلالم عمدَا بعدما كان الجميع مشغولاً بمراسيمِ التنصيب ولذلك أُجل اعدامها حتى اشعار آخر من الملك، رغم أنها كانت ستموت على كل حال لكن الأطباء حريصون على علاجها لتُفصِح عن تفاصيل أكثر بشأن الحادثة، لم يكن ليُتركُ هجومٍ كهذا بالقصر الملكي والقصرِ الرئيسي بالتحديد أن يمرّ مرور الكلام رغم أن الضحية هنا مجرم، لم أكن أحتاج للكثير من الوقت حتى أدرك أن إيثان سبب ذلك، كانت سبب قدومي للقصر الملكي.. لم يرضى بموتها مباشرة، بعض الألم لم يكن سيضر، رغم أنها أصيبت بكسورٍ دون أن تستيقظ بعد.. لن أقول أنها لا تستحقها لكن أن يكونَ إيثان طرف مباشر في ما حدث يجعل القلق لا ينفك يحشر نفسه في ذهني، ولم يكن باستطاعتي الحديث معه عن ذلك حتى فهو بدوره لم يخبرني، علم أنني سأعلم وألتزمُ الصمت.

"إذًا؟ هل قدم الملك أخبارًا جديدة؟"

"بل استيقظت هذا الصباح." قطبتُ حاجباي، بالنسبة لاصابة شديدة فألم يكن هذا سريعًا جدًا؟

"سمو الأميرة؟" أومأ، لابد أن الملك لم يرغب بأن يأخذ علاجها وقتًا طويلاً، اعدامها بأسرع وقت.. تصرفاته متناقضة للغاية مع سوابقه. "وهل قالت شيئا؟"

استرخى بظهره على المقعد رافعًا رأسه يحدقُ بالسقف، ثم تنهد. "لا شيء، ولا كلمة واحدة.. إن استمرت على هذه الحال فلن يؤخر الأمر أكثر وستعدم هذا المساء، في وسطِ المدينة ووسط الشعب المُتجمهرين."

همهمتُ متفهمة. "ولماذا الاحباط؟ أليس شيئا جيدًا؟"

نفى برأسه ثم تركَ الصمت يغلف المكان، هذا ليس شفقة، وغدٌ مثله لم يكن ليشعر بشيء كهذا، هناك خطبٌ ما لكنه لا يجيب، وحسنًا الأمر بينه وبين والده وزوجته لذا لستُ مهتمة.

آليخاندريا - Alexanderiaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن