الفصل الثاني عشر (المجهول قادم)

63 5 1
                                    


الفصل الثانى عشر ( المجهول قادم )

أتى الصباح ، كان يقف أمام المنزل بأنتظار شقيقته حتى تجهز ليغادر  ، وجد سلمى أمامه تمر بجانبه دون أن تتحدث معه ، قام بندائها 
_سلمى
توقفت لترد : نعم
وقف أمامها  : انا اسف
اصطنعت عدم الفهم : على اى
وضع يده على رقبته يمسد رقبته وهو يتجول بعينيه كل شئ حوله دون النظر لها
_أنى أحرجتك أمبارح ، مكنتش أقصد
وجدها لا تعير حديثه أهمية  ليتابع هو بقول : كنت متعصب والكلام فلت منى  ، متزعليش منى
حاولت أخفاء مشاعرها : عادى انت زى اخويا مش هزعل منك
قالتها ودلفت للمنزل مسرعة  ،تتجنب النظر له ، ظل هو ينظر لرحيلها من أمامه وهو  مشتت يفكر اتعتبره حقا أخ لها  ، ام أن هذا فقط ، من أجل ما فعله معها أمس ، قطع تفكيره صوت يحيى وهو يهتف : اى يابو نسب رايح فين عالصبح
عثمان بغضب دافين : متقوليش ابو نسب انت فاهم
_اهدى بس على نفسك ليطقلك عرق ، مش فاهم انت  حططنى فدماغك لى ، مع أنى معملتلكش حاجه
_وهو انا هستناك لما تعملى ، انت متقدرش تعملى حاجه يا يحيى
أقترب يحيى منه وأركز عيناه بعين عثمان :  لا اقدر وانت عارف أنى اقدر كويس ، واه بالمناسبة كلنا هنرجع مصر سوا
تجاهل عثمان حديثه : انا مش هستنى هنا
_ومين قالك انك هتستنى  ، احنا كلنا هنرجع مع بعض انهارده ، اصل بصراحه أنت جيت بوظتلنا السفرية فهنرجع كلنا بقا ، و قبل متعترض  أفتكر الست الكبيرة ال جوا ، بلاش تحسسها بأن فى حاجة حصلت
جاء ليغادر لكنه هتف متذكرآ : اه حاجه أخيرة بلاش تحطنى فخانة الاعداء ، علشان لو حسبتها صح هتلاقينى بعيد كل البعد على انى اكون عدوك

غادر يحيى وتركه خلفه يفكر بحديثه
★★★

عاد  من العمل  ليجد شقيقته  بأستقباله ، تقترب منه وتحتضنه   أمام زوجته
_اتاخرت لى برا كدا, اول مرة تعملها
_كنت مضغوط  فالشغل ، كنتى عايزة حاجة
_لا ابدا كنت بطمن عليك بس
_طيب يا حبيبتي
توجه بنظره لزوجته وعيون الغيرة جالية على وجهها ، أقترب منها
_مالك يا دنيا واقفة كدا لى
نظرت له وهى تكتم غيظها داخلها:  لا مفيش
تركته وذهبت لغرفتها ، ليوجه نظره لرنا
_هى مالها
شاورت برأسها  بمعنى أنها لا تعرف ، تنهد هو وصعد لغرفته ، دلف غرفته وجدها تجوب الغرفة ذهاباً وإياباً ، وحين رأته توقفت  ،نظرت له بغضب وقبل أن تتحدث قاطعها هو : لحظة بس أفهم كل ال أنتى فيه ده لى
_هو انت مش ملاحظ أنك مأفورها الايام دى انت ورنا
نظر لها باستفهام : ازاى يعنى مش فاهم
_الاحضان والبوس دول عادى
ابتسم : طب واى الجديد مده العادى مش أخوات
اردفت سريعاً:  لا مش أخوات
_مالك يا دنيا ومال رنا
_فى أن تصرفاتها غريبة معاك ، مرة تحضنك قدامى ، ومرة تبوسك من خدك ، ومرة تدلع عليك ، وانت مبتلاحظش ده ، وبعدين منين كنت بتقولى ان علاقتكم مش أحسن حاجة ومنين هى بتعمل ده
_ وهو ده ال مدايقك يعنى
امسك وجهها بكفيه وهو ينظر داخل عينيها : ياحبيبتى دى أختى
أبعدته عنها : يا أحمد دى مش أختك ، ماشى انتم متربين مع بعض وكل حاجه بس فالنهاية مش أختك ، أنا ساعات بحس أنها بتتعمد تقرب منك قدامى
_متهيألك ، أنتى علشان حاطة الموضوع فدماغك فمفكرة أنها بتعمل كدا قاصدة
_ماشى هحاول اصدقك ، واكدب عنيا وأحساسى
تنهد هو بقلة حيلة فلا يعرف كيف يرضيها ، حاول تغير الموضوع ليقول
_انا جعان ، هغير هدومى وننزل نتغدا سوا
أشارت برأسها علامة موافقة  ، دلف هو للمرحاض وتركها خلفه
ظلت تفكر بأمر رنا ، أهى حقآ تكبر الامور ، أم هناك شئ بالفعل ، قلبها ليس مطمئن  لما تفعله رنا  ، فقد بدات تلاحظ عليها تصرفات غريبة ، فمرة تأتى وتلتصق به بحمامية زائدة بحجة أنه شقيقها ومرة أخرى تتعلق بذراعه وتسحبه عليها حتى لا يمسك بكفها ، وكلما حاولت أن تصاحبها تجد منها معاملة جافة ، تنهدت ،كثرة التفكير تزعجها ،  تريد التخلص من تلك الوساوس بأى طريقة ليقطع تفكيرها ، خروج زوجها من المرحاض بعدما غير ملابسه  وجاء لها : يلا بينا ننزل
_طيب يلا
هبطوا سويا ،جلسوا على السفرة لتأتى  إليهم رنا
_هاى أزيكم
قالتها وهى تقبل خد أحمد، مما جعل أحمد يحمحم وهو ينظر لدنيا لينطق : الحمدلله
تجاهلت دنيا ما حدث  وحاولت الانشغال بطبق الطعام الذى أمامها  ، لكن أثار فضولها حديث أحمد مع رنا
_اتقدملك عريس ، وانا قولتله هشوف رايك
_ قولو مش موافقة
_من غير ما تعرفى مين
_مش عايزة أعرف
_لى يا رنا ده كويس جدا
_هو انت عايز تخلص منى وخلاص انا مش موافقة هو بالعافية
_انا مقولتش حاجه تستاهل انك تتعصبى كدا
_انا هادية خلبالك
_وهو انتى كدا هادية ، عموماً ماشى هقوله انك مش حاطة الموضوع فدماغك دلوقتي
_يكون أحسن  ، قالتها وهى تنهض لتصعد غرفتها
نظر أحمد لدنيا ليجدها تتناول طعامها بهدوء مميت  ، لتنطق هى
_بتبصلى كدا لى متاكل
_أصلك بتاكلى مش مهتمة بال بيحصل
_وهو انا لو أهتميت ، ده هيغير حاجه ، أنا تدخلى مش هيضيف حاجه على ال حصل ، أنتم عيلة مع بعض
_أنتى مراتى يعنى جزء مهم فى العيلة دى
لاحظت نبرة صوته الحادة فكلامه الاخير  ، لتحاول تخفيف الاجواء ،  أمسكت بكف يده : أنا عارفة أنى بقيت جزء منها ، وبرغم خلافى مع رنا فتصرفاتها معاك ، بس هرجع وأقولك براحتها مدام هى مش عايزة تتجوز خلاص متضغطش عليها ،لان ببساطة الجواز مش بالعافية .
قبل كف يدها الممسكة بكفه : بتعلى فعينى كل مرة عن الاول ، صدقينى انا مستاهلش يكون فحياتى واحدة زيك
ابتسمت بهدوء : طب كل يلا انت كنت عمال تقول جعان
نظر لها بسخط : عمال أحب فيكى وانتى تقوليلى كل ، حاضر يختى هاكل
★★★
فى أحدى الملاهى الليلية  ، تتواجد رنا برفقة صديقاتها ،  تتمايل على صوت الموسيقى ، مرتدية ملابس تظهر أكثر ما تخفى  ، توقفت عن الرقص حينما شعرت بالارهاق  تقدمت للبار تطلب أحدى العصائر ، لتأتى صديقتها من خلفها : شكلك لسة مشلتهوش من دماغك  ، أصل مدام جيتى هنا يبقا لسة فدماغك
ردت رنا عليها : مش قادره أشوفه قدامى طول الوقت معاها ، حاولت كتير ابعد عنه ،بس انا مش قادره ، تلالأت الدموع بعينيها وهى تتحدث  ، كل ما أشوفه معاها بحس بنار جوايا ، أنا طول الوقت كنت بحاول ألفت نظره ليا واقول بكرا هيحس  بس بكرا مبيجيش  ، لبست كل حاجه تدايقه علشان أخليه يغير عليا ، وهو كل ال على لسانه أنتى أختى أختى ، تعبت مش عارفه ليه هو مش حاسس بيا ، نظرت لصديقتها وتابعت حديثها هو أنا وحشة للدرجادى  ، مستاهلش أتحب  ، مستاهلش يحس بيا
ربتت صديقتها عليها : أنتى عارفه أحمد ، هو أتربى معاكى من صغره ، حبه وخوفه وغيرته عليكى علشان بالنسباله أنتى أخته ال أتربى وكبر معاها  ، أنتى ال ترجمتى تصرفاته معاكى غلط وبقيتى تشوفى أن هو ده فارس أحلامك ، رنا أدى نفسك فرصة ، أنتى علشان مشوفتيش غيره بقيتى حباه هو ، أنا متأكدة أنك لو أديتى نفسك فرصة ،هتلاقى ال يحبك ويخاف عليكى وميعتبركيش أخته قالتها ، وهى تمازحها وتدفعها بكتفها
أبتسمت رنا على مزح صديقتها وقامت بمسح. دموعها : تفتكرى ممكن ألاقى شخص يحبنى وأبقا فارقة معاه بجد
_أكيد أنا واثقة من ده ،  تنهدت وتابعت حديثها أنسيه وشليه من قلبك قالتها وهى تشير بأصبعها على موضع قلب رنا  ، وأنتى ترتاحى
_ وتفتكرى أن هيبقا الموضوع سهل بدوسة زرار هقدر أشيله
_ لا مش سهل ، بس انتى كمان مش ضعيفة لدرجة أنك تعيشى حياتك كلها ضايعة بسبب حبك ليه
أحتضنت صديقتها فهى الصديقة الأقرب لقلبها والتى تكن بجانبها دائماً حينما تديق بها الحياه
★★★
عادوه جميعاً إلى مصر ، حاول عثمان أخذ مرام لقصره لكنها رفضت وأصرت على العودة لمنزلها فتركها تفعل ما تريد ، دلفت مرام إلى منزلها بعدما أوصلهم "عثمان" جميعاً إلى المنزل ، بعدما طلب يحيى هذا منه وتحجج بأن لديه عمل مهم  ، دلفت غرفتها ووضعت متعلقاتها عالفراش لتذهب للمرحاض حينما عادت وجدت رساله على حاسوبها ، جلست عالفراش وأمامها الحاسوب لترى رسالة مرسلة من" مستر X" ، كما أسمته هى

_مرحباً عزيزتى ، سوف أتواجد بمصر قريباً
أعتلت الصدمة وجهها والفرح بأن واحد فهى أخيراً ستعرف من يتواصل معها ، أرسلت له رسالة
_متى وأين
_قريباً جدا  ، أعتنى بنفسك حتى هذا الوقت عزيزتى ، فيبده أننا سنحظى بمرح مع الكثير من رجال الأعمال الفترة القادمة
_ حسنآ إذآ سأنتظر ،لكن لا تتأخر
_ حسنآ أراكى قريباً ، وداعاً
_ وداعاً
تنهدت براحة ها هى  ، ستتقدم خطوة بلقائه ومعرفة من يكون هذا الشخص الخفى ، خرجت عن شرودها لتدلف للشرفة تراقب الطريق الخالى من المارة ، لربما تلقه وهو أتيًا ، أخرجت تنهيدة بسيطة تعبر عن ضيقها منه ، لقد وضعها بوضع صعب امام أخيها  ، سوف يتحتم عليها الاختيار بينهم ، وما أصعبه أختيار
فهو الحبيب والصديق، هو من كانت ترتمى بأحضانه  تحتمى به مِن مَن يضيقوها ،  لا تعلم لما تغير ، بلا أنها متأكدة بأنه يخفى شيئاً كبيراً داخله ، تعلم هذا من النظر بعينيه ، لكنه لا يريد البوح بما يعتليه ، تريد أن تبقى قريبة منها لتعلم أكثر عنه ،
أم تختار أخاها الذى حرمت منه سنوات عديدة ، فلقد بحثت عنه بكل مكان لكن لما تستطع أيجاده  ، والان هو معها أتى بعد كل تلك السنوات  ، لا تريد أن تكمل باقى حياتها بدونه ، ارهقتها الوحدة تحتاج إلى عائلة
قالت بداخلها:  يصعب حقاً الاختيار بينهم
★★★
يتبع..
حابة أعرف أرائك وتوقعاتكم ، ومتنسوش الڤوت
"استودعكم الله"

أخبرنى من تكون ---- متوقفة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن