بَـصِـيرة.

34 5 4
                                    

أمَام شقِيقتكَ ووَالدتكَ أجلِس،
فـقَد حسمتُ أمرِي علىٰ مَعرفةِ عِلَّتِكَ.

رَويتُ ما حدَث داخِل جُدراننَا،
رويتُ كَم أُعانِي مع تقلبَاتكَ اللَامُبرَّرة،
رويتُ مُتطلباتكَ اللامَنطقية،
رَويتُ سحرَ العدسات اللاصِقة عَليك،
والذِي لم يعد يُجدي نفعًا هذهِ الفَترة.

بكِيتُ وتَخبطتُ في شهقَاتِي، وكَانت كَف والدتكَ تُربتُ علىٰ ظهرِي كـالمُواسِية، ونظراتُ شقِيقتكَ كَانت مُبهمةً فـلَم أفهمها.

طلبتُ ورَجوتُ، فـأنا أُريدكَ أن تعُود كمَا كنتَ، أريدكَ أن تعُود الرجل الذِي تَزوجتُ، والذِي وثق بهِ أبِي فـأعطَاهُ إيَّاي.

وبعدَ وصلةِ إنهيارٍ صَحبتهَا تربيتاتُ موَاساة،
جَاءتنِي شقِيقتكَ بـصورةٍ مَا.

حَاولتُ إلتقاطهَا، لكِنَّ يد الأُمِّ مَنعتنِي تَسحب الصُّورة، ونَظرت لـإبنَتهَا بـحِدةٍ لم أعهَدها.

تَبادل كِلتاهُما النظرات لـوقتٍ ليس بـقصِيرٍ،
حتىٰ أصبحَ الجَو مَشحونًا بينهمَا.

أمرتهَا والدتكَ أن تَدخل لـغُرفتهَا وألا تَخرج مِنها، لكنَّ الإبنة عَارضت.

رأيتهَا تَسحب الصورة بـخشُونةٍ مِن يدِ وَالِدتكمَا وتُقدمهَا إليَّ، وقَالت ما كَان مُبهمًا بـالنسبةِ لِي.
"فكِّري بهَا كـإبنتكِ ولو لـلحظة، عَلَّ ضمِيركِ يَستيقظ".

كلمَاتها أرسلتُ داخلِي تَخبطاتِ قلقٍ،
هل مَا أنا غَافلةٌ عنهُ أمرٌ بـهذِه الخطُورة؟

كَشفتُ عن الصَورة مُتوسطة الحَجم بَين كَفاي،
فـكُنتَ أنتَ في حُلةِ  بهيةٍ، وبـجانبكَ فتاةٌ لا أعرفهَا ترتدِي فُستانًا راقِيًا،

لكِنها تُشبهني.
تُشبهنِي لحدٍّ كبِيرٍ.

كَانت تُمسكُ بـيديكَ وتُشاطركَ بَسمتكَ الوَاسِعة، وعِند تدقِيق النَّظر بـملامحهَا.

بَشرتهَا بَيضاء.
عَيناها عَسليتَان.
شَعرها بُنيٌّ مُموَّج.

نَظرت لـأُختكَ بـعينانِ ذَابلتَان، وأنا أتمنـىٰ في صمِيمي ألَّا تكُون توقعَاتِي صحِيحة.

لكِنَّ أمَانِيَّ ضُربت عَرض الحَائط عِندمَا صَرَّحت.
"إنهَا خطِيبةُ زوجكِ المُتوفاة، دِيلان".

يومهَا، أدركتُ أنكَ لم تُحبنِي يومًا،
بل أحببتَ طَيفهَا الكَامِن في مَحياي.

وَهــمٌ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن