زَال السِّـحـر.

41 6 7
                                    

وأخِيرًا حَادثتنِي اليَوم عَبر رِسالةٍ نَصية،
بعد صمتٍ وجفَاء دَاما بينَنا سبعةَ عشر يَومًا.

أخبَرتنِي عَبرهَا أنكَ آسف،
وأنكَ سـتَأتِيني بـهديتَان لـتُصالحنِي.
ورَجوتنِي في رِسالة ثانِية أن أرتدِي عدَساتِي وأن أُموِّج خُصلاتِي.

لم أكُن مُتحمسةً تجَاه الهَدية، فـمِن العدسَات اللاصِقة ومكوَاة الشعر عَلمتُ أنكَ سـتَأتِيني بـشيء يُغيِّرُني.

رَضختُ لـمَطلبكَ الأخير،
فـعُدتُ كمَا كنتُ قبلَ اسبوعَين مِن الآن،
مُزيفة.

جَهزتُ عشاءًا لائِقًا وأجواءًا تلِيق بـالشوق الذِي يَعتريني،
وجلستُ أنتظرُ ميعادَ قدُومكَ.

فَتحتَ البَاب ودَلفت مَنزلنَا وفِي يدكَ صندُوق مُتوسط الحجم، واضحٌ أنهُ يَنتمِي لحيوَانٍ ألِيف.

تَبددَ بهُوتِي وإعترَانِي الحمَاس لـفِكرةِ أنكَ جلبتَ لي حيوانًا ألِيفًا يؤنسُ وِحدتي في غيابكَ.

أسرعتُ تجَاهكَ أتخبطُ في سعَادتِي وإحتَضنتكَ بـشوقٍ وسعادةٍ واضحَان، وتضاعفت مَشاعرِي حين بادلتنِي بذَات الشوق.

فَصلنا العنَاق وأنت وَقفتَ مطولًا تتأملنِي،
وكم كَان واضحًا أن تأملكَ لم يكُن بـدافع الشوق،
بل كَان اقرب لـلتفحُّص.

سألتكَ أهُناك عِلةٌ بِي؟
فـأخبرتنِي أن بشرتِي سَمرَاء زِيادة عن اللازِم.

تَعجبتُ،
فـلون بَشرتِي لم يَتغير طوَال فترةِ زواجنَا!.

وقبلَ أن أُنبهكَ لـلأمر، سَبقتنِي بـإخراجِ عُلبةٍ كبِيرة من كريم الأسَاس فَاتِح اللون،

وَضعتهُ في كَفِّي، وكمَا إستَنبطَ عقلِي، طلبتَ مِنِّي أن أضعهُ علىٰ كُل إنشٍ يَظهر مِن بَشرتي في وجُودكَ.

ذَبلتُ أكثر،
بَهتت مَشاعري أكثر،
خَسرتُ جزءًا مِن ثقتِي في نفسِي وقُلتُ في داخِلي لَيتنا لم نَتصالَح.

وَضعتُ العُلبة جَانبًا دون قولٍ أو فعلٍ،
لن أُفسِد لَيلتنَا التِي لم تَبدأ بعد،
لكِني قطعتُ عهدًا أننا سـنَخوض نِقاشًا طوِيلًا غدًا حول مطَالبكَ اللامَنطقِية.

إتجهَتُ لا إرادِيًّا لـلقفص الذِي لا يظهرُ مِنه ما بـدَاخلهِ،
فـخاطبتنِي في حمَاسٍ قبل أن تَفتحهُ معِي.
"جِئتكِ بـحيوانكِ المُفضل، آمل أنني إنتَقيتُ فصِيلةً تُفضلينهَا".

تَحمستُ أضعَافًا حِين تَأكدت ظنُونِي،
لقد جلبتَ لي قطةً!.

فَتحتَ القَفص مَعِي والحمَاس يعترِي كِلانا،
وَفور أن فُتح القَفص وفَرَّ مِنهُ الحيوَان،
تَملكنِي الهَلعُ حتىٰ إبيَضت شَفتَاي.

فَرت مِنِّي صرخةٌ صاخِبة وإلتَصقتُ في أبعدِ أركَان المَنزل،
بينمَا أنتَ كَان واضحٌ عليكَ الصدمة.

صرختُ بكَ أن تُبعده فـكِلانا يَعلم أني أمتلكُ رُهابًا مِن الكِلاب.

ظَننتكَ سـتَعتذر، ظننتكَ سـتُبعده مِن فوركَ، ظَننتكَ سـتَحتوِيني داخِل أحضَانكَ وتُخبرنِي أن لا بَأس، وأنَّ لا أذىٰ سـيَمسنِي بـجوَاركَ.

لكِنكَ وعلـىٰ عكسِ التوقعَات، أجدتَ كَسر خَاطرِي بـتوبِيخِي والصُراخ عَلي.

نَسجتَ كلماتٍ كَانت كـالأشوَاك،
جَعلتَ الجَرو يَقترب مِني قسرًا،
أخبَرتنِي أنِّي سـأُحب الجِراء رغمًا عنِّي.

لم تَهتم لـهَلعِي، لم تآبه لـرُهابِي،
كنتَ قاسِيًّا وخَشنًا معِي،

رغمَ إرتدَائي العَدسَات، وتموِيج شعرِي.

وَهــمٌ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن